المغاربة اكتتبوا 8 مرات في أسهم شركة «نقل» التونسية في بورصة الدار البيضاء

إقبال منقطع النظير في أول عملية إدراج مزدوج لشركة على الصعيد المغاربي

TT

أعادت عملية الإدراج المزدوج أمس لأسهم شركة «نقل» التونسية لتوزيع السيارات في البورصتين التونسية والمغربية بعض التفاؤل حول مصير الاتحاد المغاربي الذي دخل سياسيا في سبات عميق مند أوائل التسعينات بسبب مشكلات وأزمات سياسية تعصف بالعلاقات الثنائية للدول الأعضاء، خاصة مشكلة الصحراء والحدود البرية المغلقة بين المغرب والجزائر.

وقال الحبيب بن يحيى، الأمين العام للاتحاد المغاربي لـ«الشرق الأوسط»، على هامش الاحتفال بأول تسعيرة للشركة التونسية في بورصة الدار البيضاء: «إننا نعلق آمالا كبيرة على دينامية قطاع الأعمال المغاربي وقدرته على نسج الشراكات وربط المصالح، والتي تعتبر مفتاح الفرج بالنسبة للاتحاد المغاربي بعد سلسلة الأزمات المتتالية التي عرفها».

وأضاف بن يحيى «كل المجموعات الإقليمية في العالم انطلقت على أساس المصالح المشتركة، والسياسة هي نتيجة لهذه المصالح المشتركة وليس العكس». وأشار إلى أن ديناميكية الاندماج الاقتصادي بين دول الاتحاد المغاربي عرفت تطورات مهمة خلال السنوات الأخيرة، مع تأسيس الاتحاد المغاربي لرجال الأعمال عام 2007 بمراكش، وسلسلة الاجتماعات التي عقدت بين القطاعات الحكومية الأساسية، وآخرها اجتماع وزراء الشؤون الاجتماعية في الرباط الأسبوع الماضي، والاجتماع المرتقب خلال الأسبوع المقبل بين وزراء الصناعة في طرابلس. ونوه بن يحيى بعملية الإدراج المزدوج للشركة التونسية في بورصتي الدار البيضاء وتونس، وعبر عن أمله في أن لا تبقى عملية معزولة.

وعرفت عملية الإدراج المزدوج لشركة «نقل» التونسية إقبالا كبيرا، إذ بلغ حجم الطلب على أسهم الشركة 22 ضعفا مقارنة مع عدد الأسهم المعروضة للبيع في بورصة تونس، و8 أضعاف عدد الأسهم المعروضة في الدار البيضاء، ما دفع المشرفين على العملية إلى الإغلاق المبكر لعملية الاكتتاب في ظرف ثلاثة أيام، بدل 10 أيام كانت مقررة في الأصل.

وعند تسعير أسهم الشركة لأول مرة صباح أمس في بورصة الدار البيضاء، بلغ حجم الطلب خلال الثواني الأولى 270 ألف سهم بسعر مفتوح، فيما لم يتجاوز حجم العرض 40 ألف سهم. وعرف السعر زيادة بنسبة 82 في المائة، ما دفع سلطات البورصة المغربية إلى حجب الأسهم من التداول بسبب الارتفاع. وعرفت أسهم الشركة إقبالا مماثلا خلال التسعيرة الأولى صباح أمس في بورصة تونس، إذ قررت سلطات السوق المالية التونسية بدورها حجبها عن التداول والاحتفاظ بها من أجل الارتفاع.

وقال رجل الأعمال التونسي محمد صخر الماطري، رئيس مجموعة «الأميرة» القابضة مالكة شركة «نقل» لتوزيع السيارات، إن عملية الإدراج المزدوج نابعة من إرادة قوية وراسخة لدعم الاندماج المغاربي. وأضاف الماطري «أكد لنا النجاح الذي عرفته هذه العملية أن الاندماج المغاربي يحبل بالفرص وبالفائدة للجميع. وحفزتنا على المضي قدما على هذا الطريق والتفكير في طرح عمليات أخرى لإدراج الشركات الفرعية التابعة لمجموعة (الأميرة) القابضة في البورصات الإقليمية. وأتمنى أن تشكل هذه العملية لبنة أولى على طريق إنشاء صرح سوق مالية إقليمية وموحدة». وأشار الماطري في هذا الصدد إلى القطب المالي لمجموعة «الأميرة» القابضة، والذي يضم بنك الزيتونة و«شركة تأمين الزيتونة».

ومن جهته قال محمد الكتاني، رئيس مجموعة «التجاري وفا بنك المصرفية» المغربية، التي لعبت مع فرعها التونسي دور المصرف الاستشاري في هذه العملية، «تكتسب هذه العملية أهمية خاصة على عدة أصعدة، إضافة إلى كونها تجسد حركية الاندماج المغاربي باعتبارها أول عملية إدراج مزدوج في أهم سوقين ماليين بالمنطقة».

وأشار الكتاني إلى أن هذه العملية تصادف عودة الرواج للبورصة المغربية بعد فترة من الركود امتدت إلى نحو 24 شهرا.