أميركا: حل مؤقت للسيطرة على التسرب النفطي بعد شهر من الانفجار

بدء سحب النفط الخام ومطالبة «بي بي» بحل كلي للأزمة

أعلنت مجموعة «جنرال موتورز» الأميركية لصناعة السيارات أنها حققت خلال الربع الأول من العام الحالي أرباحا بقيمة 865 مليون دولار، مقابل خسائر بقيمة 6 مليارات يورو خلال نفس الفترة من العام الماضي 2009. يذكر أن «جنرال موتورز» اضطرت العام الماضي إلى إشهار إفلاسها ولكن برنامج المساعدات الحكومي الأميركي الذي بلغت قيمته مليارات الدولارات أنقذ المجموعة وأعادها إلى حلبة المنافسة مرة أخرى (رويترز)
TT

قبل ساعات من ظهور رئيس شركة «بي بي» (بريتيش بتروليوم) في الولايات المتحدة، لامار ماكي، أمام الكونغرس لشرح جهود شركته للتقليل من تبعات أزمة انفجار الحفر البحري على خليج المكسيك، أعلنت شركة «بي بي» البريطانية نجاح جهودها لبدء عمليات سحب النفط الخام المتدفق من البئر المنفجرة. وبعد نحو شهر من الانفجار الذي أودى بحياة 11 عاملا وقد يؤدي إلى أكبر كارثة بيئية في الولايات المتحدة، ظهرت أولى بوادر السيطرة على الأزمة. وأكدت الإدارة الأميركية إعلان الشركة أنها نجحت في إدخال أنبوب داخل أنبوب أكبر حجما يتسرب منه النفط من البئر المعطوبة لشفط النفط، وهي مناورة دقيقة على عمق 1.6 كيلومتر في قاع المحيط. وكانت «بي بي» قد حاولت إدخال أنبوب لوقف تدفق النفط في خليج المكسيك يوم السبت الماضي إلا أن الأنبوب لم يثبت، مما أدى إلى فشل تلك المحاولة الأولية. ولكن أجهزة آلية تحت سطح الماء استطاعت إعادة إدخال الأنبوب الأصغر على مسافة نحو مترين من الفتحة الأولى، واستأنف عمله مرة أخرى أول من أمس. وقال مسؤول بالشركة إن الأنبوبين جرى إغلاقهما معا من خلال «ثلاثة مستويات من شرائح المطاط». ويجري نقل النفط والغاز حاليا عبر أنبوب لسفينة التنقيب «ديسكفرير إنتربرايز»، التي تقوم بفصل النفط والغاز والمياه، وتقوم بتخزين النفط وحرق الغاز الطبيعي. ولم يحدد كينت ويلز، نائب الرئيس التنفيذي للشركة، بحجم النفط الذي تم جمعه. ونقلت وكالة «يو بي اي» عن ويلز قوله بمؤتمر صحافي عبر الهاتف من هيوستن: «نرغب في تعظيم العملية بحذر من خلال شفط أكبر قدر ممكن من النفط دون شفط مياه البحر... سوف نبذل أقصى ما في وسعنا لتقليل كمية التدفق في الخليج». وفيما يتعلق بتقييم الضرر من انفجار منصة التنقيب «ديب ووتر هوريزون» في 20 إبريل (نيسان) الماضي، فإن بئر «بي بي» تسرب ما لا يقل عن خمسة آلاف برميل يوميا من النفط الخام إلى مياه الخليج. وقال ويلز إنه في غضون السبعة إلى عشرة أيام المقبلة ستجرب الشركة ما يطلق عليه «إغلاق التام للقمة». ويشمل هذا ضخ «طين إغلاق» خاص من خلال أنبوب يلتحم بجانب فتحة البئر المتدمرة ليضخ 40 برميلا في الدقيقة وهو أسرع من القوة المضادة الناجمة عن تدفق النفط الخام. وأصدرت الحكومة الأميركية بيانا، أمس، تطالب «بي بي» بمواصلة جهودها والتوصل إلى حل نهائي للأزمة. واعتبر وزير الداخلية الأميركي كين سالازار ووزيرة الأمن الوطني جانيت نابوليتانو في بيان مشترك أن إدخال الأنبوب هو حل مؤقت. وقالا: «لن نهدأ حتى تغلق (بي بي) فتحة البئر بشكل دائم، ويتم تطهير التسرب وإحياء التجمعات والموارد الطبيعة لساحل الخليج وتصبح كاملة». ويذكر أن 6.3 مليون غالون من خليط النفط والماء تم استعادتها من البقعة النفطية.

وسيكون أكثر الحلول فعالية هو حفر «بريتيش بتروليوم» لبئر إغاثة تتقاطع مع البئر المنفجرة وسد التسريب. ولكن لن ينتهي هذا الأمر على الأرجح قبل أغسطس (آب) المقبل. ويجري إعداد منصة حفر أخرى لحفر بئر إغاثة ثانية. واعتبر سالازار ونابوليتانو أن إدخال الأنبوب الحالي «ليس حلا للمشكلة وليس من الواضح بعد نجاح» تلك الجهود، مضيفين: «نحن نراقب اختبار (بي بي) من قرب مع أمل أنه سيجمع بعض النفط، ولكن في الوقت نفسه هناك علماء فيدراليون يواصلون مراقبة (بي بي) ومنحهم الخبرة، بينما يتقدمون باستراتيجيات أخرى لمحاصرة البقعة النفطية ووقف تدفق النفط». وبحسب الإحصاءات الرسمية الأميركية، هناك الآن 19 ألف موظف وعامل أميركي يعملون على حماية السواحل الأميركية على خليج المكسيك وحماية الحيوانات والأراضي. وكان من المرتقب أن يظهر ماكي وبعده نابوليتانو أمام الكونغرس لتقديم شرح حول الجهود الحالية وإمكانية السيطرة على الأزمة. وتشدد الإدارة الأميركية على أنها تعمل مع «بي بي» للتوصل إلى أفضل الحلول إلا أنها تحمّل «بي بي» مسؤولية الانفجار والتعويضات للأضرار الناتجة عنه.