بعد مفاوضات دامت أكثر من ثمانية أشهر فشلت مفاوضات الاستحواذ بين شركتين تعملان في مجال الاستثمارات المالية في مصر، هما شركتا «بايونيرز» القابضة و«بلتون»، وكانت عملية الدمج تهدف إلى تكوين كيان استثماري قوي يخدم أسواق الدول العربية كافة، يمارس جميع الأنشطة المالية في عدد من الدول العربية، على غرار شركة «هيرمس» القابضة. وقالت شركة «بلتون» في بيان لها أمس إن مجلسي إدارة الشركتين قررا عدم المضي قدما في تلك الصفقة نظرا لعدم الاتفاق على الاستراتيجية المستقبلية لإدارة الكيان الجديد بعد إتمام تلك الصفقة.
وأضافت «بلتون» في بيانها أنه بناء على ذلك رأى مجلسا إدارة الشركتين أن المصالح العامة للشركتين والمساهمين بهما تقتضي عدم إتمام الصفقة مع المحافظة على العلاقة جيدة بين الطرفين.
كان مساهمو «بايونيرز» القابضة وافقوا في أبريل (نيسان) الماضي على خطة الاستحواذ على «بلتون»، وبموجب اتفاق الاندماج الذي جرى التوقيع عليه في مارس (آذار) الماضي، كان من المقرر أن يتولى علاء سبع، الرئيس التنفيذي لـ«بلتون» منصب العضو المنتدب للكيان الجديد.
محادثات عملية الاستحواذ كلفت الشركتين بحسب رأي الخبراء الكثير، فشركة «بلتون» كانت ترغب في توسيع نشاطها، واقتحام أسواق جديدة مثل السوق الكويتية لكنها لم تفعل بسبب ترقبها لعملية الاستحواذ المرتقبة، وللسبب نفسه قامت شركة «بايونيرز» بالإبقاء على ذراع استثمارية واحدة في السعودية بعد أن ألغت ترخيص إحدى شركاتها هناك مع بداية العام الحالي بهدف توحيد الجهود بين كلتا الشركتين في الأسواق الخارجية التي تعملان بها بالصورة التي تحقق الهدف الأساسي للاندماج بتعظيم العوائد المحققة للمساهمين في الكيان الجديد. وبدأت عملية الاستحواذ تتعثر بعد الإعلان عن أحكام قضائية ضد 3 أعضاء بمجلس إدارة شركة «بايونيرز»، بالإضافة إلى 6 مستثمرين بالسوق للتلاعب على سهم الشركة مما سبب ارتفاعه من خمسة جنيهات إلى 27 جنيها خلال 8 جلسات عقب تداول السهم بالبورصة في الفترة من 23 يونيو (حزيران) وحتى 7 يوليو (تموز) 2008 ويقضي الحكم بمعاقبة المتهمين بالحبس لمدة سنة وكفالة 100 ألف جنيه لإيقاف التنفيذ مؤقتا إلى جانب غرامة مالية قدرها 10 ملايين جنيه لكل منهم، وذلك بعد أن أثبتت التحقيقات تلاعب شركتي «بايونيرز» و«بريزما» بأسهم شركة «بايونيرز» القابضة، بهدف التأثير على اتجاهات أسهم الشركة المتداولة بالبورصة المصرية.
عملية الاستحواذ التي توقفت كان من المقرر أن تتم من خلال زيادة رأسمال شركة «بايونيرز» من 500 مليون سهم إلى 600 مليون سهم بزيادة قدرها 100 مليون سهم تمثل حصة «بلتون» بها التي ستبلغ نحو 17 في المائة في صفقة قيمتها 700 مليون جنيه.
يبلغ رأسمال «بايونيرز» القابضة للاستثمارات المالية 2.5 مليار جنيه موزعا على 500 مليون سهم بقيمة اسمية 5 جنيهات للسهم، بينما يبلغ رأسمال شركة «بلتون» المالية القابضة 72 مليونا و666 ألف جنيه موزعا على 7 ملايين و2666 سهما بقيمة اسمية 10 جنيهات للسهم.
وفي نهاية تداولات جلسة اليوم تراجع سهم «بايونيرز» القابضة بالبورصة المصرية بنسبة 4.84 في المائة ليغلق عند 3.34 جنيه، ووصل إلى أدنى مستوى له منذ إدراجه، متأثرا بفشل عملية الاستحواذ.