سورية تعلن أن لديها مخزون قمح يكفي شعبها لعامين

المصارف الخاصة تسهم لأول مرة في تمويل شراء القمح من الفلاحين

TT

قالت سورية إن لديها مخزون قمح يكفي شعبها لمدة عامين، وإنه لا خوف على غذاء السوريين.

وذكر مدير المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب في سورية سليمان الناصر أنه تم شراء 2.3 مليون طن من قمح الموسم الحالي، يمكن أن ترتفع إلى 2.5 مليون، على اعتبار أن عمليات التسويق لم تنته بعد، موضحا أن محصول هذا العام مع ما هو مخزن من الأعوام السابقة يكفي حاجة سورية لمدة عامين.. مبينا أن حاجة سورية من القمح سنويا تبلغ 2.5 مليون طن.. مؤكدا أن الحكومة قامت بشراء القمح من المزارعين بأسعار مدعومة وصلت إلى 21 ليرة، في الوقت الذي يباع فيه عالميا بـ9 ليرات فقط، وذلك من أجل حث المزارع على الاستمرار في زرع القمح باعتباره أحد مكونات الأمن الغذائي الرئيسية التي تحرص سورية على توفيره والحفاظ عليه، خاصة أن القمح هو الغذاء الرئيسي للمواطن السوري.. مشيرا إلى أن المصارف الخاصة والعامة تحالفت فيما بينها هذا العام لأول مرة من أجل تمويل شراء القمح من المزارعين لصالح الحكومة بمبلغ تجاوز 57 مليار ليرة سورية.

وتشهد سورية منذ نحو ثلاثة أعوام تراجعا في إنتاج القمح، حيث انخفض من 3.5 مليون طن عام 2007 إلى 2.3 طن هذا العام. ويعود سبب تراجع محصول القمح للسنة الثالثة على التوالي إلى الظروف الجوية التي أدت إلى سنوات جفاف متتالية في مناطق الزراعة الرئيسية في شرق سورية (الحسكة ودير الزور والرقة وحلب).. إلى جانب تعرض المحصول هذا العام لمرض صدأ القمح الأمر الذي استدعى تحركا من المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) ومقره سورية لتطوير مجموعة واسعة من طرق المكافحة والوقاية، مع الإشارة إلى أن مرض صدأ القمح ظهر في سورية والعراق وتركيا، وقد تم تقويضه نوعا ما في سورية تجنبا لإصابة المحصول به في الأعوام القادمة مما يعني التسبب في خسائر تقدر بمئات الملايين من الدولارات.

وتواجه سورية محاولات غش لا يمكن تجاوزها عبر لجوء بعض المستوردين لبيع قمح مستورد (غير جيد) على أنه قمح منتج محليا للاستفادة من الأسعار التشجيعية والمدعومة التي تعطيها الدولة للمزارع، وحيث يصل الفرق إلى 11 ليرة، مما يجعل الأمر مغريا لتحقيق أرباح ممتازة.

وتنتج سورية أفضل أنواع القمح في العالم وهو القمح القاسي الذي يصلح للصناعة، لذلك فإن سورية تلجأ سنويا إلى تصدير قسم من إنتاجها من القمح القاسي للدول الأخرى، خاصة للدول الأوروبية، وتقوم باستيراد القمح الطري عوضا عنه بأسعار أقل لاستخدامه في صناعة الخبز.

وتستورد سورية القمح بشكل رئيسي من دول أميركا الجنوبية ومن تركيا.. وبلغ ثمن محصول القمح الذي خصصته الحكومة السورية هذا العام 70 مليار ليرة، تم تمويل 57 مليار ليرة منها عبر مجموعة من المصارف الحكومية والخاصة.

وتمتلك سورية مجموعة حديثة من تجمعات الصوامع بمواصفات عالمية لتخزين القمح وتأمين احتياجات مواطنيها على مدار العام.