ميركل تفتتح معرض برلين الجوي في نسخته الـ100

«طيران الإمارات» تطلب طائرات «إيرباص إيه 380» بقيمة 11 مليار دولار

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» وتوم إيندز الرئيس التنفيذي لشركة «إيرباص» لصناعة الطائرات يحتفلون بعد توقيع الاتفاق على طلبية جديدة (أ.ب)
TT

افتتحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، معرض برلين الدولي للطيران والفضاء «آي.إل.إيه» بمشاركة ما يزيد على ألف شركة عارضة لتصبح نسخة هذا العام هي الأكبر في تاريخ المعرض على مدى مائة عام.

وقالت ميركل خلال جولتها الافتتاحية بالمعرض إنه من المفيد زيارة المعرض والاطلاع عليه وتكوين انطباعات عنه، مشيرة في الوقت نفسه إلى التاريخ الطويل للمعرض الذي يصل إلى 100 عام.

ومن ناحية أخرى، دافعت ميركل عن برنامج التقشف الضخم الذي وافقت عليه الحكومة الألمانية أمس الاثنين، وقالت: «كان من المهم جدا بالنسبة إلينا وضع الثقل على الأبحاث والتطور والتعليم».

وذكرت ميركل أن خير مثال على البحث الناجح والتطور هو الطائرة العملاقة «إيرباص إيه 380» الموجودة في المعرض.

وبجانب طائرة «إيرباص إيه 380» من شركة «لوفتهانزا» الألمانية العملاقة للطيران، تشمل العروض البارزة في المعرض، الذي يستمر ستة أيام، طائرة «إيرباص أيه 400 إم» التي تأخر إنتاجها لفترة طويلة، بالإضافة إلى طائرات نقل عسكرية بتقنية عالية.

وتقدّم أكثر من 1150 شركة عارضة منتجاتها في المعرض المقام في أرض مطار «شونيفيلد» ببرلين.

ومن المقرر أن يعرض نحو 300 طائرة خلال عروض جوية وأخرى على الأرض من بينها طائرات تاريخية.

ويأتي المعرض في وقت تواجه فيه صناعة الطيران العالمية اضطرابات كبيرة ولا تزال تترنح من أزمة سحابة الرماد البركاني وتأثيرات الركود العالمي.

وفي الوقت نفسه، أكدت «طيران الإمارات»، أكبر شركة خطوط جوية في العالم العربي، عدم التيقن بطلبها شراء 32 طائرة «إيرباص إيه 380» بقيمة 11 مليار دولار من وحدة إيرباص التابعة لمجموعة «إي.إيه.دي.إس»، وذلك في أكبر صفقة من نوعها لطراز نقل الركاب العملاق.

وستبلغ قيمة طلبية «طيران الإمارات»، ومقرها دبي، 11.09 مليار دولار على أساس سعر معلن يبلغ 346.5 مليون دولار للطائرة الواحدة، وبهذا يصل إجمالي طلبيات «طيران الإمارات» من الطائرة «إيه 380» إلى 90 طائرة.

وأصبحت «طيران الإمارات» هي الشركة الرئيسية لدبي ومن أكبر المساهمين في الاقتصاد المحلي بعدما عصفت الأزمة العقارية بشركات العقارات. وتتوقع المجموعة المملوكة للحكومة تحقيق 1.16 مليار دولار في 2010.

ونمت شركة الطيران، التي بدأت في 1985، بطائرتين لتزاحم منافسين مثل «كانتاس» و«الخطوط الجوية السنغافورية» على حركة نقل المسافرين بين أوروبا وشرق آسيا.

وصنعت الطلبية بداية صاخبة لمعرض برلين الذي يعقد كل عامين وغالبا ما تطغى عليه معارض أكبر وطلبيات أكبر في أماكن أخرى.

وبينما كانت «طيران الإمارات» تعلن عن الطلبية، حلقت طائرة «إيه 400 إم» العملاقة مستعرضة قدراتها على المناورة.

وتهدف طائرة النقل العسكري الأوروبية «إيه 400 إم» إلى توفير قدرات نقل جوي تشتد الحاجة إليها لسبع دول أوروبية أعضاء في حلف شمال الأطلسي، لكنها متأخرة أربع سنوات، في حين تجاوزت ميزانيتها التقديرات الأصلية بنحو ثمانية مليارات يورو.

ووضع المشترون - بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ولوكسمبرغ وإسبانيا وتركيا - حزمة إنقاذ مبدئية بقيمة 3.5 مليار يورو، لكن الصفقة لم تصبح رسمية بعد في ظل انتشار مشكلات الميزانيات في أنحاء أوروبا.

وشاهدت ميركل، التي وجهت حكومتها انتقادات حادة إلى «إيرباص» بسبب التأخيرات، الطائرة وهي تقوم بسلسلة من الحركات البهلوانية في أول عرض علني لها. ومن المتوقع أن تدخل الخدمة في 2013.

كانت «إي.إيه.دي.إس» قد قالت الأسبوع الماضي إن الطائرتين قيد الاختبار وتعملان بشكل جيد وإن طائرتي اختبار إضافيتين ستدخلان الخدمة هذا العام.

كان توم أندرز، الرئيس التنفيذي لـ«إيرباص»، قد قال خلال عشاء عمل اكتظ بالمديرين التنفيذيين لشركات طيران، مساء الاثنين، إنه يسرّه بيع أي منهم طائرة «إيه 400 إم»، وهو ما فجر الضحك، لكن أحدا لم يتقدم للشراء.

وشن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) هجوما حادا على خطط ألمانية لفرض ضريبة على الرحلات الجوية، بينما تكافح صناعة الطيران الأوروبية لتحقيق ربح في خضم مناخ اقتصادي ضعيف.

وقال اتحاد «إياتا»: «ينبغي إلغاء المقترح. إنه الإجراء الخطأ في التوقيت الخطأ».

كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد أعلنت خطة الضريبة، أول من أمس، مما أحدث صدمة بين مسؤولي صناعة الطيران الذين يحضرون الاجتماع السنوي لـ«إياتا» في برلين وصناع الطائرات الذين كانوا يستعدون لافتتاح معرض برلين الجوي.

وقال برايان بيرس، كبير الاقتصاديين في «إياتا» للصحافيين: «الجزء الأكثر ضعفا من الصناعة هو في أوروبا. آخر ما تحتاجه الصناعة هنا في أوروبا هو ضرائب وإجراءات إضافية ستكبح النمو الاقتصادي».

ورفع الاتحاد تقديراته لأرباح صناعة الطيران العالمية في 2010، وقال إن المنطقة الوحيدة التي ستواصل شركات الطيران فيها تكبد خسائر إجمالية هذا العام هي أوروبا.

ومرت شركات الطيران في أنحاء العالم بأسوأ عام لها على الإطلاق في 2009، عندما تراجع الطلب بوتيرة أسرع من خفض الطاقة الاستيعابية مع قيام الشركات والأفراد بتقليص ميزانيات السفر في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية.

وبدأت الأميركتان ومنطقة آسيا والمحيط الهادي تتعافى، لكن شركات الطيران الأوروبية عانت إغلاقات للمجال الجوي وإضرابات عمالية وضعف اليورو. وقال بيرس: «شركات الطيران الأوروبية تواجه وقتا صعبا جدا في ظل اقتصادات ضعيفة وحكومات تسعى لجمع عائدات».

وقال المحللون إنه من المرجح أن تكون الناقلة الألمانية الرئيسية «لوفتهانزا»، التي قالت إن الرسوم المقترحة تمثل «يوما أسود» لصناعة الطيران، هي الأكثر تأثرا.

وقال فرانك سودتسيك، المحلل لدى «كومرتس بنك»، إن العبء على «لوفتهانزا» سيبلغ نحو 200 مليون يورو (268.3 مليون دولار) سنويا بافتراض أن الناقلة استطاعت تحميل نصف قيمة الضريبة على المسافرين.

ويقدر محللون ومسؤولون بالصناعة أن الضريبة المقترحة قد ترفع سعر الرحلات الجوية ما بين ثمانية و14 يورو في المتوسط للتذكرة الواحدة.