خلل في «التداول فائق السرعة» يكلف المستثمرين مليارات الدولارات

60% من التداول في بورصة نيويورك يتم إلكترونيا

عمليات البيع والشراء الآلية أصبحت تشكل من 50 إلى 75 في المائة من حجم التداول اليومي (نيويورك تايمز)
TT

الخلل الإلكتروني الذي أحدث اضطرابا في الأسواق يوم الخميس متوقع منذ سنوات طويلة، الناتج عن انتشار استخدام الكومبيوترات الذي أحدث تطورا أكبر في تداول الأسهم خلال الـ20 عاما الماضية مقارنة بالـ200 عام الماضية.

استبدل بالنظام القديم المتمثل في وجود تجار أساسيين في البورصة وظيفتهم التوفيق بين البائعين والمشترين، الأجهزة التي تتعامل مع الصفقات بصورة تلقائية، مما يسرع من تدفق طلبات الشراء والبيع، لكنه في بعض الأحيان يسهل هذا النوع من التقلبات غير المبررة كالذي أحدث اضطرابا في الأسواق يوم الخميس الماضي.

وقال جيمس أنغل، أستاذ المالية العامة في مدرسة ماكدونو للأعمال بجامعة جورجتاون، «لدينا سوق تستجيب في أجزاء من الثانية، لكن البشر الذين يرصدونها يستجيبون في دقائق، ولسوء الحظ من الممكن أن تحدث خسائر تقدر بمليارات الدولارات في غضون ذلك».

وفي السنوات الأخيرة، ظهر ما يسمى بالتداول عالي السرعة - يتمثل في عمليات البيع والشراء الآلية - وأصبح يشكل الآن من 50 إلى 75 في المائة من حجم التداول اليومي. وفي الوقت ذاته، استحوذت التبادلات الالكترونية الجديدة على معظم حجم التداول الذي كان يتم في بورصة نيويورك.

وفي الحقيقة، فإن 60 في المائة من التداول في الأسهم المدرجة في بورصة نيويورك تحدث في صورة تبادلات إلكترونية منفصلة.

ويوجد الكثير من الأسئلة التي تُركت من دون إجابة حتى بعد ساعات من انتهاء يوم التداول. من أو ما هو المتهم؟ لماذا خرجت الأسواق عن السيطرة بصورة سريعة؟ ما المطلوب لمنع حدوث ذلك مرة أخرى؟

قالت لجنة الأوراق المالية والبورصة ولجنة تداول السلع الآجلة إنهما تبحثان سبب النشاط غير العادي في التداول.

وعقدت كل من ماري شابيرو، رئيسة لجنة الأوراق المالية والبورصة، وغاري غانسلر، رئيس لجنة تداول السلع الآجلة، مؤتمرات عبر الهاتف مع مراقبي البورصات الذين كانوا يراجعون أشرطة التداول لهذا اليوم.

وقال أحد المسؤولين إنهم حددوا «ارتفاعا ضخما وشاذا وغير مبرر في عمليات البيع، وبدا أن هذا الارتفاع حدث في شيكاغو» في نحو الساعة 2:45 بعد الظهر. ولا يزال المصدر مجهولا، لكن هذه الطفرة على ما يبدو أثارت قضية التداول القائم على خوارزميات الكومبيوتر، الذي أثر بدوره على المؤشرات وخرج عن السيطرة.

وتمتلك الكثير من الشركات كومبيوترات يتم برمجتها لتقدم طلبات الشراء والبيع بصورة تلقائية استنادا إلى مجموعة من الأمور التي تحدث في الأسواق. وتحدث أبسط الأشياء عندما ينخفض أو يرتفع أحد الأسهم بنسبة مئوية معينة في يوم التداول، أو عندما يتحرك أحد المؤشرات بمقدار محدد.

لكن هذه الطلبات من الممكن أن يكون لها تأثير متتالي. فعلى سبيل المثال، إذا قدم عدد كاف من البرامج طلبات بيع عندما تكون السوق منخفضة، على سبيل المثال، بواقع 4 في المائة في يوم واحد، فإن هذه الطلبات من الممكن أن تدفع السوق نحو الانخفاض بصورة أكبر، وتحث البرامج التي لم تبدأ حتى ينخفض السوق بواقع 5 في المائة، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير خفض الأسهم أكثر وأكثر.

وتوجد بعض الوسائل للسيطرة على الموقف، وهي إرث من الإصلاحات التي تم تطبيقها عقب أزمة سوق الأسهم عام 1987، لكنها تبدأ في العمل فقط بعد حدوث انخفاض كبير، وفي ساعات محددة فقط. فقبل الساعة الثانية بعد الظهر، يتسبب انخفاض قدره 10 في المائة في أسهم داو جونز في أن توقف بورصة نيويورك التداول لمدة ساعة. وبين الساعة الثانية والساعة الثانية والنصف بعد الظهر، يتقلص التوقف إلى نصف ساعة وبعد الثانية والنصف، لا يكون هناك أي توقف في التداول.

وإذا كان هناك انخفاض قدره 20 في المائة، فإن التداول يتوقف لمدة ساعتين قبل الساعة الواحدة بعد الظهر ولمدة ساعة، بين الساعة الواحدة والساعة الثانية بعد الظهر. وبعد الساعة الثانية بعد الظهر، تغلق السوق. وقد حدث الخلل في أسهم الأفراد من قبل، والشيء المختلف يوم الخميس كان نطاق المشكلة. ففي أبريل (نيسان) عام 2009، انخفضت أسهم شركة «ديندريون»، بأكثر من 50 في المائة في أقل من دقيقتين، وحدث ذلك مباشرة قبل عرض قدمه المسؤولون التنفيذيون في الشركة.

* شاركت في هذا التقرير جاكي كالمس وبينيامين أبلباوم من واشنطن.

* خدمة «نيويورك تايمز»