«أرامكو» توقع عقودا لهندسة وإنشاء مصفاة لتصدير النفط غرب السعودية

سيتم إرساء المزيد من العقود خلال الأشهر المقبلة

TT

وقعت «أرامكو» السعودية يوم أمس الأربعاء عقود أعمال الهندسة والشراء والإنشاء لمشروع مصفاة التصدير في ينبع بالمنطقة الغربية من البلاد، لكن عملاق النفط العالمي لم يحدد القيمة الإجمالية لهذه العقود.

ووفقا للعقود سوف تضطلع الشركة العملاقة في تصدير النفط بتنفيذ المصفاة وتشغيلها عبر شركة «البحر الأحمر للتكرير» التي أنشأتها «أرامكو» السعودية خصيصا لهذا الغرض.

وقالت «أرامكو» في بيان صادر عنها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه بأنه قد تم إرساء مقاولات الهندسة والشراء والإنشاء الخاصة بوحدات المعالجة الرئيسية في المصفاة على كل من شركة «تكنيكاس ريونيداس» الإسبانية لوحدة التكويك، وشركة «الخدمات السعودية للأعمال الكهربائية عالية الفلطية»، وشركة «إس كيه إنجنيرنق آند كونستركشن» الكورية لأعمال الزيت الخام، و«دايم بونج لويد» السعودية لأعمال خطوط الأنابيب خارج الموقع، و«دايلم» الكورية لأعمال البنزين ووحدة التكسير الهيدروجيني، و«راجح المري» السعودية لتغيير موقع خط الأنابيب في الموقع، و«إنبي» المصرية لأعمال ساحات الخزانات. وكانت المداولات الخاصة بعقود مصفاة ينبع قد بدأت منذ 4 سنوات عام 2006.

ولا تعد هذه العقود كل العقود المرتبطة بمشروع مصفاة التصدير بينبع حيث ذكر فريق إدارة المشاريع في «أرامكو» أن عقودا سيتم إرساؤها خلال الأشهر القليلة المقبلة.

ولم تكشف «أرامكو» في البيان عن قيمة العقود التي منحتها، لكن «رويترز» نقلت عن مصادر بالقطاع قولها إن قيمة عقد «تكنيكاس ريونيداس» الإسبانية تتراوح بين 700 مليون و800 مليون دولار، في حين تبلغ قيمة عقد «إنبي» المصرية نحو 400 مليون دولار.

وتقدر التكلفة الإجمالية للمصفاة بـ10 مليارات دولار انخفاضا من توقعات سابقة بلغت نحو 12 مليار دولار عندما كانت أسعار النفط في ذروتها في 2008.

ومن المتوقع أن تخصص المصفاة لمعالجة الخام الثقيل من مشروع حقل المنيفة النفطي الذي سينتج 900 ألف برميل يوميا.

وبموازاة هذا المشروع هناك مشروع آخر لمصفاة بطاقة 400 ألف برميل يوميا تبنيها «أرامكو» مع شركة «توتال» الفرنسية في الجبيل الواقعة على الساحل الشرقي للسعودية.

وتراجعت شركات نفط عالمية كبرى عن أنشطة التكرير في كثير من أنحاء العالم مع تقلص هوامش الأرباح بفعل صعود أسعار النفط لمستويات قياسية خلال 2008 وما أعقب ذلك من ركود اقتصادي وتراجع للطلب على المنتجات المكررة. لكن الهوامش بدأت تتحسن مجددا ومن المتوقع أن يرتفع الطلب بقوة في آسيا والشرق الأوسط. كما تحسنت الربحية أيضا بفعل تراجع تكاليف الإنشاء.

كانت «أرامكو» و«كونوكو» طلبتا من شركات المقاولات تقديم عروض معدلة في يناير (كانون الثاني) للأخذ في الاعتبار تراجع تكلفة المواد الخام بعد التباطؤ الاقتصادي العالمي.

وعقب انسحاب «كونوكو» في أبريل (نيسان) طلبت «أرامكو» من الشركات الهندسية أن تمدد صلاحية عروضها 60 يوما.

ولم تمنح الشركة بعد عقدا لبناء وحدة لمعالجات المواد الصلبة. وأغلق باب تقديم العروض لهذه الوحدة في السادس من يوليو (تموز) الجاري.

ويتضمن مشروع مصفاة التصدير بينبع إنشاء مصفاة جديدة في مدينة ينبع الصناعية على مساحة تبلغ نحو 5 ملايين ومائتي ألف متر مربع تقوم بمعالجة 400 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام العربي الثقيل لتنتج 90 ألف برميل في اليوم من البنزين و263 ألف برميل في اليوم من الديزل ذي المحتوى الكبريتي بالغ الانخفاض و6300 طن متري في اليوم من فحم الكوك و1200 طن متري في اليوم من الكبريت.

ويأتي مشروع مصفاة ينبع ضمن مشاريع «أرامكو» السعودية لتلبية الطلب العالمي المستقبلي على العقود وتتضمن استراتيجية الشركة تنفيذ استثمارات في مجال التكرير والمعالجة والتسويق.

وقال فهد الهلال، الرئيس المكلف بشركة «البحر الأحمر للتكرير» وكبير الإداريين التنفيذيين «إن نحو 70 في المائة من القيمة الإجمالية للمشروع سيتم إنفاقها داخل المملكة وهو ما يشكل دعما للأعمال والاقتصاد المحلي» مشيرا إلى أن أكثر من مليون ساعة عمل في الأعمال الهندسية سيتم تنفيذها في المملكة ومن ذلك الأعمال الهندسية لوحدة استخلاص الكبريت بالمصفاة.

وأضاف الهلال: «إن مقاولي الهندسة والشراء والإنشاء الدوليين الفائزين ملتزمون بتوظيف وتدريب الكثير من المهندسين السعوديين في مجالات المعالجة والهندسة الميكانيكية في مكاتبهم المنتشرة في جميع أنحاء العالم خلال مرحلة الأعمال الهندسية التفصيلية كهدف رئيسي في تطوير الكوادر المهنية السعودية وتوطين التقنية وتحقيق أعلى مستوى للمكون المحلي في جميع السلع والخدمات المستخدمة في المشروع».

الجدير بالذكر أن مشروع مصفاة ينبع كان قد شهد انسحاب شركة «كونوكو فيليبس» (Conoco Philips) الأميركية من المشروع في أبريل الماضي إلا أن «أرامكو» قررت المضي قدما في تنفيذ المشروع دون شريك عالمي.