ملتقى يتوقع توجه قطاعات حكومية سعودية إلى صناعة «العلامة التجارية»

خبراء يتوقعون دخول علامات تجارية محلية لقوائم 100 اسم تجاري عالميا

تجمع في السعودية شدد على أهمية العلامة التجارية، ويتوقع تنامي صناعتها في السعودية مع ارتفاع الناتج المحلي («الشرق الأوسط»)
TT

توقع تجمع عقد في العاصمة السعودية أمس أن تتجه قطاعات وأجهزة حكومية معنية في السعودية إلى صناعة «العلامة التجارية» بعد النجاحات التي حققتها بعض الجهات، من بينها الهيئة العامة للاستثمار (ساجيا) وهيئة المدن الصناعية والمناطق التقنية (مدن)، وكذلك الهيئة العامة للسياحة والآثار، وانعكاساتها الإيجابية على أدائها وصورتها العامة.

وكشفت قمة العلامات التجارية والاتصال في السعودية - أول حدث من نوعه - أن السعودية تشهد حاليا زيادة في الوعي بأهمية صناعة العلامة التجارية في القطاعين العام والخاص، وسط ما تعكسه من ارتفاع القيمة السوقية والمعرفية والفنية والتسويقية.

وأشار ياسر بن موسى الخروبي، مدير إدارة التسويق المركزية بمجموعة «روتانا» السعودية، إلى أن هناك جملة من التحديات التي تواجه تطور صناعة العلامات التجارية، تتمثل في ضعف الوعي بأهمية العلامة التجارية للمنشأة، مشيرا إلى أن مفهوم الإنفاق على العلامات التجارية يجب أن يتغير ليعتبر استثمارا وليس إنفاق مصروفات.

ولفت الخروبي، وهو خبير في العلامات التجارية والاتصال، إلى أن القطاع الحكومي السعودي مهتم بشكل كبير فيما يخص العلامة التجارية، أو كما يعتبرها هو صورة وهوية واتصالا، مشددا على أن هناك تحولات كثيرة تشهدها على أرض الواقع.

وأضاف الخروبي أن القطاع العام بدأ يتفاعل وتجري بعض التغييرات في هياكله ومسمياته الاصطلاحية على بعض الأمور المتعلقة بتعاملاته الداخلية ومع المستفيدين، مشيرا إلى «أننا أصبحنا نستخدم مصطلح (عميل) بدلا من (مراجع)، وإنشاء إدارات للعناية بالعملاء وتخصيص ومراكز اتصال لتلقي الطلبات ومراجعة الإجراءات».

وأفاد الخروبي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن العلامة التجارية في القطاع الخاص السعودي سجلت قفزات مهولة وبدأت تنطلق نحو العالمية من بيئة محلية، مستشهدا بعلامة «روتانا» التي تأسست ككيان محلي سعودي وتطورت لتصبح إحدى أبرز العلامات التجارية في المنطقة، وتصنف كـ«سوبر براند».

وقال الخروبي إن «روتانا» سجلت حضورا قويا على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، ونجحت في تسجيل شراكات مع كبريات المؤسسات والشركات العالمية نتيجة سمعتها السوقية وما تحققه من تطور متواصل، كان آخرها شراء «نيوز كورب» الأميركية العالمية الشهيرة لحصة في مجموعة «روتانا».

وأكد الخروبي المشارك في فعاليات المنتدى أن ذلك لم يكن ليأتي لولا العمل الدائم على تطوير العلامة بشكل دوري ودائم والعناية بكل تفاصيل العلامة لتعكس نوع النشاط وطبيعته.

وأفصح الخروبي عن إقدام شركات عالمية متخصصة في صناعة العلامة التجارية للسوق السعودية مؤخرا، مع متابعتها لحركة تطور الأعمال المتعلقة بالعلامة التجارية لدى الجهات الحكومية والخاصة، مفيدا أن تجربة الكثير من الجهات الحكومية السعودية أكدت أهمية العلامة التجارية بعد أن أعادت إطلاق هويتها وسط التركيز على الأفكار التسويقية التي تعكس الاحتياج واستراتيجيات الجهة.

وتوقع الخروبي أن تقتحم علامات تجارية محلية سعودية في قوائم أبرز 100 اسم وعلامة تجارية عالمية خلال أقل من عامين، مع تنامي فهم قطاع الأعمال والانفتاح على فلسفة العلامة التجارية التي تجاوزت أن تكون مجرد لون وشكل وشعار.

من ناحيته، أفاد برافين بالاشندران، المدير في «آي آي آر - الشرق الأوسط»، أن الناتج المحلي السعودي مرشح للنمو بنحو 4 في المائة خلال العام الجاري 2010، كاشفا أن الشركات تقوم حاليا باستكشاف وسائل إعلانية جديدة. ويرى بالاشندران أن التحديات التي تواجه صناعة العلامات التجارية والاتصال هي العمل ضمن بيئة مبدعة ومتميزة، مشددا على أهمية الاستخدام الأمثل واستدامة العلامات التجارية. وتعقد القمة السعودية للعلامات التجارية والاتصالات بالشراكة مع الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بمشاركة 150 مشتركا، تبحث قنوات الاتصال الناجحة وإنشاء العلامات التجارية على شبكة الإنترنت.

إلى ذلك، شدد شادي بخور، مدير قسم المبيعات والتسويق في شركة «زيروكس» السعودية، أن تمييز العلامة التجارية الواحدة عن غيرها من العلامات استراتيجية أساسية لتعرف العلامة المعنية نجاحا لا سابق له، في وقت من الضروري أن تكثر الشركات من الاستثمار في البحوث والتطوير، مبينا أن العلامة التجارية التي تنطوي على المصداقية والموثوقية والديمومة هي أقل تأثيرا من غيرها في التراجع الاقتصادي.