توصل «البنك المغربي للتجارة الخارجية» إلى صفقة سيتم بمقتضاها شراء مصرف «أندوسيوز مير روج» الذي يعتبر ثاني أكبر مصرف في جيبوتي، والتابع للمجموعة المصرفية الفرنسية «كريدي أغريكول أندوسيوز». ويرتقب أن تتم هذه العملية قبل نهاية العام الحالي، وذلك بعد أن تصادق عليها السلطات المالية المختصة في جيبوتي. وتكتسي العملية أهمية خاصة بالنسبة للبنك المغربي للتجارة الخارجية، الذي يسعى إلى تغطية كل الدول الأفريقية بشبكة من الفروع المصرفية المندمجة في إطار مجموعة «بنك أوف أفريكا» التي يمتلك فيها المصرف المغربي حصة 51 في المائة. وسيتمكن المصرف المغربي عبر هذه العملية الأخيرة من تعزيز وجوده في منطقة أفريقيا الشرقية والمحيط الهندي، وهي المنطقة التي تقع خارج نطاق التأثير الاقتصادي التقليدي للمغرب، الذي كان يقتصر في الماضي على منطقة غرب أفريقيا والدول الأفريقية الفرنكفونية. وبهذه العملية الأخيرة سيرتفع عدد فروع البنك المغربي للتجارة الخارجية في منطقة شرق أفريقيا إلى 5 فروع، إذ سيضاف فرع جيبوتي إلى الفروع التي يمتلكها المصرف المغربي في أوغندا وكينيا وبوروندي ومدغشقر.
وتندرج هذه الصفقة في سياق سعي مصرف «كريدي أغريكول» الفرنسي إلى إعادة انتشار أنشطته العالمية عبر التركيز على منطقة أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط، والانسحاب التدريجي عن فروعه في أفريقيا. وشكل هذا التوجه الجديد الذي اعتمدته المجموعة المصرفية الفرنسية مند سنة 2006 فرصة بالنسبة للمصارف المغربية الباحثة عن فرص للتوسع في أفريقيا، في سياق ما يشبه عملية إعادة ترتيب الأوراق في القطاع المصرفي الأفريقي. ففي سنة 2008 استفادت مجموعة «التجاري وفا بنك» من هذه السياسة عبر تمكنها من شراء 5 فروع أفريقية لمصرف «كريدي أغريكول» الفرنسي مقابل حصص 24 في المائة في مصرف «كريدي دي ماروك» المغربي و15 في المائة في شركة التأمين «الوفاء» المغربية.