«دبي القابضة» تطلب تمديد استحقاقات بعض ديونها

دويتشه بنك: نجاح «دبي العالمية» في الجدولة شجع على الإعلان

TT

بعد موجة من التكهنات في الأسواق الإماراتية عن نية مجموعة «دبي القابضة» إعادة جدولة ديونها، وفي أول طلب من نوعه للمجموعة يؤشر على هذه النية، أعلنت «دبي القابضة» أمس أن ذراعها الاستثمارية «دبي إنترناشيونال كابيتال» قد قدمت طلبا إلى دائني الشركة لتمديد موعد استحقاقات بعض ديونها لمدة 3 أشهر، «الأمر الذي سيتيح الفرصة لـ(دبي إنترناشيونال كابيتال) لتنفيذ خطة طويلة الأجل تتفق عليها جميع الأطراف».

و«دبي القابضة» هي مجموعة تابعة لحكومة إمارة دبي وتمارس نشاطات مختلفة في قطاعات الخدمات المالية والعقارات والضيافة، وتمتلك المجموعة شركة «دبي إنترناشيونال كابيتال» التي عليها ديون بقيمة 1.25 مليار دولار تستحق الشهر القادم.

وقالت الشركة أمس إنها قامت إلى جانب لجنة تنسيق مكونة من مجموعة بنوك بتقديم طلب إلى دائني الشركة لتمديد موعد استحقاقات بعض ديونها لمدة 3 أشهر وحتى 30 سبتمبر (أيلول) 2010.

ووفقا للبيان الذي أصدرته الشركة، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، فإن فترة التمديد ستتيح الفرصة لـ«دبي إنترناشيونال كابيتال» لتنفيذ خطة طويلة الأجل تتفق عليها جميع الأطراف، والتي ستمكن الشركة من تحقيق أعلى قيمة لأعمالها بما فيه مصلحة جميع الأطراف المعنية.

ويرى هنري عزام الرئيس التنفيذي لدويتشه بنك أن ما حدث أمر متوقع، فالمجموعة عليها ديون وهي تخطط لسدادها، مشيرا إلى أن بوادر نجاح مجموعة «دبي العالمية» في إعادة جدولة ديونها شجع «دبي القابضة» على اتخاذ الخطوة ذاتها.

وقال عزام لـ«الشرق الأوسط»: «على ما يبدو فإن نجاح مجموعة (دبي العالمية) في إعادة جدولة ديونها شجع (دبي القابضة) على البدء في عملية إعادة الجدولة، لافتا إلى أن «على (دبي القابضة) أن تلتزم بشفافية كاملة وبوضوح في إعلان حجم الديون والجدولة الزمنية لسدادها» فالسوق أصبحت أكثر تقبلا لمثل هذه الأخبار ولم يعد يخفى على أحد أن «دبي القابضة» تنوي جدولة ديونها.

ويشدد عزام على أنه يفترض أن تكون «دبي القابضة» واضحة مع السوق و«هي أعلنت عن ثلاثة أشهر لتمديد سداد ديون إحدى شركاتها.. أما إذا كانت بحاجة إلى فترة أطول فيجب أن تكون واضحة.. باعتقادي فترة ثلاثة أشهر هي الفترة التي يعتقد أنها كافية لتقييم وضعها».

يشار إلى أن «إنترناشيونال كابيتال» التي تتخذ من دبي مقرا لها هي شركة استثمارية عالمية تابعة ومملوكة بالكامل من قبل «دبي القابضة» وهي تدير محفظة استثمارية متنوعة من الاستثمارات العالمية. وتشمل محفظة استثمارات «دبي إنترناشيونال كابيتال» استحواذا بقيمة 800 مليون جنيه إسترليني على «مجموعة توسو» في المملكة المتحدة، أبرز مشغلي المتاحف والمرافق السياحية في أوروبا، وهي شريك مع مجموعة «ميرلين» للترفيه، ثاني أكبر مشغل للمرافق السياحية والترفيهية في العالم بعد «ديزني»، حيث تمتلك «دبي إنترناشيونال كابيتال» 20% من أسهم الشركة المتحدة. كما تضم المحفظة الاستثمارية للشركة استحواذا بقيمة 675 مليون جنيه إسترليني على مجموعة «فنادق ترافيلودج» الفندقية في بريطانيا واستحواذا بقيمة 700 مليون جنيه إسترليني على مجموعة «دونكاسترز المحدودة»، ومقرها المملكة المتحدة، والتي تنشط في إنتاج القطع الدقيقة المستخدمة في الكثير من الصناعات. واستحواذا بقيمة 850 مليون يورو على شركة «موسر إيه جي» إحدى الشركات العالمية الرائدة في قطاع التغليف الصناعي، والتي يعمل بها نحو 3700 موظف في أكثر من 50 موقعا في أوروبا وأميركا الشمالية وأميركا اللاتينية وآسيا.

وتعد «دبي إنترناشيونال كابيتال» أحد المستثمرين الأساسيين في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشمل استثماراتها حصة كبرى في مجموعة «ريفولي»، إحدى أبرز شركات مبيعات التجزئة للمنتجات الراقية في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تمتلك وتدير أكثر من 215 محلا تجاريا. وشركة «إشراق» الاستثمارية التي تم تأسيسها برأسمال 150 مليون دولار أميركي لإنشاء وتطوير عدد من الفنادق ستحمل العلامة التجارية «إكسبريس هوليداي إن» في دول مجلس التعاون الخليجي، عدا المملكة العربية السعودية. كما أطلقت الشركة صندوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لاستثمارات البنية الأساسية برأسمال يبلغ 500 مليون دولار أميركي للاستثمار ضمن مشاريع البنية الأساسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي عام 2005 أطلقت «دبي إنترناشيونال كابيتال» شركة «الأردن - دبي كابيتال» برأسمال 300 مليون دولار أميركي، والتي تستهدف الاستفادة من الفرص الاستثمارية في الملكية الخاصة التي توفرها المملكة الأردنية الهاشمية.