عمدة لندن لـ «الشرق الأوسط»: الاستثمارات العربية أكثر من مرحب بها

«أبوظبي الوطنية للمعارض» تحقق «ضربة معلم» استثمارية جديدة في العاصمة البريطانية

سلطان بن طحنون آل نهيان وعمدة لندن خلال افتتاح المرحلة الثانية من توسعة مركز «إكسل لندن» (تصوير: حاتم عويضة)
TT

أكد لـ«الشرق الأوسط» عمدة لندن، بوريس جونسون، «أن الاستثمارات العربية أكثر من مرحب بها في العاصمة البريطانية وأن لندن هي العاصمة المالية للعالم»، وجاءت تصريحات جونسون على هامش الافتتاح الرسمي للمرحلة الثانية من توسعة مركز «إكسل لندن» ((ExCeL London للمعارض والمؤتمرات التابع لشركة «أبوظبي الوطنية للمعارض» (أدنيك) البالغة تكلفتها 165 مليون جنيه إسترليني، واعتبر عمدة لندن التوسعة «حدثا عظيما للندن ولاقتصاد العاصمة البريطانية، وأن هذا ما كان ينقص لندن» للمنافسة في مجال استضافة المناسبات والفعاليات الكبرى، وأشار عمدة لندن في كلمة غلبت عليها الدعابة إلى أن «لندن بها عدد متاحف أكبر من باريس»، وأنه أبلغ عمدة نيويورك أن لندن بها عدد أكبر من محلات بيع الكتب من نيويورك علاوة على أن لندن أخذت الريادة كعاصمة المال العالمية من نيويورك»، ليضيف جونسون للأخير وبنفس روح الدعابة «أن العاصمة البريطانية تتفوق في مجالات أخرى من قبيل أنها تحتوي على أكبر عدد من المساحات الخضراء في أوروبا، وأنها تتفوق حتى على العاصمة الإيطالية روما في كمية الأمطار التي تتساقط فيها!».

وعلى «نغمة» أكثر جدية عاد عمدة لندن إلى التأكيد على مدى أهمية، والنفع الاقتصادي الكبير الذي ستعود بها التوسعة الجديدة لمركز «إكسل لندن» للعاصمة البريطانية بشكل عام وللمنطقة (شرق لندن) بشكل خاص، وخاصة أن المنطقة ستحتضن الألعاب الأولمبية المقبلة 2012. وشدد جونسون على أن التوسعة تعزز من موقع لندن كلاعب كبير في قطاع استضافة الفعاليات الكبرى، الذي قدر قيمته عالميا كيفن مورفي، المدير التنفيذي لمركز «إكسل لندن» بـ 100 مليار جنيه استرليني.

وبكل المقاييس الاستثمارية تعتبر توسعة مركز «إكسل» وقبله استحواذ شركة «أبوظبي الوطنية للمعارض» (أدنيك) على المركز ذاته «ضربة معلم» استثمارية، حيث إن توسعة المركز جاءت مع اقتراب الألعاب الأولمبية، حيث اختير مركز «إكسل» لاحتضان عدة فعاليات من الألعاب الأولمبية، من بينها سبع فعاليات أولمبية وست فعاليات أولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة خلال دورة الألعاب الأولمبية 2012، واحتضان حفلات توزيع 150 ميدالية من الألعاب الأولمبية، مثلما أشار إلى ذلك كيفن مورفي، المدير التنفيذي لمركز «إكسل لندن».

من جهته أكد سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة شركة «أبوظبي الوطنية للمعارض» (أدنيك)، في كلمته على أهمية «إكسل لندن» بالنسبة إلى «أدنيك»، مشيرا إلى اختيار المركز لاحتضان قمة مجموعة العشرين العام الماضي، وأكد أن الشركة مضت في استثمارها في مركز لندن على الرغم من المناخ الاستثماري العالمي المتقلب بفعل الأزمة المالية العالمية. وأشار سلطان بن طحنون آل نهيان إلى الأهمية الاقتصادية لبريطانيا بالنسبة إلى دولة الإمارات العربية بشكل عام ومتانة العلاقات الاقتصادية معها، مشيرا إلى أن الإمارات العربية المتحدة تحتضن 100 ألف بريطاني، وأن البريطانيين يحتلون المرتبة الأولى من السياح الذين يتدفقون على الإمارات وأن عددهم في تزايد مضطرد على الرغم من تبعات الأزمة العالمية.

ولفت سلطان إلى أن الإمارات والمملكة المتحدة تسعيان إلى تعزيز التبادل التجاري بينهما بأكثر من 60% بحلول عام 2015، مشيرا إلى أن الشراكات الناجحة كتلك التي تجمع «أدنيك» و«إكسل لندن» سيكون لها دور كبير في تحقيق هذا الطموح. وأضاف سلطان أنه «يجري تحديد مجالات إضافية للنمو المشترك بالنسبة إلى (أدنيك) و(إكسل لندن)».

وأعلن سلطان بن طحنون آل نهيان عن استثمار جديد لشركة «أبوظبي الوطنية للمعارض»، عبر بناء «أدنيك» لفندق «ألوفت» (Aloft) في «إكسل لندن» بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني، ويشتمل الفندق على 252 غرفة، وسيكون جاهزا في الوقت المناسب استعدادا لأولمبياد لندن 2012.

من ناحيتها أكدت لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية الإماراتية لـ«الشرق الأوسط» أن «مركز (إكسل) تأكيد على مدى سعي الإمارات لتنويع اقتصادها واستثماراتها».

بدوره قال علي سعيد بن حرمل الظاهري، العضو المنتدب لشركة «أدنيك» إنه «تم اكتمال العمل في المرحلة الثانية من توسعة (إكسل لندن) بعد عامين من استحواذ (أدنيك) على هذا المركز الرائد في لندن وذلك خلال عام 2008».

وأضاف: «تجعل عملية التوسعة من (إكسل لندن) واحدا من أبرز أماكن استضافة الفعاليات على مستوى العالم. وأثبت المركز أنه إضافة مميزة لمحفظة مجموعتنا، حيث استضاف عددا من الفعاليات العالمية بما فيها قمة العشرين خلال العام الماضي. كما حصل كل من شركة (أبوظبي الوطنية للمعارض) و(إكسل لندن) على أعمال جديدة بالإضافة إلى جوائز مهمة، وكان هناك تبادل مستمر لأفضل الممارسات بين المركزين. وسنقوم بالبناء على هذه الإنجازات في الأعوام المقبلة».

من جانبه قال سايمون هورغان، المدير التنفيذي لمجموعة «أدنيك»: «ستكون الخبرة التي اكتسبناها من خلال الاستثمار في مركز (إكسل لندن) أمرا بالغ الأهمية لكيفية المضي قدما في إنشاء شبكة عالمية من الأماكن عالمية المستوى لتمكين عملائنا من الاستفادة من أفضل الممارسات».

وقال كيفن مورفي، المدير التنفيذي لمركز «إكسل لندن»: «قمنا بالتعاون مع (أدنيك) بالاستجابة إلى متطلبات السوق وتلبية احتياجات عملائنا. وقمنا بإنشاء مركز عالمي المستوى للمؤتمرات والمعارض وفق الجدول الزمني المحدد وضمن الميزانية الموضوعة بحيث يكون قادرا على الحصول على أعمال من المدن المنافسة في أي مكان. وإننا في غاية الامتنان للدعم غير المحدود من أبوظبي وشركة (أدنيك) للرؤية المشتركة التي قادتنا خلال الفترة العصيبة في قطاع استضافة الفعاليات. ويستعد (إكسل لندن) حاليا لتعظيم مكاسبه من التحسن الحاصل في هذا القطاع».

وأشار مورفي إلى أن حجم القطاع العالمي يصل إلى 100 مليار جنيه إسترليني وأن توسعة مركز «إكسل لندن» يعزز موقعه كلاعب عالمي في القطاع ويعزز من موقع لندن التنافسي في هذا المجال.

وأشار مورفي إلى أنه منذ الإعلان أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن مركز المؤتمرات الدولي الجديد، حقق «إكسل لندن» فوائد اقتصادية بلغت 300 مليون جنيه إسترليني لمدينة لندن، ووفر 1000 وظيفة جديدة مع توقعات بتوفير 2200 وظيفة إضافية بحلول العام المقبل.

وأضاف مورفي: «أكثر من نصف الأعمال المتعاقد عليها هي في مجال استضافة الفعاليات وبمعدل حضور بلغ 5000 موفد. وبالتعاون مع مساهمينا الرئيسيين سنواصل الاستثمار في الموقع سعيا لإنشاء وجهة أعمال عالمية المستوى».

وتجدر الإشارة إلى أن مرحلة التوسع الأخيرة في «إكسل لندن» تشتمل على مركز المؤتمرات الدولي (ICC) في العاصمة البريطانية مع مرافق تضم قاعة تتسع لـ5000 مقعد ومنطقة للاجتماعات الحرة تتسع لـ2500 موفد وأكبر قاعة للمآدب في لندن بسعة 3000 مقعد. بالإضافة إلى ذلك، تمت توسعة مساحة العرض في «إكسل لندن»، لاستضافة المعارض الرائدة مثل سوق السفر العالمي والمعرض والمؤتمر الدولي لمعدات وأنظمة الدفاع (DSEi)، بنسبة 50% لتصل مساحته إلى 97500 متر مربع ويصبح أحد أكبر مراكز العرض على مستوى أوروبا.