مسؤولو «بي بي» في انتظار نتائج أحدث محاولة لوقف التسرب النفطي من خليج المكسيك

الغطاء الجديد يمكنه جمع 60 ألف برميل يوميا

على الرغم من نجاح شركة «بي بي» في وضع غطاء جديد فوق البئر، فإن النفط المتسرب مستمر في الوصول للشواطئ على طول سواحل لويزيانا وميسيسيبي وألاباما وفلوريدا (إ.ب.أ)
TT

وفي حين يحبس المسؤولون الحكوميون وفي شركة «بي بي» والمواطنون في ولايات خليج المكسيك أنفاسهم، يتوقع أن تعلن شركة «بي بي»، صاحبة بئر النفط الذي ظل يتسرب في خليج المكسيك منذ شهرين - خلال 48 ساعة - نجاح أو فشل آخر محاولة لوقف التسرب، وهي وضع غطاء جديد فوق فتحة البئر، على مسافة خمسة آلاف قدم تحت سطح البحر.

وكان مهندسو الشركة نزعوا الغطاء القديم الذي كان يسرب أكثر من نصف النفط من البئر. وكان هذا التسرب بين أربعين ألفا وستين ألف برميل في اليوم. لهذا، ليومين، كان البئر من دون غطاء، وسرب تسعين ألف برميل في اليوم تقريبا.

يبلغ وزن الغطاء الجديد مائة وخمسين ألف رطل، وطوله عشرين قدما. وبعد أن أنزله مهندسون إلى قاع المحيط بالقرب من البئر، ساعد روبوت على إكمال وضعه فوق فتحة البئر.

وليوم بعد وضع الغطاء، أجرى المهندسون اختبارات كانت عبارة عن فتح وقفل صمامات على جوانب الغطاء تسيطر على ضخ النفط إلى سفن على سطح الماء.

وقال الأدميرال ثاد الين، قائد سابق لحرس السواحل: «لا يمكن أن يضع المهندسون الغطاء، ثم يفتحون كل صماماته ليتدفق النفط. لا بد من تجربة الصمامات، وقياس ضغط كل واحد منها». وقال إن فترة هذه التجارب يمكن أن تكون يومين أو ساعات قليلة.

وقال خبراء تنقيب عن النفط إن هناك أكثر من احتمال لفعالية الغطاء الجديد:

أولا: ينجح في جمع كل النفط من البئر ونقله إلى سفن على سطح البحر.

ثانيا: يكون مصيره مثل مصير الغطاء السابق الذي كان يجمع تقريبا نصف النفط المتسرب.

ثالثا: يحدث ضررا دائما في فتحة البئر المعدنية تزيد التسرب، وتحتم البحث عن حل آخر.

ويوم الاثنين، انضمت سفينة تخزين النفط العملاقة «هيليكس» إلى السفينة «كيو 4000» التي كانت تجمع النفط الذي تمت السيطرة عليه.

وقال الأدميرال الين إن الغطاء الجديد فيه أربعة صمامات، مما يسهل نقل النفط إلى أربع سفن على سطح الماء في الوقت نفسه، بالمقارنة مع ثلاث صمامات في الغطاء القديم.

وكان كينت ويلز، نائب رئيس شركة «بي بي»، متفائلا أمس. وقال إنه يتوقع أن يسهل الغطاء الجديد جمع ما بين ستين ألفا وثمانين ألف برميل نفط في اليوم.

ويعتقد أن جملة النفط الذي يخرج من البئر هي تسعين ألف برميل في اليوم. ومنذ بداية التسرب، اختلفت أرقام شركة «بي بي» عن أرقام خبراء نفط ومسؤولين أميركيين عن الطاقة اليومية للبئر. وقال خبراء إنها تصل إلى أكثر من مائة ألف برميل في اليوم. غير أن الاعتقاد العام أنها ما بين ثمانين ألفا وتسعين ألف برميل في اليوم.

وقال الأدميرال الين إنه، في الوقت نفسه، يستمر الحفر في بئري الطوارئ ليصلا إلى البئر المصاب من ناحيتين، بهدف صب خرسانة وطين لإغلاق البئر المصابة نهائيا. وقال إن هاتين البئرين هما «الحل النهائي» للمشكلة.

وقال إدوارد أوفرتون، أستاذ علوم البيئة في جامعة «لويزيانا ستيت»: «اقترب بئرا الإنقاذ. صارت واحدة منهما على مسافة خمسة أقدام. أعتقد أن هذه أفضل طريقة لوقف التسرب. إذا أغلقنا البئر إلى الأبد، نكون حققنا خطوة عملاقة جدا جدا».

وفي الوقت نفسه، وفي مدينة نيو أورليانز (ولاية لويزيانا)، واصلت أمس اللجنة الحكومية تحقيقاتها في انفجار البئر وتسرب النفط لشهرين تقريبا.

وحضر مواطنون تحقيقات واستجوابات اللجنة المفتوحة؛ منهم عمال وعائلات عمال كانوا يعملون في استخراج النفط، وأيضا صيادون وعائلاتهم توقفت دخولهم بعد منع الصيد في المنطقة.

وقالت شيري فوليتين، زوجة عامل في مصنع يصنع أنابيب وأغطية لمنع تسرب النفط: «أريد من لجنة التحقيق أن تبحث كل جوانب هذه الكارثة الكبرى».