توقعات بتحول السوق السعودية إلى «الأكبر في المنطقة» خلال 5 سنوات

مدير «أربتك» المالي لـ «الشرق الأوسط»: معدل الربحية للشركة هذا العام لم يتغير

جانب من النشاط العمراني في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

أكد المدير المالي لدى شركة «أربتك» للإنشاءات أن نتائج الشركة المالية لم تتغير عن العام الماضي، وأن معدل الربحية فيها خلال الربع الأول من العام الحالي لم يتغير عما كان عليه في الفترة نفسها من 2009، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن «أربتك» بحاجة إلى وقت لتأخذ حجمها في السوق السعودية وقطر، وأن الشركة تمضي قدما للتوسع خارج دبي، لافتا إلى أن السعودية ستكون إحدى أكبر أسواق «أربتك» لأسباب تتعلق بحجم سوقها ومعدلات النمو فيها.

وقال زياد مخزومي إن معدلات الربحية في «أربتك» لم تتغير خلال الربع الأول من العام الحالي عما كانت عليه خلال الربع الأول من 2009 «ولكننا بحاجة لنعود ونأخذ حجم السوق نفسه، الذي أخذناه في السعودية في قطر.. فنحن لا نزال نكبر خارج دبي». متوقعا أن لا يكون «مستوى النشاط الإنشائي في دبي خلال السنوات القادمة شبيها بالخمس سنوات الأخيرة، على اعتبار أن البنى التحتية في الإمارة شبه مكتملة والإمارة قطعت شوطا في إتمام ذلك، لذلك أظن أن حجم العمل القادم لن يكون بحجم ما كان عليه من قبل».

ويركز مخزومي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على «أهمية السوق السعودية خلال السنوات القادمة»، متوقعا أنه وخلال الخمس سنوات القادمة ستكون السوق الأكبر والأهم في المنطقة، إن لجهة المساحة وعدد سكان ونسب النمو «أهمية هذا السوق من خلال ملايين الوحدات السكنية التي سيتم بناؤها....». ويعتبر مخزومي أن «السعودية من الأسواق المهمة بالنسبة إلينا؛ لأننا نركز عليها، وما دام سعر البترول عاليا والطلب على الوحدات السكنية مرتفعا والبنى التحتية في توسع، فسيكون هناك مشاريع كثيرة قادمة، كالغاز والنفط والكهرباء والسكك الحديدية والطرقات والأبنية والمجمعات التجارية أو السكنية أو المستشفيات أو الجامعات.. ونحن لم نكن لندخل إلى بلد لنستثمر فيه إذا لم يكن لدينا مصلحة في أن نكون من اللاعبين الرئيسيين». فوضع السعودية بالنسبة إلى السوق العقارية يختلف عن وضع دبي وأبوظبي وقطر، على اعتبار أن حركة العقارات بجانب كبير منها كانت موجهة لاستقطاب الأجانب، أما في السعودية فالأمر مختلف لأن المملكة تكبر وتنمو بشكل لافت.

وكانت «أربتك» أبرمت العام الماضي اتفاقية مع شركتين سعوديتين كبيرتين لإنشاء شركة «أرابتك» السعودية، بحيث تمتلك «أرابتك الإمارات» ما نسبته 45 في المائة من الشركة الجديدة و35 في المائة لـ«سي بي سي» للخدمات، وهي عضو في مجموعة «بن لادن» السعودية، فيما تحوز مجموعة «برايم إنترناشونال» للخدمات المحدودة السعودية على 20 في المائة من الكيان الجديد.

واعتبر رياض كمال الرئيس التنفيذي لشركة «أرابتك»، في حينها أن توقيت هذه الشراكة جاء كنتيجة للوضع القائم في الإمارات العربية المتحدة والعالم بحكم الأزمة المالية العالمية «الأمر الذي لفت انتباهنا إلى السوق السعودية الواعدة بعد أن كنا مشغولين جدا في سوق الإمارات، التي سيمكننا هبوط حجم العمل فيها إلى توجيه مواردنا نحو السعودي». ويبلغ رأسمال «أرابتك السعودية» 150 مليون ريال قابلة للزيادة، فيما انتقل جزء من الإدارة التنفيذية في «أرابتك الإمارات» إلى السعودية، بالإضافة إلى بعض المعدات، الأمر الذي اعتبرته الشركة لن يؤثر في نشاط الشركة في الإمارات.

ويتوقع مخزومي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تكون السعودية هي الأولى بالنسبة إلى التوسع في قطاع البنى التحتية «والمنطقة ستشهد أرقاما خيالية خلال العشر سنوات القادمة لإنشاءات البنى التحتية تقدرها بعض الدراسات بـ3 تريليون دولار».

ويتابع مخزومي أن هدف «أربتك» أن يصل عدد عمالها في السعودية إلى 18 ألف في نهاية العام الحالي، وهو العدد الذي «يمكن أن ننجز مشاريع كبيرة من خلاله.. »، مشيرا إلى أن لدى الشركة في السعودية 5 آلاف موظف بالإضافة إلى نحو 10 آلاف بعقود جزئية، مشيرا إلى أن تأخيرا حدث في نقل العمال بسبب إجراءات التأشيرات إلى السعودية «وهو أمر يتم تجاوزه تدريجيا»، لافتا إلى أن العدد الكلي لعمال «أرابتك» هو 60 ألف في كل المجموعة، ومن الطبيعي إذا كنا نتوسع في الخارج أن يكون أكثر نشاطنا خارج دبي على الرغم من أن دبي تمثل قسما كبيرا من مشاريعنا». وكانت «أرابتك» قد أعلنت العام الماضي مباشرتها بمشروعها الأول في المملكة العربية السعودية في مباني جامعة الأميرة نورة بالرياض، وذلك بعد توقيعها مذكرة إنشاء شركة «أرابتك السعودية» بالشراكة مع مجموعة «بن لادن» و«برايم» الدولية.

ولا يلغي مخزومي ما يعتبره عودة الحركة إلى أسواق دبي، ويدعم ذلك بالقول «لدينا مشروعان كبيران جديدان في دبي: الأول بقيمة 710 ملايين، والثاني مشروع (داماك) 500 مليون، وإن دل ذلك على شيء فهو يدل على أن هناك نشاطا يحدث في سوق دبي.. فلو أن هذه المشاريع لم تكن بذات جدوى فلن يبدأ بها من أساسه». ويؤكد المسؤول في «أربتك» أن دبي لن تكون أصغر الأسواق بالنسبة إلى «أربتك» في وقت قصير «لأن لدينا مشاريع نكملها، ويفترض أن يكون هناك مشاريع جديدة وسنكون أول الداخلين فيها، فالمطورون العقاريون الكبار يقولون إن هناك مشاريع مهمة وجدواها الاقتصادية موجودة، وينتظرون أن تتحسن الأسواق بعد سنتين».