«بي بي» تواجه خسارة بمليارات الدولارات

بعد فشل عمليتها الأخيرة «القتل الأساسي»

مراكب تعمل على تنظيف البقعة النفطية أمام سواحل المكسيك (أ ب)
TT

في انتكاسة خطيرة للجهود الرامية إلى وقف تدفق النفط من بئر نفطية تقع على عمق ميل تحت سطح خليج المكسيك، قال مهندسو شركة «بريتش بتروليم» أول من أمس إن تقنية «توب كيل»، أو القتل الأساسي، قد فشلت، وإنهم قرروا بعد التشاور مع المسؤولين الحكوميين، الانتقال إلى استراتيجية أخرى.

وقال دوغ ساتلز، مدير العمليات والإنتاج في «بريتش بتروليم»، في مؤتمر صحافي، إن المهندسين سيحاولون مرة أخرى باستخدام، سقف احتواء، وإن ذلك قد يستغرق أربعة إلى سبعة أيام لتركيبه. وأضاف ساتلز «بعد ثلاثة أيام كاملة من محاولة استراتيجية (توب كيل)، نعتقد الآن أن الوقت قد حان للانتقال إلى المرحلة التالية من خياراتنا».

التخلي عن تقنية «توب كيل»، التي كانت الجهد الأكثر طموحا لسد البئر، كان الإجراء الأخيرة في سلسلة الفشل. حيث فشلت «بريتش بتروليم» في البداية في إصلاح المانع المنفجر عبر غواصة تعمل بالروبوت. ثم فشلت فيما بعد جهودها الأولية لسد البئر عبر قبة احتواء نتيجة تكون الهيدرات البلورية الكثيفة الناجمة عن اختلاط الغاز بالماء. كما لم تسفر جهود الشركة في استخدام الخراطيم لجمع لنفط المتسرب سوى عن جمع جزء بسيط منه.

كما شرعت «بريتش بتروليم» في حفر اثنتين من آبار النجدة، لكن المسؤولين قالوا إن الآبار لن يتم الانتهاء منها قبل أغسطس (آب)، مما سيزيد من خطورة أسوأ تسرب نفطي في تاريخ الولايات المتحدة حاليا.

الفشل الأخير، سيلقي دون شك مزيدا من الضغوط – على الصعيدين السياسي أو الرأي العام الأميركي - على إدارة أوباما، من أجل التحرك وتولي علميات الإصلاح بالكامل من «بريتش بتروليم».

وقد أصدر الرئيس أوباما، الذي يقضي عطلة يوم الذكرى في شيكاغو، بيانا يوم السبت حول قرار التخلي عن تقنية «توب كيل»، قائلا «على الرغم من تلقينا تقارير مشجعة في بداية الأمر، فقد بدا من الواضح الآن أنها لم تنجح».

وقال إن الأدميرال ماري لاندري، من حرس السواحل الأميركي، أمرت «بريتش بتروليم» بانتهاج استراتيجية جديدة يتم من خلالها قص أنبوب الرفع وتثبيت سقف فوقه.

وأضاف أوباما «هذه الطريقة لا تجري دون مخاطر، ولم تتم تجربتها في السابق على هذا العمق، ولعل ذلك السبب وراء عدم تفعليها حتى يتم استنفاد الطرق الأخرى. كما سنواصل طرق كل السبل الممكنة لوقف التسرب حتى الانتهاء من حفر بئري النجدة».

الفشل بالنسبة لشركة «بي بي» البريطانية التي تتعرض لانتقادات واسعة الآن يعني خسارة مليارات الدولارات نظرا للتوقعات بازدياد وضع التسرب النفطي سوءا خلال الأسابيع والشهور القادمة. وفي بيانه، قال توني هايوارد، كبير المسؤولين التنفيذيين لشركة «بي بي»: «أشعر بخيبة أمل لفشل هذه العملية، ونحن لا نزال ملتزمين بالقيام بكل ما بوسعنا لتصحيح الموقف». وقال أحد المهندسين العاملين في مشروع وقف التسرب النفطي أول من أمس (السبت) إن كلا من عمليتي «توب كيل» و«جانك شوت»، لم تحرز تقدما، لأن ضغط الغاز والنفط المتسربين من البئر كان من القوة بحيث يصعب التغلب عليه. وأضاف أن المهندسين لم تكن لديهم معرفة كاملة كافية بآليات المانع المنفجر أو العمل الداخلي للغلاف الخارجي لأنابيب الحفر، لإنجاح هذه الجهود.

وقال المهندس الذي رفض الكشف عن اسمه لأنه غير مصرح له بالحديث عن الشركة «كان الكثير مما يضخ في هذه الأنابيب يتسرب، مما أصاب المهندسين بخيبة أمل وأغضب الإدارة، فالموقف سيئ جدا».

وتشير التقديرات إلى أن كمية النفط المتسربة منذ الانفجار وحتى الآن ما بين 18 و40 مليون غالون من النفط في مياه الخليج. وبعد الإعلان عن إخفاق «بريتش بتروليم» ساد الانزعاج سواحل لويزيانا التي غمرت بالنفط والكتل الصدئة.

وأشار مايكل كلوديت، رئيس كنيسة تربون باريش، الواقعة على بعد 60 ميلا من جنوب غربي نيو أورليانز، إنه عندما سمع الأنباء شعر بالأسف واليأس، وإن مثل هذه المعضلة لن تنتهي، «وإذا ما تجولت حول باريس ستجد أن كل سكاننا يتحدثون عنها».

وأشار كلوديت إلى أنه لا يزال متمسكا بالأمل «لكن الأمر يزداد صعوبة، وكلما فشلت محاولة أزداد تشاؤما».

تقوم الاستراتيجية الجديدة على قطع الأنبوب النفطي ووضع سقف متصل بسفينة تخزين على السطح. وعلى الرغم من فشل تجربة قبة الاحتواء الأولى فإن ساتلز تعلم من هذه التجربة، ويعتقد الآن أن السقف الجديد الذي سيثبت على الأنبوب سيكون أكثر من ناجح.

* خدمة نيويورك تايمز