عملية «القتل الأساسي» توقف تسرب النفط من بئر «خليج المكسيك»

ارتفاع أسهم «بي بي» 6% واستقالة المسؤولة عن الحفر البحري

TT

في أول تقدم ملموس في وقف تدفق النفط في خليج المكسيك بعد أكثر من شهر من انفجار منصة شركة «بي بي» النفطية، أعلنت السلطات الأميركية أمس وقف تسرب النفط في عملية لسد البئر بدأت أول من أمس. وأعلن قائد جهاز خفر السواحل الأميركي الأميرال ثاد الن صباح أمس توقف تسرب النفط في خليج المكسيك بعد عملية لسد البئر بدأتها شركة «بي بي» في الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي واستمرت في العمل عليها على مدار الساعة.

وقال الن في مقابلة مع إذاعة «فيرست نيوز» إن فرق التدخل «نجحت في تثبيت رأس البئر، وضخت السوائل في داخله. وأوقفوا تسرب المحروقات». وأضاف: «الجميع متفائل بحذر لكن لا يمكننا تأكيد النجاح بعد»، لافتا إلى أن البئر لم يغلق بالإسمنت بعد.

وهذا هو الإنجاز الإيجابي الأول لـ«بي بي» منذ غرق المنصة «ديب واتر هورايزون» النفطية التي أدت إلى الكارثة في 22 أبريل (نيسان) الماضي.

وبدأت العملية ويطلق عليها اسم «توب كيل» أول من أمس، وهي عبارة تعني «القتل الأساسي». وتقضي العملية ضخ سائل من المياه والمواد الصلبة والطين ومعدن كبريتات الباريت، عبر ماسورتين تصلان إلى الصمام المانع للانفجار الذي يتسرب منه النفط والغاز، ثم إغلاق البئر بالإسمنت. واطلع الرئيس الأميركي باراك أوباما على خطط «بي بي» قبل بدء العملية، كما كان على الن السماح لـ«بي بي» بالقيام بهذه الخطوة التي من النادر اللجوء إليها ولم تكن نسبة احتمال نجاحها معروفة.

وقال المدير التنفيذي للشركة النفطية روبرت دادلي صباح أمس لقناة «سي إن إن»، «إن العملية مجابهة جبارة بين النفط المتدفق والسائل الذي نضخه في البئر».

وتنفس المسؤولون في شركة «بي بي» الصعداء أمس بعد الأخبار الأولية حول نجاح محاولة سد البئر، مما أدى إلى صعود أسهم الشركة بنسبة 6 في المائة فور إعلان وقف تدفق النفط. وقد واجهت «بي بي» ضغوطا اقتصادية مع تراجع حاد في أسهمها خلال الشهر الماضي، بالإضافة إلى الضغوط السياسية على الشركة داخل الولايات المتحدة وخاصة من قبل الكونغرس. وتحلى المسؤولون في «بي بي» بالحذر في الحديث عن عملية سد البئر، رافضين تأكيد الإعلان الأولي حول نجاح العملية، مفضلين انتظار بعض الوقت خوفا من ظهور ثغرات في السد ومواجهة انتقادات أميركية جديدة باستعجال الشركة في الحكم على الأوضاع.

إلا أن هذا الخبر جاء تزامنا مع الكشف عن توقعات جديدة لمدى الخسائر الناتجة عن انفجار البئر النفطية، لتظهر بأنها أعلى مما كان متوقعا في الأول. وأعلنت الحكومة الأميركية أن كمية النفط المتسرب خليج المكسيك حاليا أن ما يتراوح بين 12 إلى 25 ألف برميل نفط يتسرب يوميا من البئر، بينما كانت التقديرات الأولية تشير إلى 5000 برميل يوميا. وأدت هذه المعلومات بالإضافة إلى الغضب الواسع في الولايات المتحدة حول تبعات انفجار «ديب واتر هورايزون» إلى إعلان وزارة الداخلية الأميركية استقالة المسؤولة الأولى عن الحفر البحري أمس. وقدمت رئيسة «خدمة إدارة المعادن» ليز بيرنباوم استقالتها أمس، في ثاني استقالة رفيعة المستوى من جراء الحادث. وقال وزير الداخلية الأميركي كين سالازار إن بيرنباوم «موظفة حكومية جيدة» لكنها قررت الاستقالة بعد انتقاد «خدمة إدارة المعادن» لعدم اتخاذ إجراءات كافية تمنع انفجار المنصة النفطية وتمنع البقعة النفطية.

وسيكون خبر وقف تدفق النفط وتحمل بيرنباوم مسؤولية سياسية خلفية ليبدأ أوباما زيارته اليوم إلى لويزيانا ليتفقد الساحل في الولاية التي تعتبر من أكثر الولايات تضررا. وتأمل الإدارة الأميركية أن تساعد زيارة أوباما في خفض الانتقادات الموجهة له ولإدارته في معالجة الأزمة التي تتولى «بي بي» المسؤولية الأولى حاليا في معالجتها وتقديم التعويضات عنها.

وقال السيناتور برني ساندرز، وهو عضو في لجنة الطاقة والموارد الطبيعية في مجلس الشيوخ الأميركي، أمس: «في النهائية، عندما تتعامل مع قضية خطرة مثل الحفر البحري، عليك أن تنظم وتشرف على ذلك، لا يمكن ترك شركات مثل (بي بي) التي حصلت على 5 مليارات دولار في الربع الأول من هذا العام، أن تتخذ قرارات ولا تتخذ الإجراءات الأمنية الكافية التي عليهم أن يتخذونها». وأضاف ساندرز في مقابلة مع قناة «إم سي إن بي سي» أن تحميل «بي بي» المسؤولية ليس كافيا، موضحا ضرورة التخلي عن الحفر البحري للنفط في مناطق أميركية حساسة. وقال: «سنقدم مشروع قرار لفرض منع دائم للحفر البحري على الساحلين الشرقي والغربي وأجزاء من فلوريدا».