السعودية تضاعف مخزونها من الذهب وتحتل المركز الـ16 عالميا

ارتفع من 143 إلى 322 طنا منذ عام 2008

TT

أكدت السعودية على قوة ومتانة اقتصادها، بعد أن أفاد تقرير لمجلس الذهب العالمي أن المملكة تمتلك مخزونات من الذهب ضعف المتوقع، وفقا لتقرير عن السبائك في الاقتصادات الناشئة، الذي أصدره مجلس الذهب العالمي، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه.

وأوضح تقرير مجلس الذهب العالمي، وهو الهيئة التي تتابع أرصدة الدول للمعدن الأصفر بشكل منتظم، أن التغير في حجم المخزون في مؤسسة النقد (البنك المركزي السعودي) ارتفع من 143 طنا إلى 322.9 طن، ليعد أكثر من ضعف المخزون الذي كان قد أعلن عنه في السابق، لتحل الرياض في المركز السادس عشر عالميا متفوقة على المملكة المتحدة، ولبنان، وإسبانيا.

وكانت قد ذكرت «ساما» على هامش تقريرها للربع الأول، بحسب صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن بيانات مخزونات الذهب تم تعديلها عن آخر إعلان لها في الربع الأول من عام 2008، نتيجة لإعادة ترتيب حساب الذهب لديها.

وتقدر قيمة الذهب الذي تمتلكه السعودية في الوقت الحالي بنحو 7 مليارات دولار، وفقا للأسعار الحالية للمعدن الأصفر المتداول في السوق.

ومن المتوقع أن تدعم النتائج المعلنة ثقة المستثمرين في الذهب، ويزداد الإقبال على الشراء، ليرتفع عن المعدلات القياسية التي أحرزها يوم الجمعة الماضية عند 1260 دولارا للأونصة في بورصة نيويورك.

وقد تدعم البيانات سعر الذهب أيضا، مستندة على إقبال البنوك المركزية في العالم على الذهب بعد أكثر من 20 عاما، وهم يبيعون ما يمتلكون.

ولكن الأزمة المالية أدت إلى انخفاض قيمة الدولار، كما دفعت أزمة الديون في دول أوروبية إلى الانخفاض.

وكانت تلك الأزمات من أهم الدوافع لتحرك الحكومات وبنوكها المركزية إلى التحوط بشراء الذهب، لمنع فقدان الكثير من قيمة احتياطياتها الأجنبية، بسبب تداعي أسعار العملات.

ولم تتضح أي تفاصيل عن حيثيات الزيادة في المخزون لدى مؤسسة النقد العربي السعودي، ولكن أشار بعض المحللين إلى أن الزيادة ربما لم تكن شراءات جديدة، وإنما تعديلات حسابية.

بينما توقع آخرون أن جزءا ضخما من الذهب في المملكة لم يكن محتسبا ضمن مخزونات المؤسسة، ويظهر ذلك من التقرير الربع سنوي الذي أصدرته السعودية محدثا لحساب الذهب، كأول تحديث منذ أوائل 2008. وتصدرت الولايات المتحدة قائمة «بوليون فولت» و«أوغمينتم»، وهما يعملان معا، لمجلس الذهب العالمي بـ8133 طنا من الذهب، تليها ألمانيا بـ3406 طن.

وجاء الإعلان المفاجئ بمضاعفة السعودية لمخزونها، بعد نحو عام من إعلان الصين لسوق السبائك بأن مخزونها ارتفع فوق 1000 طن، ضعف ما أعلنته لسنوات طويلة.

وألمح محلل اقتصادي في وقت لاحق أن البنوك المركزية تشتري الذهب بشراهة أكثر من أي وقت مضى، قائلا: «لم أر ذلك على مر عشرين عاما على أقل تقدير، قد نرى البنوك المركزية هي المشتري الوحيد للسعة على المدى القصير».

وأفادت تقارير بأن روسيا، ودولا مجاورة أخرى، تعمل على شراءات ضخمة من عمال المناجم المحليين بشكل منتظم، بينما اشترت الهند مائتي طن من الذهب، من صندوق النقد الدولي خلال هذا العام.

والجدير بالذكر أن روسيا قد قامت برفع احتياطياتها من الذهب بشكل مطرد خلال السنوات الثلاث الماضية، في خطوة اعتبرها بعض المحللين وسيلة لتعزيز الجدارة الائتمانية للبلاد.