مجموعة العشرين.. حقائق وأرقام

TT

* تعد مجموعة العشرين كيانا دوليا يلتقي أعضاؤه لمناقشة قضايا اقتصادية. ويمثل أعضاؤها - وهم 19 دولة بينها بعض أكبر الاقتصاداات الصناعية والناشئة، بجانب الاتحاد الأوروبي - قرابة 90 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي العالمي، و80 في المائة من التجارة العالمية (من ضمنها التجارة بين دول الاتحاد الأوروبي) وثلثي سكان العالم. وتمثل مجموعة العشرين مجموعة أوسع نطاقا بكثير من حيث الاقتصادات العالمية الصناعية عن مجموعة الثماني الأكثر تركيزا على الدول المطلة على المحيط الأطلسي. وقد اكتسبت المنظمة أهمية جديدة في خضم الأزمة الاقتصادية الراهنة.

تأسست مجموعة العشرين عام 1999 استجابة للأزمة المالية الآسيوية في أواخر تسعينات القرن الماضي و«للإدراك المتنامي بأن اقتصادات السوق الناشئة لم تدمج على نحو مناسب في قلب المناقشات والحوكمة الاقتصادية العالمية»، طبقا لما ذكرته وثائق معلنة صادرة عن مجموعة العشرين.

منذ سبعينات القرن الماضي، عقدت مجموعة أصغر من الدول الصناعية لقاءات فيما بينها (يجتمع وزراء مالية مجموعة السبع ورؤساء حكومات مجموعة الثماني). في تسعينات القرن الماضي، بالنظر إلى حجم الأزمة المالية الآسيوية، قرر رؤساء الحكومات إشراك مجموعة أوسع نطاقا من الدول، بينها اقتصادات ناشئة، للتعامل مع الفوضى الناجمة عن الأزمة. وعليه اجتمع ممثلون عن مجموعة الـ22 ثم مجموعة الـ33 على نحو غير منتظم. أما مجموعة العشرين فقد تأسست باعتبارها كيانا اقتصاديا دوليا يحمل طابعا أكثر استدامة يتضمن ممثلين من اقتصاديات ناشئة. أما الدول الأعضاء، فهي الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وبريطانيا وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا والولايات المتحدة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي الذي تمثله رئاسة مجلس الاتحاد المتغيرة دوريا والمصرف المركزي الأوروبي.

الملاحظ أن عضوية مجموعة العشرين لم تتبدل منذ إنشائها، وتقول المنظمة إنه «لا تتوافر معايير رسمية لنيل عضوية مجموعة العشرين». باستثناء الأرجنتين والسعودية وجنوب أفريقيا، فإن جميع الدول الأعضاء الأخرى تنتمي لقائمة أكبر 20 دولة من حيث إجمالي الناتج الداخلي على مستوى العالم (طبقا للأرقام المرتبطة بعام 2007 الصادرة عن تقرير «وورلد فاكتبوك» عن وكالة الاستخبارات المركزية وصندوق النقد والبنك الدوليين).

في العادة، يتمثل المشاركون في الاجتماعات السنوية للمنظمة في وزراء المالية ومحافظي المصارف المركزية للدول الأعضاء، علاوة على كبار قيادات البنك وصندوق النقد الدوليين. في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، شارك رؤساء الحكومات في جلسة طارئة لمجموعة العشرين في واشنطن للتعامل مع انهيار الاعتمادات العالمية.

وقد أشار الكثير من المراقبين إلى اجتماع واشنطن باعتباره مقدمة محتملة لنمط ما من «بريتون وودز الثانية»، بمعنى أن هذا الاجتماع ربما شكل حدثا يعد بداية لصياغة إطار عمل مالي دولي جديد (يشير مصطلح «بريتون وودز» إلى نظام نقدي دولي تأسس خلال اجتماع عقد عام 1944 في بريتون وودز في نيوهامبشير. وتمخض هذا الاجتماع، من بين نتائج أخرى، عن إنشاء صندوق النقد الدولي).

وتحولت قمة مجموعة العشرين إلى حدث جاذب للكثير من جماعات المعارضة. على سبيل المثال، خلال قمة بتسبرغ عام 2009، اندلعت مواجهات بين قوات الشرطة نجم عنها إلقاء القبض على 266 شخصا، وخضع منهم 5 على الأقل للرعاية الطبية، وتعرضت 19 شركة على الأقل لتحطيم نوافذها أو أضرار أخرى.