الأميركيون قلقون بشأن مصير الاقتصاد بعد الهجمات

TT

بلومنجتون (ولاية مينيسوتا) ـ رويترز: فيما كانت تلف سترتها بعلم اميركي خلال تسوقها من متجر «مول اوف اميركا»، قالت جين جونسون ان القلق يساورها بشأن اداء الاقتصاد الأميركي بعد الهجمات الارهابية على نيويورك وواشنطن. وقالت جونسون، وهي ممرضة في منطقة مينابوليس «نخطط لبناء منزل وقررنا الانتظار في ضوء الاحتمالات العسكرية». وتابعت «اعتقد ان الركود الاقتصادي امر محتمل ولا نود ان يؤثر علينا هذا الامر».

وبدا ظاهريا على الاقل ان ثمة نوعا من حركة التسوق المحمومة صباح اول من امس مثلما هو الحال عادة ايام السبت في متجر «مول اوف اميركا»، اكبر متجر في البلاد قاطبة، الا ان أول من امس لم يكن يوم سبت عاديا في المتجر، اذ جاء بعد اربعة ايام من خطف طائرات ركاب اميركية وصدم برجي مبنى مركز التجارة العالمي ووزراة الدفاع الاميركية (البنتاغون) لتدخل البلاد في ما وصفه الرئيس الاميركي جورج بوش حالة حرب.

وقبيل تلك الهجمات كان الاقتصاد الاميركي يقف بالفعل على شفا حالة ركود ويساور اقتصاديين القلق من احتمال ان تزج به تلك الحرب فعليا في هاوية الركود. ويقول هؤلاء الاقتصاديون انه من المرجح ان تكون القرارات التي يتخذها المستهلكون امثال جونسون في شتى ارجاء البلاد بالشراء في اطار المستويات المعتادة او بخفض الانفاق امرا حاسما بالنسبة للطريق الذي سيسلكه الاقتصاد الاميركي برمته. وقد بدأت تلك الهجمات فعلا تنال من اداء الشركات الاميركية، اذ اعلنت اثنتان من اكبر شركات الطيران في البلاد وهما شركتا «كونتيننتال» و«نورث ويست» اول من امس الاول تخفيضهما لجداول رحلاتهما الجوية تخفيضا كبيرا. وقررت شركة «كونتيننتال» تسريح 12 الف شخص من العاملين لديها. وعزت الشركتان وهما رابع وخامس اكبر شركات طيران في اميركا على التوالي تلك الاجراءات الى تهاوي الطلب في قطاع النقل الجوي والى التكاليف الخاصة بتطبيق الاجراءات الامنية الجديدة.

وسيتابع العالم اداء الاسواق الاميركية عندما تستأنف نشاطها اليوم لاول مرة بعد توقفها عن العمل لمدة اسبوع تقريبا. وكانت اسواق الاسهم الاجنبية قد هوت عقب تلك الهجمات. وفي مقهى «رينفورست كافية» قال كال لوندبرج استاذ التاريخ المتقاعد وأحد الذين شاركوا في الحرب الكورية انه يتصور انه من الممكن ان يمضي الاقتصاد الاميركي في طريق من اثنين. وقال: «قد نشهد إما تراجعا في النمو الاقتصادي او تسارعا فوريا في النمو الاقتصادي، وهو الامر الذي تفعله الحروب تاريخيا. ان الحروب تمنح الاقتصاد دفعة، ولكن هذه المرة ومع صعوبة الوصول الى العدو فربما يكون الامر مختلفا».

وقال سكوت كوكسون مدير متجر بلومنجديلز في «مول اوف اميركا» ان عدد المستهلكين في المتجر هبط خلال الاسبوع الماضي وان كان لا يعرف حجم هذا الهبوط، الا ان جريج شميت مدير متجر سيرز قال ان الامور انتعشت خلال عطلة نهاية الاسبوع.

وقال ان الجمعة الماضي شهد زيادة كبيرة في حركة البيع والشراء في المتجر، فيما اقتربت حركة التعامل من حجمها المعتاد صباح اول من امس. وقالت ديان سونك الاقتصادية في مصرف بنك وان، خامس اكبر مصرف في الولايات المتحدة «ان ما يشهده المرء في اي كارثة يتمثل في خسارة في بداية الامر ثم تفجر في النشاط». وتابعت سونك التي كانت في مركز التجارة العالمي قبل وقوع الهجمات بقليل «هذه دولة غنية وستتحرك لاعادة البناء وهو امر من شأنه خلق وظائف وتنشيط الاقتصاد».