«اتصالات» الإماراتية تستعد لدخول السوق الهندية

في صفقة ربما تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار

TT

من المقرر أن تبدأ شركة «اتصالات» الإماراتية حضورها في شبه القارة الهندية، حيث إنها على وشك إتمام صفقة لشراء حصة قدرها 26 في المائة في ثاني أكبر شركة اتصالات في الهند «ريلاينس كوميونيكيشنز».

وبحسب تقديرات المطلعين داخل البلاد، سيبلغ حجم هذه الصفقة ثلاثة مليارات دولارات، وسيتم توقيعها في منتصف شهر أغسطس (آب) المقبل.

وبموجب هذه الصفقة، ستحظى شركة «اتصالات» الإماراتية بحضور في الهند، وستحصل الشركة الهندية «ريلاينس»، التي لديها 110 ملايين مشترك، على أموال إضافية تستخدمها في تمويل شبكة الجيل الثالث التابعة لها.

وقد تعطي هذه الصفقة شركة «ريلاينس» نفاذا إلى الأصول الأفريقية للشركة الإماراتية، التي تشمل عمليات في جمهورية أفريقيا الوسطى والغابون وكوت ديفوار ومصر والنيجر ونيجيريا والسودان وتنزانيا. والاسم الرسمي لشركة «اتصالات» هو «مؤسسة الإمارات للاتصالات»، وكانت تعرف في السابق باسم «إيمرتل». وكانت «اتصالات» هي أول شركة تقدم خدمة الهواتف المحمولة في منطقة الشرق الأوسط عام 1982. وتعمل «اتصالات»، المصنفة على قائمة «فورتشن غلوبال 500»، في 18 دولة في قارة آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وتقدم الخدمة لنحو 107 ملايين عميل من إجمالي عدد السكان يصل إلى ملياري نسمه.

ولا ينكر أحد أن «اتصالات» ستكون في وضع مربح، بمجرد توقيع الصفقة مع شركة «ريلاينس كوميونيكيشنز» الهندية. إلا أن مصادر قريبة من الصفقة قالت إن نجاحها يعتمد على مدى سرعة تخلص «اتصالات»، التي تمتلك حصة قدرها 45 في المائة في شركة اتصالات أخرى في الهند «سوان»، وهي الحصة التي حصلت عليها عام 2008، من هذه الحصة، حيث إن المنظمين في الهند لا يتيحون لشركة واحدة امتلاك حصة أكثر من 10 في المائة في مجموعتين من مجموعات الشركات العاملة في مجال الاتصالات.

وتستطيع «اتصالات» شراء حصة في شركة «ريلاينس كوميونيكيشنز» بعد سحب استثماراتها الحالية في شركة «سوان تيليكوم»، التي تغير اسمها إلى «اتصالات دي بي».

وتعد الهند إحدى أسواق الاتصالات الأكثر تنافسية في العالم في ظل وجود أكثر من عشر شركات تقدم الخدمة. وقاد ذلك إلى حرب حول التعريفة وتعد التعريفات القائمة أقل تعريفات في العالم.

وقال راجيش ماهجان، الخبير في شؤون الشركات الأجنبية، «بالنسبة إلى اللاعبين الأجانب، يعد تحقيق عائدات على استثماراتهم في مثل هذا المناخ وفي ظل هذه الظروف أمرا صعبا، وقد يكون ذلك هو السبب في أن شراء حصة في شركة قائمة مثل ريلاينس سيكون مهما لشركة اتصالات بدلا من الدخول إلى السوق بمفردها. وسيكون ذلك مناسبا أيضا بالنسبة إلى طموح اتصالات المعلن بشأن محاولة الفوز بموطئ قدم عالمية واسعة النطاق، وهي الحقيقة التي أكد عليها رئيس الشركة محمد عمران، أثناء الإعلان عن نتائج أعمال الشركة للنصف الأول من عام 2010». ولا تعد الهند هي السوق الوحيدة التي تأمل شركة «اتصالات» في تحقيق مزيد من النجاحات فيها. فقد أشار تقرير إعلامي في الآونة الأخيرة إلى احتمالية أن تقدم الشركة عطاء لشركة الاتصالات في سريلانكا «صن تيل». وتمتلك «اتصالات» بالفعل شركة اتصالات أخرى في سريلانكا، حيث قامت بشراء الشركة المحلية التابعة لشركة «ميليكوم إنترناشونال» في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

لكن السؤال الآن هو: من سيكون مهتما بحصة شركة «اتصالات» في شركة «اتصالات دي بي»، في حين أنها تقرر الحفاظ على حصة تساوي 10 في المائة أو أقل؟

بيد أن ذلك لن يكون ممكنا لأن اللوائح تنص أيضا على أن أي شركة تحمل حصة ذات بال، 10 في المائة أو أكثر، لا تستطيع بيع حصتها في رأس المال لمدة ثلاثة أعوام من تاريخ تفعيل الرخصة. ولا تزال «اتصالات» في هذه الفترة.

ولذا، إذا اشترت «اتصالات» حصة في «ريلاينس كوميونيكيشنز»، فسيتعين عليها بيع حصتها في الشركة الحالية، مما يقود إلى إمكانية تفكيك الشركة. وتستطيع شركات الاتصالات الهندية أن تحتفظ باستثمارات أجنبية تصل إلى 74 في المائة، ويخضع ذلك لموافقة مجلس تشجيع الاستثمار الأجنبي.

لكن بموجب قرار أخير لوزرة التجارة، لا يستطيع أي كيان أن يمتلك حصة أكبر من 10 في المائة في شركتين من شركات الاتصالات.

وعلى الجانب الآخر، ذكر تقرير إخباري على «قناة الأعمال الهندية» أن صفقة «اتصالات» مع «ريلاينس كوميونيكيشنز» من المحتمل أن تتم على خطوتين. قد تستحوذ «اتصالات» في بادئ الأمر على 9.9 في المائة من الشركة الهندية. وستكون الخطوة الثانية هي اندماج «ريلاينس» مع «اتصالات دي بي» (سوان).

وفي الآونة الأخيرة، وقعت «ريلاينس كوميونيكيشنز» صفقة قيمتها 11 مليار دولار مع شركة «جي تي إل انفراستراكشر» لبيع أصولها المتمثلة في أبراج اتصالات. وقد جعلت هذه الخطوة «جي تي إل» ثاني أكبر شركة في مجال البنية التحتية للاتصالات في العالم.

وذكرت تقارير إعلامية أن «شركة الاتصالات السعودية»، أكبر شركة اتصالات في العالم العربي من حيث القيمة السوقية، قد تشتري حصة تتراوح بين 10 و15 في المائة في وحدة أبراج «جي تي إل ريلاينس إنفراتيل» المنشأة حديثا. كما ذكر التقرير أن صناديق الأسهم الخاصة مثل «كارليل» و«بلاك ستون» هيئة أبو ظبي للاستثمار، وهي صندوق للثروة السيادية في أبو ظبي، أظهرت أيضا اهتماما بالاستثمار في هذه الشركة.