شركات كورية جنوبية تخشى من تعثر استثماراتها في ليبيا

نحو 30 منها تعمل في 300 موقع ببنغازي وطرابلس بمليارات الدولارات

TT

تتخوف عشرات الشركات الكورية الجنوبية من تأثر أعمالها سلبيا في ليبيا بسبب الأزمة في العلاقات بين البلدين. وظهرت الخلافات، بحسب مصادر كورية مطلعة في القاهرة، بعد شكاوى، أبدتها ليبيا للمسؤولين الكوريين منذ مطلع العام الجاري بشأن تناول صحف ومواد دراسية في كوريا للزعيم الليبي معمر القذافي بطريقة تعتبرها ليبيا غير لائقة.

لكن المصدر الكوري لم يربط بين الغضب الليبي السابق الذي قال إنه يعود لمارس (آذار) الماضي، وواقعة اتهام طرابلس الغرب لدبلوماسي كوري جنوبي يعمل في سفارة بلاده في العاصمة الليبية بتهمة التجسس، وكذا إلقاء القبض على اثنين من الكوريين في ليبيا هما مبشر مسيحي ومساعد له. وتعتبر العلاقات الاقتصادية بين ليبيا وكوريا الجنوبية قوية، إذ استثمرت الأخيرة في ليبيا منذ عام 1978 ما قيمته نحو 35 مليار دولار، وقال المصدر الكوري الذي طلب عدم تعريفه إن تدهور العلاقات بين البلدين في هذه الظروف التي تعتبر فيها ليبيا بلد الفرص الكبرى للشركات العالمية، يعتبر لطمة للشركات الكورية، مشيرا إلى أن عددا من رجال الأعمال الكوريين من أصحاب الشركات التي تعمل في ليبيا يعانون في الحصول على تأشيرات دخول إلى ليبيا من خلال سفارتها في سيول.

وتعمل في مدينتي بنغازي وطرابلس بليبيا منذ سنوات نحو 30 شركة في قرابة 300 موقع بما قيمته مليارات الدولارات، في قطاعات الإنشاءات والبنية التحتية وأصبحت هذه الشركات تتخوف من تأثر استثماراتها في ليبيا بسبب الخلافات المتنامية بين البلدين، كما تعرقل هذه الخلافات، بحسب المصدر، دخول مزيد من الشركات الكورية الجنوبية إلى السوق الليبية. وكانت عدة شركات كورية تأمل في الحصول على عقود عمل في مشروع السكك الحديدية وفي بناء محطات للطاقة وتصنيع السيارات وغيرها.

وقالت كوريا الجنوبية قبل أيام إن ليبيا ألقت القبض على اثنين من مواطنيها بينهما مبشر مسيحي بتهمة انتهاك القانون الإسلامي في البلاد، ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن مصدر في الخارجية الكورية الجنوبية أن المبشر ومساعده قد اعتقلا منذ نحو شهر بينما كان يقومان بالتبشير في ليبيا، وذلك بعد أيام من اعتقال ليبيا دبلوماسيا كوريا جنوبيا يعمل في سفارة بلاده في العاصمة طرابلس بتهمة التجسس، حيث تم ترحيله بعد زيارة قام بها شقيق الرئيس الكوري الجنوبي إلى ليبيا.