المحكمة العليا البريطانية ترد طلب التعويض من «الديار» القطرية

القاضي يؤكد اتباع الشركة لمبدأ حسن النية

TT

قضت المحكمة العليا في لندن، أمس، الجمعة، بأن شركة «الديار القطرية» للتطوير العقاري نقضت عقدها بالتخلي عن مشروع بناء مجمع عقاري بمليارات الجنيهات في لندن بعد تدخل غير مناسب من الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا.

إلا أن قاضي المحكمة العليا رد طلب المجموعة الهندسية اللندنية المتضررة «سي بي سي كريستيان كاندي» الحصول من شريكتها القطرية على تعويض بمبلغ 68.5 مليون جنيه إسترليني (83 مليون يورو) مقابل فسخ العقد.

وكانت المجموعة اللندنية رفعت دعوى قضائية ضد «الديار القطرية» في إطار مشروع تحويل ثكنة عسكرية في حي تشيلسي في وسط لندن إلى مجمع سكني مقابل نحو ثلاثة مليارات جنيه (3.5 مليارات يورو).

وظهر الخلاف عندما أوقفت الشركة القطرية العمل في المشروع بعد تدخل الأمير تشارلز الذي أعرب عن قلقه من أن يشوه المبنى الحديث المقام من الفولاذ والزجاج شكل العاصمة اللندنية.

واعتبر القاضي أن تدخل الأمير تشارلز، المعروف بذوقه المعماري التقليدي، «كان بلا شك غير متوقع وفي غير محله».

وعقب صدور الحكم، صرح متحدث باسم الديار القطرية بقوله: «تهدف (سي بي إس) من دعواها الحصول على مبالغ مالية دون وجه حق، حيث طالبت بالدفع المبكر لمبلغ كان سيستحق لها بموجب العقد، في حين أنها عجزت عن الوفاء بالتزاماتها التعاقدية».

وأشار المتحدث باسم الديار القطرية إلى أن أي مبالغ مالية أخرى مستحقة بموجب العقد سوف تؤدى بعد الحصول على تصريح التخطيط لمشروع ثكنات تشيلسي التطويري، وذلـك حسب الاتفاق الذي تم وقت إبرام العقد مع مجموعة «سي بي سي».

وأوضح القاضي رئيس المحكمة في حكمه أن الوضع في هـذه الخصومة معقد للغاية، لا سيما أن أمير ويلز شخصيا قد تدخل في مسألة التخطيط في شهر مارس (آذار) من عام 2009، وأشار القاضي بقوله: «لا شك أن كلا الطرفين؛ الديار القطرية و(سي بي سي) يواجهان موقفا صعبا في هـذا النزاع».

من جهة أخرى تبين للقاضي أن سحب طلب تصريح التخطيط المفصل لصالح «روجرز ستيرك هاربور آند بارتنرز» لم يكن في ذلـك الوقت جائزا من الناحية الفنية بموجب العقد، وأوضح القاضي في استدلاله القانوني أن تصرف الديار القطرية كان ردة فعل مقبولة للموقف المعقد للغاية.

وقالت ديار إن القاضي أشار أيضـا في حيثيات الحكم إلى أن أمير دولة قطـر لم يصدر أي توجيهات إلى الديار القطرية للمبادرة بسحب طلب تصريح التخطيط. وأضاف القاضي حسب بيان ديار قائلا: «تبين لي أن الديار القطرية لم تسحب الطلب لرغبتها في ذلـك، أو أنها امتنعت عن الدفع للمجموعة، ولكن الديار القطرية وقعت بين فكي الرحى، ومع ذلـك فقد بذلت الديار القطرية أقصى ما في وسعها في ظل الظروف والملابسات المعقدة في هـذه الخصومة».