باباندريو يدعو الدول العربية للاستثمار في اليونان

الحريري يدعو لسياسات منفتحة للنهوض بالمنطقة العربية

سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني وإلى يمينه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وإلى يساره جورج باباندريو رئيس وزراء اليونان، يليه عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية (إ ب أ)
TT

دعا رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو الدول العربية إلى الاستثمار في بلاده، مؤكدا أن حكومته تتخذ تدابير جذرية من أجل تحسين شروط الاستثمار والأعمال. وقال باباندريو في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الاقتصاد العربي أمس، إن «اليونان تتغير بشكل سريع ونحن مصممون على المضي في هذا التغيير».

ودعا باباندريو المستثمرين العرب إلى زيارة اليونان والاستثمار فيها، وكذلك العمل مع اليونان في مشاريع مشتركة في المنطقة «من أجل مستقبل أفضل لبلادنا كلها». وأكد أن بلاده تعمل على «مكافحة البيروقراطية وتأمين بيئة أفضل للاستثمارات»، مشيرا إلى أن قانونا جديدا سيرى النور قريبا، وبموجبه سيكون في إمكان «الشركات الجديدة الحصول على أذونات للعمل بشكل تلقائي، بينما كانت الإجراءات في السابق تستغرق شهورا». وقال «اتخذنا خلال الأشهر الأخيرة تدابير كان يجب اعتمادها منذ عقود».

وأشار إلى أن «حجم التبادل التجاري بين اليونان والدول العربية بشكل عام ارتفع بنسبة 35% خلال السنوات الأخيرة، رغم الأزمة المالية العالمية». وأوضح أن حجم التبادل في 2009 «بين اليونان و18 دولة في الشرق الأوسط والخليج وأفريقيا الشمالية، بلغ نحو خمسة مليارات يورو».

وشدد رئيس الوزراء اليوناني بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على «أهمية التعاون بين بلاده والدول العربية في مجالات الطاقة والسياحة والتجارة والمصارف». ويتناول المنتدى على مدى يومين عددا من المحاور التي تلامس القضايا والتحديات المطروحة على الساحة العربية سواء على المستوى الجيوبوليتيكي أم على المستوى الاقتصادي عموما والمصرفي بشكل خاص.

أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل، الذي استفاض بشرح إنجازات وتطلعات مؤسسة الفكر العربي، رأى أنه ونظرا لدقة المرحلة «يتوجب علينا التفكير المعمق لتدبير فرص الاستقرار ومواجهة التحديات والمخاطر في ظل التطورات والتغيرات التي تموج بها المنطقة والعالم بأسره، ولا شك أن مناقشة هذا الموضوع في المنتدى سوف تسفر عنه أطروحات جيدة». وقال: «لقد قامت المؤسسة على مبادرة تضامنية بين الفكر والمال للمساهمة في النهوض بالأمة العربية، فتداعى أخوة وأخوات من معظم الدول العربية للانضمام إليها ودعمها، من واقع إيمانهم العميق بمسؤوليتهم الاجتماعية تجاه قضايا أمتهم. ولأن المؤسسة تعالج الفكر بمعناه الشامل، فإن الاقتصاد يمثل ركيزة أساسية في دائرة اهتمامها، وبندا أصيلا في فعالياتها، كما أن غالبية الأخوة الأمناء يتمتعون بالفكر الاقتصادي علما وتطبيقا، وهذا قاسم مشترك بين غايات المنتدى والمؤسسة». من جهته، لفت راعي المنتدى رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى أن «المنتدى يكتسب هذا العام أهمية مختلفة. فالمتغيرات الاقتصادية في العالم كثيرة وكبيرة. ففي حين بدأ الاقتصاد العالمي طريقه إلى التعافي بعد الأزمة المالية العالمية التي بدأت في أواخر العام 2008، يواجه العديد من الدول الأوروبية تحديات كبيرة اليوم، سواء على صعيد الدين السيادي، أو القطاع المصرفي، أو سعر الصرف. ولعل تعدد أوجه التحديات دفع بالمعنيين إلى التفكير بوسائل جديدة لاحتواء الأزمة وتداعياتها. وهذه الوسائل أو الحلول تصب جميعها باتجاه واحد: المحافظة على ثقة المستثمر. هذا هو العامل الأساسي للحفاظ على الاستقرار. وفقدان هذا العامل يشكل صلب الأزمة. ففي آخر العام 2008 شهدنا سرعة التحرك لدى المستثمرين، ولاحظنا أنه عند غياب عامل الثقة فإن المستثمر يفضل أن يبقى على الحياد عوضا عن توظيف أمواله. فمع الترابط المتزايد بين اقتصادات الدول، أصبح من الصعب تمييز الاستثمار الآمن من الاستثمار غير الآمن».