تقرير سعودي يرصد حركة مؤشر السوق المالية قبيل دخول رمضان خلال 10 سنوات

«جدوى للاستثمار»: دخول الصيف والإجازات يرشحان إضعاف أداء سوق الأسهم في رمضان المقبل

TT

رصد تقرير استثماري سعودي صدر أمس، حركة المؤشر العام للسوق المالية السعودية في الفترة قبيل دخول شهر رمضان المبارك، خلال السنوات العشر الماضية، كاشفا عن تراجع سلبي بلغ 0.8 في المائة، كمتوسط لشهر رمضان خلال السنوات العشر الماضية، بينما سجل ارتفاعا في الأداء الشهري قوامه 1.9 في المائة في المتوسط في بقية شهور العام خلال الفترة نفسها.

وأفصحت دائرة الاقتصاد والبحوث في «جدوى للاستثمار»، شركة سعودية مرخصة من هيئة السوق المالية، عن أن نمط أداء سوق الأسهم السعودية، خلال هذا الشهر في السنوات الماضية، أوضح تقاعس أداء السوق بصورة واضحة خلال رمضان مقارنة ببقية شهور العام.

وذكر التقرير، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن مؤشر السوق سجل تراجعا سلبيا بلغ 0.8 في المائة، كمتوسط لشهر رمضان خلال السنوات العشر الماضية، بينما سجل ارتفاعا شهريا بلغ 1.9 في المائة، في المتوسط في بقية شهور العام خلال الفترة نفسها.

وذكر التقرير ما يلي: «يبدو أن حركة أسعار الأسهم تأخذ نمطا معينا خلال رمضان، حيث يتفوق أداء قطاع الاتصالات على بقية قطاعات السوق وتسجل أحجام التداول بصفة عامة أدنى مستوياتها خلال العام».

وتناول التقرير تحليل نشاط سوق الأسهم خلال شهر رمضان وخلال الأسابيع التي تسبقه وتليه مباشرة على مدى السنوات العشر الماضية من عام 2000 إلى عام 2009، من خلال استعراض متوسطات الأداء الأسبوعي كنسبة مئوية، وتحديد مدى ارتفاع أو انخفاض «تاسي» كل أسبوع خلال تلك الفترة.

ويعتقد التقرير أن التذبذب جزء من طبيعة السوق خلال هذه الفترة، واضعا في الاعتبار ما يعكس نمط الأداء المتوقع خلال رمضان المقبل بصورة أفضل، مشيرا إلى أن مؤشر سوق الأسهم منذ عام 2000 وحتى الآن انخفض في المتوسط في 4 من كل عشرة أسابيع، بينما ارتفع في الأسابيع الستة الأخرى، وهو نمط توقع التقرير أن يستمر مع استمرار ارتفاع السوق بمرور الزمن.

ووفقا للتقرير، فقد تبين وجود نمط تداول معين لمؤشر سوق الأسهم السعودية خلال رمضان، يتسم بمجمل صفات، أبرزها انخفاض خلال الأسبوع السابق لرمضان، وتواصل الانخفاض خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من رمضان، فانتعاش السوق خلال الأسبوع الأخير من رمضان، وكذلك ارتفاع متواصل في الأسابيع التي تعقب عيد الفطر.

وبحسب التقرير، فقد تزامن رمضان في بعض السنوات مع اضطرابات الأسواق العالمية، حيث شهد انهيار «بنك ليمان براذرز» الذي عمق من الأزمة المالية العالمية عام 2008، كما تواصلت طفرة سوق الأسهم في عام 2004 طوال شهر رمضان وتراجع المؤشر بالزخم نفسه خلال رمضان عقب انفجار فقاعة الأسهم عام 2006، موضحا أنه باستبعاد هذه الأحداث يتضح أن نمط الأداء التاريخي يظل ثابتا إلى حد كبير.

ويعتقد التقرير أن النمط المعتاد للتداول في رمضان سيتأثر هذا العام نتيجة توقيت الشهر، حيث يتفاوت توقيت رمضان من عام إلى آخر بسبب أن السنة الهجرية تقل عن السنة الميلادية بنحو 11 يوما، إضافة إلى أن رمضان سيتزامن هذا العام (2010) ولعدة أعوام قادمة مع فترة الصيف، التي يتراجع فيها نشاط التداول في سوق الأسهم السعودية، بصورة ملحوظة، نتيجة سفر الكثير من المستثمرين إلى الخارج في العطلة السنوية.

وأردف التقرير بالإشارة إلى أن المتداولين يعمدون لتغطية نفقات العطلات، حيث يلجأ الكثير من المستثمرين الأفراد، الذين شكلت تداولاتهم 88 في المائة من إجمالي تداولات يونيو (حزيران) الماضي، إلى تسييل محافظهم، مما يؤدي إلى خلق ضغوط كبيرة على أسعار الأسهم، مما يزيد توقعات أن يؤدي تزامن متطلبات الإنفاق على الإجازة الصيفية مع تكاليف شهر رمضان والعيد إلى إضعاف أداء سوق الأسهم هذا العام بأعلى من المعتاد.

وأضاف التقرير أن قطاع البنوك يحقق أداء أفضل خلال رمضان، مقارنة ببقية شهور السنة، وذلك، على ما يبدو، بفضل ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي الذي يتم تمويله غالبا بالاقتراض، بينما يتراجع الأداء بالنسبة لقطاع الأسمنت، نتيجة تراجع الطلب وانخفاض ساعات العمل.