تماسك في سوق الأسهم السعودية وخبراء ماليون يتخوفون من تراجع قريب

10 مليارات ريال استثمارات صناديق استثمار البنوك السعودية في الأسهم الأميركية قابلة للتعرض لذبذبات تبعاً لأوضاع السوق

TT

حقق سوق الاسهم السعودي تماسكا جيدا خلال تعاملات اليومين الماضيين مسترجعا بعض الخسائر التي تكبدها بعد الهجمات التي تعرض اليها مركز التجارة العالمي، حيث سجل مؤشر السوق خلال اليومين الماضيين بواقع 3.5 في المائة حتى ختام جلسة التعاملات الصباحية ليوم امس الاربعاء وبذلك يكون السوق قد استرجع نسبة 2.3 في المائة فقط منذ احداث نيويورك وحتى نهاية تعاملات صباح امس.

توقع خبراء ومستشارون سعوديون ان تتسم سوق الاسهم المحلية بالتذبذب مع التأثر سلبا بعامل فقدان الثقة بصلابة الاقتصاد العالمي والاميركي بوجه التحديد.

وتوقع بشر بخيت مدير عام مركز بخيت للاستشارات المالية لـ«الشرق الأوسط» ان اسعار الاسهم السعودية معرضة للانخفاض في الاسابيع القادمة في ظل الترقب الذي يلف المتعاملين لما سيحدث في الاسواق العالمية، مشيرا الى ان التراجعات التي شهدها السوق المحلي بعد الاحداث التي تعرضت لها اميركا تعتبر مبررة تماما، فقد بدأ سوق الاسهم السعودي بخسائره خلال الفترة المسائية ليوم الثلاثاء 11 سبتمبر (ايلول) الجاري بواقع 3.5 في المائة وهو ما حدث في جميع اسواق الاسهم العالمية ثم عاد لينخفض بنسبة 1.3 ليوم الخميس، ثم بنسبة 4.7 في المائة ليوم السبت، وهو امر طبيعي نتيجة لكون القطاع المصرفي يشكل 50 في المائة من سوق الاسهم المحلي ولكون التداعيات مرتبطة بالمصارف الدولية بشكل رئيسي.

واكد ان الاحداث الاخيرة سوف تؤثر في ثقة المستثمرين بتعافي اقتصاد الدول الصناعية خاصة حالة الحرب المعلنة، مما يقلل بدوره من الطلب على النفط عما كان عليه سابقا. وستؤدي توقعات الانخفاض في الكميات المباعة الى دخل اقل للدول المنتجة حيث ان جزءا كبيرا من الاقتصاد السعودي مرتبط بالنفط مما سيؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني بوجه عام.

كما ان الصناديق التي تمتلكها البنوك السعودية وتستثمر في الدول الاجنبية ستتأثر مباشرة بالاسواق المالية في تلك الدول. لكن ما يجب الاشارة اليه هنا هو ان القرار الاستثماري في هذه الصناديق بيد مدير الاستثمار في الصندوق وهو في معظم الصناديق خارج السعودية وله الصلاحية الكاملة لادارة الصندوق. اما البنك المحلي فلا يتدخل الا في حالات قليلة نادرة، مشيرا الى انه يعتقد ان الانهيارات التي حدثت في الاسواق العالمية مبررة، وأن المتضررين الاساسيين كانا قطاع التأمين ـ الذي لحقت به خسائر بمليارات الدولارات ـ وكذلك قطاع الطيران.

ومن جانبه توقع الدكتور سعيد الشيخ، كبير الاقتصاديين في البنك الاهلي التجاري، ان تشهد الاسواق السعودية تذبذبا على المدى القصير متأثرة بتوقعات مماثلة في الاسواق العالمية التي سوف تتأثر كثيرا بتراجع ثقة المستثمرين، خصوصا ان عوامل 3 كانت تدعم الانتعاشة الاقتصادية التي شهدها الاقتصاد الاميركي وهي أولا الطفرات التي شهدها قطاع التكنولوجيا المتقدمة، وثانيا اتساع رقعة تطبيق تحرير التجارة، واخيرا مرور العالم بفترة من الاستقرار والسلم. فيما يتخوف البعض من زوال هذه الاسباب الثلاثة بعد الانتكاسة التي مرت بشركات التكنولوجيا المتقدمة، وتعرض مبدأ حرية التجارة والعولمة لانتقادات واسعة ولاحتجاجات واعمال شغب لاحقت المؤتمرات الخاصة بمنظمة التجارة العالمية، وترقب نشوب حرب واسعة، وهو ما يفتح الباب امام احتمالات اتجاه الاقتصاد العالمي نحو الكساد.

ومن تأثيرات الانتكاسة ـ التي يمكن ان تتعرض اليها استثمارات صناديق الاستثمار التابعة للبنوك السعودي والتي تستثمر في سوق الاسهم الاميركي ـ أن قلَّ حجم الاستثمارات التي توجهها هذه الصناديق لاسواق المال الاميركية بحوالي 10 مليارات ريال تمثل نسبة الثلثين من الاموال التي تستثمرها صناديق الاستثمار في الاسواق الخارجية، وهي استثمارات سوف تتعرض لتذبذبات تبعا للتذبذب الذي تشهده هذه الاسواق، فيما توقع الدكتور سعيد الشيخ ألا تتعرض الاستثمارات السعودية في صناديق الاستثمار في العملات والتي تمثل قرابة 20 في المائة من مجمل الاموال المستثمرة في صناديق الاستثمار في البنوك السعودية، حيث تشير التوقعات الى ان سعر صرف الدولار سوف لن يتعرض لضربات كبيرة نتيجة لوجود سيولة واحتياطيات كبيرة في هذه العملة تدعم موقفه في سوق الصرف الدولي.

واوضح ان سوق الاسهم السعودي كان يمر بمرحلة جيدة نتيجة لتحقيق الكثير من شركاته الاساسية لارباح جيدة خلال النصف الاول من العام. كما أن التوقعات تشير الى ان هذه النتائج سوف تستمر في اتجاهها الايجابي حتى نهاية العام الجاري وهو ما تؤكده البيانات المالية الخاصة بالسوق.