لبنان: الحريري يلاحق مشكلات السياحة والاصطياف ووزير قطري يشكو غياب المرجعية والغلاء

نحو مليون زائر دخلوا البلاد في 6 أشهر

TT

يبدي رئيس الحكومة، سعد الحريري، اهتماما خاصا بمعالجة المشكلات والثغرات التي تعترض السياح والمصطافين في لبنان. ويترأس لهذه الغاية اجتماعا موسعا اليوم يشارك فيه 9 وزراء ورؤساء عشرات البلديات ذات المقصد السياحي، بينما يتم تحضير مشاريع حيوية داعمة بينها إنشاء مركز متطور للمعارض والمؤتمرات وإنشاء خط تاكسي بحري من بيروت إلى المناطق الساحلية شمالا وجنوبا.

وكشف وزير السياحة، فادي عبود، ممثلا الحريري، في افتتاح ملتقى صيف لبنان الذي بدأ أعماله صباح أمس وتنظمه مجموعة «الاقتصاد والأعمال» أن «عدد الوافدين قارب المليون زائر في النصف الأول من العام الحالي بنمو نسبته نحو 26.5 في المائة». مؤكدا «أن السياحة هي محرك حقيقي للاقتصاد الوطني، وهي من القطاعات الواعدة التي تحمل الكثير من الفرص الجديدة. كما أن النمو الذي يشهده هذا القطاع يستوجب العمل بجدية لتحويل لبنان إلى مقصد سياحي على خارطة السياحة الإقليمية والدولية، وتحويل السياحة فيه إلى صناعة استراتيجية ترفد الاقتصاد، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص، عبر اتخاذ مجموعة من إجراءات وآليات العمل التي تكفل تجانس وجودة عناصر المنتَج السياحي».

واعتبر «التفاؤل بمستقبل السياحة في لبنان يؤكد قدرتها على استقطاب الكثير من المشاريع والاستثمارات السياحية في الفترة القادمة. والقطاع يملك فرصا لقيام مشاريع سياحية كبيرة داعمة للاقتصاد الوطني، لا سيما أن لبنان يمتلك الإرث الثقافي والمواقع الأثرية وكل مقومات السياحة الناشطة، والثقافية، والتاريخية، والدينية، والطبيعية، والبيئية، والطبية. كما أن الفرص متعددة وكبيرة، وهنالك الكثير من الأفكار حاليا، منها إنشاء استراحات على المناطق الحدودية، وإنشاء مركز متطور للمعارض والمؤتمرات لتشجيع ما يعرف بالـ(MICE TOURISM)، وإنشاء خط تاكسي بحري من بيروت إلى المناطق، بالإضافة إلى الكثير من المواقع السياحية الأثرية والطبيعية والأسواق القديمة التي يمكن تحويلها إلى مشاريع سياحية هامة».

وبلغة دبلوماسية، شكا نائب رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الطاقة والصناعة، عبد الله بن حمد العطية، من وجود ثغرات وقلة اهتمام بالسائحين والمصطافين. وقال: «نحن دائما نتابع أحداثا في لبنان ونحاول أن نجذب أكبر عدد من المصطافين إليه، ولكن هناك بعض المشكلات أحيانا، وأنا أأسف عندما أرى شخصا يقرر عدم العودة إلى لبنان لأسباب تكون أحيانا بسيطة. والمشكلة تكمن في عدم وجود مرجعية سياحية ولا نريد للسائح أن يذهب إلى المخفر للشكوى».

وتابع: «أنا سعيد بتعيين فادي عبود وزيرا لسياحة، وأنا أعرفه منذ أن كان صناعيا والكل يعلم أن تصنيف السياحة صناعي، وأعتقد أنه الرجل المناسب في المكان المناسب. وأنا واثق من أنه سيقوم بتطوير السياحة وكان لنا معه لقاء طويل فتحدثنا مفصلا عن هموم السياحة اللبنانية والمشكلة تكمن في عدم وجود مرجعية سياحية ولا نريد للسائح أن يذهب إلى المخفر للشكوى».

وأضاف: «قبل الحرب كانت هناك شرطة سياحية مميزة. واليوم هناك مشكلات تحدث مع بعض المطاعم والفنادق والأطباء مما يؤدي إلى انخفاض عدد السياح القادمين، ولاحظنا توجها في هذا الصيف إلى دول أخرى، لأن هناك سياحا يصفون لبنان بأنه أغلى من أوروبا. وعلى السياسيين التخفيف من حدة خطاباتهم واعتماد اللغة المرحبة. فالكل يتكلم اليوم عن النفط والغاز وفي طريقة متسرعة، وأنا دائما أنصح بمناقشة هذا الموضوع بتأن، وهناك مثل خليجي يقول (لا تأتي بالمهد قبل الولد)».

وطالب بمعالجة أمور السياحة مبديا إعجابه بتحرك وزير السياحة السريع بعد أن واجهت الخليجيين مشكلة إدخال سياراتهم نتيجة قرارات مفاجئة. وقال: «وعدنا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بالرجوع عن هذه القرارات وإعطاء فترة زمنية طويلة للسائحين الذين يدخلون مع سياراتهم». متمنيا وضع حد لمشكلات الكهرباء والمياه والطرق وأزمة السير.

وأكد رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في البلاد العربية، الوزير عدنان القصّار، أن «الحكومة اللبنانية لم توفر جهدا إلا وبذلته في سبيل تعزيز علاقات لبنان بأشقائه وأصدقائه. وفي إعطائها الشأن الاقتصادي الأهمية التي يستحقها مما مكن الاقتصاد اللبناني من بلوغ مرحلة متقدمة من الأداء ومن نسبة مرتفعة ومتزايدة في النمو تجاوزت 8 في المائة خلال العام الماضي، وهي مرشحة للاستمرار في تسجيل معدل مماثل هذا العام، ولا بد من الإشارة في هذا السياق إلى سلسلة الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعتها الحكومة مع سورية وقبلها الأردن ومع تركيا وستليها اتفاقيات مماثلة مع دول أخرى نتطلع إلى أن تسهم في زيادة النمو الاقتصادي في لبنان وتعزيز الفرص أمام التجارة والاستثمار والسياحة وغيرها من القطاعات الحيوية».

ورأى رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان (ايدال) نبيل عيتاني أن «لبنان يسجل اليوم مؤشرات إيجابية كثيرة، سواء على المستوى الاقتصادي العام أم على مستوى الحركة الاستثمارية المتزايدة وتدفق الرساميل إليه، كذلك الأمر على مستوى نمو القطاعات الإنتاجية المختلفة. وأشارت التقارير الأخيرة للمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات إلى زيادة كبيرة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة الوافدة إلى لبنان حيث سجلت 4.8 مليار دولار في عام 2009 مقارنة مع 3.6 مليار دولار لعام 2008 بزيادة قدرها 33 في المائة. مع الإشارة إلى أن 92 في المائة من مجموع هذه الاستثمارات يعود إلى رجال أعمال عرب ولبنانيين مغتربين».

واعتبر الرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والأعمال، رءوف أبو زكي، أن الحركة السياحية النشطة التي يشهدها لبنان تؤكد موقعه التاريخي والراسخ كمقصد أول لخدمات السياحة والصحة والتعليم في العالم العربي. وإذا كان هذا الدور تعرض لنكسات متكررة نتيجة للأزمات التي واجهت لبنان، فقد استعاد وهجه بقوة وبسرعة بدليل ارتفاع عدد السياح بنحو 38 في المائة في 2009.