انخفاض اليورو مقابل الريال يزيد من حركة تحويل العملات في السعودية

خبراء: تراجع اليورو جاء نتيجة حذر المستثمرين وفقدان الثقة في الدين السيادي

TT

كشفت مصادر بنكية في السعودية عن وجود حركة تحويل عملات خلال الأيام الماضية، وذلك بعد انخفاض سعر اليورو مقابل الريال، عطفا على المتغيرات الاقتصادية التي تعيشها الدول الأوروبية.

وبينت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن انخفاض اليورو وارتفاع الريال دفعا عددا من أصحاب الحسابات البنكية باليورو إلى التحويل خوفا من انخفاض سعر صرف اليورو مع استمرار الأزمة الاقتصادية التي تعيشها أوروبا، إضافة إلى ما يتوقع من تأثر دول أخرى في المنظمة الأوروبية أضخم المنظمات المالية في العالم.

وقال بول غامبل، رئيس الدراسات والأبحاث الاقتصادية في شركة «جدوى للاستثمار» السعودية إن تراجع اليورو جاء نتيجة حذر المستثمرين حيال مقدرة الدول المدينة في منطقة اليورو على الالتزام بالخفض الصارم في الإنفاق المزمع تنفيذه.

وأضاف غامبل لـ«الشرق الأوسط» أن حزمة القروض الضخمة التي أعلنت يوم الأحد الماضي طمأنت الأسواق بالتزام مجموعة دول اليورو بمنع التخلف عن سداد الديون، إلا أنها لم تساعد الدول المتأثرة على التصدي للمشكلات التي تتسبب في الديون المرتفعة داخل اقتصادياتها.

وبين رئيس الدراسات والأبحاث الاقتصادية في شركة «جدوى للاستثمار» السعودية، أن الأسواق تنتظر الآن المزيد من التفاصيل حول حزمة القروض، وتراقب اقتصاديات الدول المتأثرة عن كثب، حيث سيظل اليورو يتعرض للضغوط طالما ظلت حالة عدم اليقين هذه قائمة.

وطبقا لمتعاملين في سوق صرف العملات فإن سعر صرف اليورو بلغ 4.87 ريال سعودي ليوم أمس، وهو ما اعتبر أنه منخفض بشكل كبير، في وقت يعتبر هذا السعر من أفضل الأسعار لمن يرغب في السفر خلال فترة الصيف المقبلة للدول الأوروبية.

من جهته، قال أحمد الحديد رئيس مكتب التجارة والمبيعات في خزينة بنك الخليج الدولي إن المشكلات الائتمانية التي تعاني منها الدول الأوروبية تسببت في عدم وجود ثقة في الدين السيادي، الأمر الذي تسبب في انخفاض اليورو خلال الفترة الحالية، مبينا أن حزمة الإجراءات التي أعلن عنها قد لا تؤثر على أسعار اليورو على المدى القصير والمتوسط.

وأضاف الحديد الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» أن دولا أخرى قد تنجر في هذه الأزمة ومنها إيطاليا والبرتغال وإسبانيا، بعد أن عانت منها اليونان، الأمر الذي سيشكل ضغطا على أعضاء منظمة اليورو، خاصة تلك الدول التي ستقدم المساعدات كألمانيا وفرنسا بالإضافة إلى الالتزامات التي قدمتها، والتي قد تعرضها لضغوطات خطة الإنقاذ التي تم الإعلان عنها.

ولفت إلى أنه بالنسبة للمستثمرين في العملة في الوقت الحالي يعتبر وقت خروج من العملة الأوروبية، وذلك عطفا على ضبابية مستقبل العملة، ومدى جدواها وتأثرها بحزمة إجراءات المالية المنقذة المعلن عنها مؤخرا.

ويتوقع أن تنخفض أسعار السلع الأوروبية متأثرة بانخفاض سعر عملاتها في حين أرجع خبراء انخفاض أسعار النفط إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل اليورو، الذي بلغ نحو 1.25 دولار أميركي لكل يورو واحد.

من جهتها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس إنه لا بد من الدفاع عن اليورو، ووصفت الأزمة الحالية التي تمر بها العملة الأوروبية الموحدة بأنها اختبار للاتحاد الأوروبي نفسه بحسب ما ذكرته أنباء إعلامية.

وقالت ميركل «ليست الأزمة المتعلقة بمستقبل اليورو مثل أي أزمة، إنها أشد اختبار تواجهه أوروبا منذ عام 1990 إن لم يكن منذ 35 عاما مضت».

وأضافت ميركل التي كانت تتحدث خلال مناسبة منح رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك جائزة لجهوده في مجال دعم الوحدة الأوروبية، «هذا الاختبار يتعلق بالوجود، ويجب تجاوزه» وفقا لما نقلته وكالة «رويترز» العالمية.