السعودية: السيول والتمويل والتثمين تسيطر على مشاركات «سيتي سيكب» أمس

تقرير «جون لانغ لاسال» العالمية: تطوير المدينتين المقدستين سيستوعب 13 مليون حاج في 2019

الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة يستمع لشرح عايض القحطاني رئيس شركة «سمو» خلال تدشين «سيتي سكيب» أمس (تصوير: سليمان المرزوقي)
TT

سيطرت مواضيع السيول والتمويل والتثمين على مؤتمر ومنتدى «سيتي سكيب» العقاري الذي يعقد حاليا في محافظة جدة (غرب السعودية)، وذلك نظرا لأهميتها خلال الفترة المقبلة في السوق العقارية في المحافظة.

وأفصح عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة الدكتور عبد الله بن مرعي بن محفوظ أن الغرفة رفعت اقتراحا للجهات المختصة بتنظيم عملية التثمين، يشمل احترافية سوق التثمين التي تمثل إحدى دعائم السوق العقارية في السعودية، وتستحوذ على نصيب ضخم من الحركة.

وأضاف أن السوق العقارية بحاجة إلى مرجعية واحدة تكفل لها أن تواكب الاستثمارات الضخمة التي تتداول، للاستفادة منها بشكل أكبر، خصوصا خلال الفترة الحالية.

من جهته أوضح عايض القحطاني، رئيس شركة «سمو» العقارية، أن السوق العقارية سوق متفائلة، وأن منصة «سيتي سكيب» أوضحت أن السوق لا تزال تنتعش بدخول مشاريع جديدة، مشيرا إلى أن السوق العقارية صمدت في وجه الأزمة المالية، وأن ما يعرض من مشاريع في «سيتي سكيب» خير دليل على صمود السوق في تداعيات الأزمات الاقتصادية.

إلى ذلك قال موفق الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة «سقيفة الصفا» للتسويق العقاري، إن السوق تمر بحالة نفسية، تسببت في ركود الحركة الاستثمارية في السوق، وذلك نتيجة الموجة التي يمر بها العالم من أزمة مختلفة. ولفت الهاشمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أبرز التحديات التي تواجهها سوق العقارات في محافظة جدة هي غلاء الأراضي والتمويل. وقال إن نظام البيع على الخريطة أو ما يطلق عليه التمويل الموازي للتطوير يساهم في جانب محدد، ويحتاج إلى معالجة في بعض البنود.

إلى ذلك كشف تقرير من شركة «جون لانغ لاسال» العالمية عن أن سوق العقارات في مكة المكرمة والمدينة المنورة فريدة من نوعها، حيث تستفيد من الطلب غير المحدود من الزائرين من جميع أنحاء العالم الإسلامي البالغ تعداده 1.8 مليار مسلم.

وذكر التقرير أن زيادة رحلات الحج والعمرة إلى المدينتين المقدستين - من الإجمالي الحالي وقدره 7.8 مليون شخص تقريبا في العام - تعتمد على حل المشكلات القائمة المتعلقة بالبنية التحتية وغيرها من المشكلات، التي تخص القدرة الاستيعابية للمكان. مشيرا إلى أنه بالنظر إلى الحركة النشطة بين المواقع المرتبطة بالحج، تتصل المشكلة الأساسية بنظام النقل الأرضي داخل المدينتين المقدستين وفي ما بينهما، ولا يتعلق الأمر بقدرات استيعابية أكبر للمطارات أو القدرة على توفير أماكن سكن كافية. وأكد التقرير أن زيادة أعداد الحجاج فرص عظيمة للتوسع في أعداد غرف الفنادق الحالية، التي يمكن زيادتها إلى نحو 82 ألف غرفة فندقية في المجمل، ستكون مطلوبة في مكة بحلول العام الهجري 2019.

وأشار إلى وجود ارتفاع ملحوظ في اهتمام الأجانب بسوق العقار السعودي على مدى السنوات القليلة الماضية، وتركزت أغلب هذه المصالح على المدينتين الكبيرتين الرياض وجدة، ولم تكن مكة والمدينة المنورة في دائرة الضوء بنفس الدرجة مثل الرياض وجدة، على الأقل على الصعيد الدولي.

وأكدت «جون لانغ لاسال» أن أسواق الفندقة في المدينتين المقدستين تنفرد بالاستفادة من الطلب غير المحدود بفعالية، وأن العائق الرئيسي الذي يواجه نمو هذه الأسواق يتمثل في القدرة على تلبية هذا الطلب وموازنة الاحتياجات التي قد تكون متعارضة في بعض الأحيان الخاصة بالحجاج من ناحية والسكان المحليين من ناحية أخرى.

وأكد التقرير أنه في الوقت الذي تشهد أسواق العقارات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تباطؤا في كل من نشاط التنمية والاستثمار على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، ظل الاهتمام بالسعودية قويا من كل من المستثمرين المحليين والأجانب.

وأشار إلى أنه بناء على المزيج المتفرد لرأس المال المتولد من الطاقة والتعداد السكاني الكبير، ظهرت السعودية بوصفها محل الاختيار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بين مستثمري العقارات الذين أجابوا على استبيان توجهات المستثمر العقاري لهيئة «جونز لانغ لاسال» الذي أجرته مؤخرا.

ولفت إلى أنه على الرغم من أن قيمة صادرات البترول تناقصت بشكل كبير في عام 2009، فقد تمكنت الحكومة من الاعتماد على الاحتياطي من العملة الأجنبية والذهب - الذي يقدر تقريبا بملغ 40 مليار دولار - للحد من التناقض في الناتج المحلي الإجمالي ومتابعة التوسع الطموح والمهول للإنفاق على البنية التحتية الفعلية والاستثمارات الاجتماعية في مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية.

وشدد التقرير على أن المدينتين المقدستين متميزتان من وجهة النظر العقارية، ففي الوقت الذي تم تخفيف القيود على ملكية الأجانب للعقارات في جميع أنحاء المملكة مؤخرا، لا يزال تملّك الأراضي في مكة والمدينة المنورة محظورا على الأطراف الأجنبية، ومن الناحية العملية فإن هذا لم يقيد مشاركة أطراف أجنبية من مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الأطراف الأجنبية، الذين أصبحوا لاعبين رئيسيين في هذه الأسواق من خلال الشركات المشتركة مع المطورين السعوديين المحليين.

وأفادت «جون لانغ لاسال» أنه يجري في الوقت الحالي اتخاذ عدد من المبادرات الرئيسية لحل المشكلات المتصلة بالبنية التحتية الحالية، وإتاحة الإمكانية للمدن المقدسة لكي تستوعب بكفاءة أعدادا أكبر من الحجاج، وأنه وبناء على البيانات من معهد أبحاث الحج والعمرة، والمناقشات مع أصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين، تقدر «جونز لانغ لاسال» أن التطورات ومبادرات البنية التحتية الأخرى سوف تزيد من العدد المستقبلي من الحجاج زوار المدن المقدسة إلى نحو 13.750 مليون حاج بحلول 2019.