أوباما يروج لقصة نجاح «كرايسلر» و«جنرال موتورز»

تأتي متناقضة مع تباطؤ النمو في الربع الثاني من العام

الرئيس أوباما يتفقد إحدى السيارات خلال زيارته لمصنع «كرايسلر» (رويترز)
TT

قدِم الرئيس أوباما إلى ديترويت يوم الجمعة للترويج لقصة نجاح اقتصادي، لكن حتى قبل أن يغادر الرئيس واشنطن سلمه معاونوه أدلة جديدة على استمرار التحدي الذي يواجهه جراء انتعاش متعثر.

كان الرئيس بالغ الحماسة لدى زيارته شركتي «كرايسلر» و«جنرال موتورز»، أمام حشد من العمال المتحمسين، وهو يزف الأنباء الجيدة بأن الشركتين عادتا إلى الربحية وأضافتا المزيد من الوظائف، منذ خطة إنقاذ العام الماضي التي لم تحظ بشعبة كبيرة. بيد أن كلمات الرئيس تأتي متناقضة مع تباطؤ النمو في الربع الثاني من العام، وهو ما يعزز وجهة النظر الواسعة بأن نسب البطالة ربما تظل مرتفعة لبعض الوقت.

ومن المتوقع أن تتسبب الأنباء بشأن تباطؤ النمو إلى 2.4 في المائة في الربع الثاني، من 3.7 في المائة في الربع الأول، في تعقيد الأمور بصورة جوهرية وسياسية أمام الرئيس والديمقراطيين في الكونغرس.

وقد نفدت الحيل من يد الحكومة لمعالجة الأزمة، فالحماسة لخطة التحفيز التي استمرت لمدة عامين آخذة في الخفوت، كما يعمل الجمهوريون بجدية على إقناع الكثير من الناخبين بأن خفض الضرائب والإنفاق لم ينجحا منذ البداية - وهو افتراض يشكك في مصداقيته الكثير من الاقتصاديين. وكان الكثير من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين قد عارضوا مبادرات تحفيزية إضافية كان قد اقترحها الرئيس أوباما، شملت مساعدات للولايات والبطالة طويلة الأمد، كما رفضوا مبادرة يوم الخميس بتوسعة التخفيضات الضريبية والقروض للشركات الصغيرة.

علاوة على ذلك، سيعمل التباطؤ الاقتصادي على الأرجح على زيادة إصرار الجمهوريين على معارضة السماح بانتهاء خفض الضرائب للأغنياء التي أقرها بوش والتي يفترض بحسب القانون انتهاؤها العام الحالي، كما يرغب الرئيس أوباما، للمساهمة في خفض الدين الفيدرالي.

نتيجة لهذا الدَّين، لا يمكن للاعبين آخرين في الحكومة سوى القيام بعدد محدود من الخيارات أيضا، على الرغم من تصريح بين بيرنانكي، مدير المصرف الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي، بأن المصرف المركزي قد يلجأ إلى خطوات أخرى لتحفيز النمو. لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت أي مقترحات في السياسة المالية أو النقدية قيد الدراسة قادرة على بث الروح في الاقتصاد بصورة تكفي لتحقيق تقدم سريع لتحل محل الخطوة التي أدت إلى فقد 8 ملايين وظيفة منذ عام 2007.

تلك هي خلفية الموقف خلال الصيف، في الوقت الذي بدأت تتشكل فيه وجهات نظر الناخبين تجاه الحزبين واقتراب نوفمبر (تشرين الثاني) موعد انتخابات التجديد النصفي.

وفي ديترويت، شدد الرئيس بحماسة على التقدم الإيجابي، ونال استقبالا رائعا من عمال الشركة الذين كانت وظائفهم معرضة للخطر في الآونة الأخيرة. وشدد الرئيس على أن النمو زاد في الربع الأخير، ليكون انطلاقة لعام كامل من النمو، الذي كان يتقلص بنسبة 6 في المائة خلال الربع عندما تولى الرئاسة. وقال أمام ما يقرب من 1.500 من أعضاء اتحاد نقابات العمال في كل من الشركتين إنهما أثبتتا إيمانه بأن خطة الإنقاذ التي لم تحظ بشعبية كبيرة نجحت.

وقد لقي الرئيس - الذي أظهر بعضا من طاقته التي ذكرت بالحملة الانتخابية - تصفيقا وهتافا كبيرين من العمال عندما قال: «لا تراهنوا ضد العامل الأميركي، ولا الشعب الأميركي».

وتخطط الإدارة لجعل قصة نجاح «جنرال موتورز» و«كرايسلر» جزءا رئيسيا في سياق حملتهم الانتخابية في انتخابات التجديد، مستشهدين بالتقديرات أنه من دون التدخل الحكومي لفقدت مليون وظيفة، مما يضر بشركات الإمداد والمتعاملين وجميع أفراد ذلك القطاع. وسيسافر الرئيس إلى إحدى منشآت شركة «فورد» في شيكاغو. وكانت الشركة قد رفضت أموال خطة الإنقاذ لكن مديريها التنفيذيين أقروا بحصول الشركة على عدد من المميزات من إنقاذ الشركتين الأخريين التي ساعدت في الحفاظ على شبكة شركات توريد السيارات دون ضرر.

يقوم مصنع «كرايسلر»، الذي زاره الرئيس أوباما، بتجميع السيارة «جيب غراند شيروكي 2011»، وقد أضاف المصنع في الصيف الماضي 1100 وظيفة ليرفع القوة العاملة فيه إلى 2800 عامل. وقد تلقى الرئيس أوباما والعاملون المزيد من الأخبار السعيدة بعد وصوله بإعلان الرئيس التنفيذي لشركة «كرايسلر»، سيرجيو مارتشيوني، أن منشأة تجميع قريبة التي كان المفترض أن يتم إغلاقها في عام 2012 ستواصل عملها وتضيف 900 وظيفة جديدة، إلى جانب 500 وظيفة جديدة لموردين.

واسترجع أوباما أحداث عام مضت عندما كانت «جنرال موتورز» و«كرايسلر» على وشك الإفلاس، وأنه كان قادرا على تقديم خطة إنقاذ دون قيود كما فعلت إدارة بوش أو ألا يقدم الدعم على الإطلاق. لكن الخيار الأخير هو ما كان يرغب فيه «قادة الرفض من أجل الرفض في واشنطن»، على الرغم من توضيح استطلاعات الرأي أن الكثير من الأميركيين، الذين أنهكتهم خطة الإنقاذ المالي بالفعل، لم يرغبوا أيضا في دعم شركات السيارات.

وقال أوباما: «رفضت أن أدع هذا يحدث لذا ابتكرنا طريقا ثالثا، أجبر المسؤولون الشركات ونقابات العمل على إصلاح عملياتهم وتقديم تضحيات من كل الأطراف مقابل الحصول على 60 مليار دولار».

وأضاف أوباما: «عارض المتشككون سيطرة الحكومية، لكني لم أرغب في اقتحام الحكومة عالم صناعة السيارات، فلدينا ما يكفي للقيام به».

«أنا أريدكم أن تتذكروا، أننا لو كنا قد وافقناهم على معتقدهم لما حدث أي مما نشهده الآن، هذه المنشأة ووظائفكم».

في أعقاب ذلك، تحدث العمال بسعادة إلى المراسلين بقصصهم عن الأمل الجديد، حتى البعض الذين لم يدعمهم الرئيس أوباما.

وقال بيتر أورلاندو، العامل بشركة «كرايسلر»، الذي قدم نفسه بأنه مستقل سياسيا: «لا تزال هناك بعض المخاوف هنا، لكن القليل من المخاوف أمر جيد لتحفيز الأفراد». وأضاف بشأن أعضاء مجلس الشيوخ الذين عارضوا خطة الإنقاذ: «أتمنى أن يأتي الأفراد الذين قالوا لا لنا إلى هنا ويعملوا لمدة ثماني ساعات بدلا منا».

* خدمة «نيويورك تايمز»