رئيس «البريد السعودي» لـ«الشرق الأوسط»: التحول إلى شركة قابضة بنهاية 2010

أكد أن وسائل الاتصال الحديثة وفرت فرصة ثمينة للاستثمارات البريدية

TT

كشف الدكتور محمد صالح بنتن، رئيس مؤسسة البريد السعودي، لـ«الشرق الأوسط»، عن عزم المؤسسة إنشاء شركة قابضة تقع تحت ملكية البريد السعودي، سيشارك القطاع الخاص في وحداتها الرئيسية التي ستتحول إلى وحدات تجارية، متوقعا أن يتم إنشاء الشركة القابضة نهاية العام الحالي. منوها بعزم «البريد السعودي» اعتماد منهجية جديدة في التسويق لخدماتها كافة، بالاعتماد على ما ستسفر عنه الدراسات الجارية حاليا، وما ينتج عنها من خطط تسويقية نأمل لها النجاح.

وحول الإيرادات التي بدا متفائلا تجاهها بقوله إن مردودها سيكون عاليا في المستقبل، يصف الدكتور محمد صالح بنتن، رئيس مؤسسة البريد السعودي، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، نمو إيرادات المؤسسة بـ«المطرد»، ويضيف أن المؤسسة «تشغيليا» رابحة.

ومن دون أن يكشف عن رقم معين، علل رئيس مؤسسة البريد السعودي مصروفات الاستثمار الواسعة بالقول «كوننا في طور بناء البنية التحتية اللوجيستية والإلكترونية».

ورغم أنه يعزو ظهور التأثير السلبي على نشاط البريد التقليدي إلى وسائل الاتصال الحديثة، التي قربت الناس بعضهم إلى بعض، ودفعتهم إلى الاستغناء عن الرسائل والمكاتبات البريدية، فإنه يجزم بأنها، في الوقت نفسه، وفرت فرصة ذهبية وثمينة للبريد السعودي وجميع مشغلي البريد في العالم، وذلك بتقديم خدمات حديثة ومتطورة لعملائه، مدللا بمجالي الحكومة الإلكترونية، والتجارة الإلكترونية.

ويوضح الدكتور بنتن أن خدمات الحكومة الإلكترونية تعتمد على البريد في التعامل مع طالبي الخدمة، إذ يتولى قطاع البريد - عالميا ومحليا - أداء دور الوسيط بين الطرفين، بنقل المراسلات وتسليم الوثائق بعد إنجازها إلى طالب الخدمة، سواء في منزله أو عبر أقرب مكتب للبريد، والأمر نفسه بالنسبة للتجارة الإلكترونية. ويضيف «إن تطبيق الحكومة الإلكترونية في السعودية بات خيارا استراتيجيا لا رجعة عنه في البلاد».

ويشير الدكتور بنتن إلى عزم المؤسسة تحويل مكاتب البريد إلى مراكز لتقديم الخدمات الحكومية والتجارية بهدف «تمكين المواطنين والمقيمين من إنجاز أكثر من خدمة في وقت واحد من خلال تلك المكاتب».

الدكتور بنتن الذي تجاوزت فترة رئاسته للمؤسسة خمس سنوات، يؤكد أن مشكلات الترقيات داخل المؤسسة تعد نتاج تراكمات سنوات طويلة من التجميد الوظيفي، ويقول «سعينا في السنوات الأخيرة إلى تذويبه، وشكلنا لجنة مكلفة تتولى دراسة محاضر الترقية لجميع المراتب وفق الأسس والمعايير المحددة».

وحول رضا العملاء يؤكد رئيس البريد السعودي أن المؤسسة تسعى إلى كسب المزيد من رضا العملاء وقبولهم، عبر تطوير خدماتنا الحالية أو تقديم أخرى جديدة تلبي احتياجاتهم وتواكب تطلعاتهم.

وفي ما يتعلق بالخدمات الإلكترونية في السعودية، كانت مؤسسة البريد السعودي قدمت خلال العامين الماضيين خدمة تسلم وثائق الطلاب المقبولين في الجامعات، بدلا من السفر إلى خارج البلاد لجلبها، ويقول الدكتور بنتن «حققت المؤسسة في ذلك نجاحا واسعا، بشهادة الجامعات المشاركة في هذه الخدمة». ويضيف «نأمل أن تتمكن (البريد السعودي) من التوسع في تقديم هذه الخدمات بمشاركة جهات حكومية عدة. وهو ما سيسهم في تخفيف ضغط المراجعين الكثيف على تلك الجهات، كما سيقلص حاجة الموظفين إلى الخروج من جهات عملهم لإنجاز معاملاتهم، إذ بإمكانهم إما إرسال طلباتهم إلكترونيا، أو تسليمها يدويا إلى موظف البريد في الفترة المسائية، وفق الإجراءات التي ستتبعها كل جهة حكومية على حدة».

وحول اتفاقية مؤسسة البريد السعودي مع شركة «Google»، وهي أحد المشاريع الهادفة إلى الاستفادة من العنوان البريدي في خدمة المجتمع السعودي، يعلق الدكتور بنتن «تتيح هذه الاتفاقية للجميع استخدام العنوان البريدي السعودي الرقمي المتميز بالدقة الشديدة، فهو يغطي كل متر مربع من الأراضي السعودية، كما يساعد المستخدم سواء كان فردا أو مؤسسة، على تحديد المواقع السكنية والتجارية على أنظمة (Google) الجغرافية». ويستطرد «كما تتيح هذه الاتفاقية تطبيق العنوان البريدي على كل أجهزة الهاتف المتنقلة والمركبات المزودة بأنظمة ملاحة، إضافة إلى إتاحتها للمستفيدين منها عبر أجهزة الحاسب الآلي والمواقع الإلكترونية، مما يعني أن الأمر متاح المواطنين والمقيمين في المملكة».