النفط يرتفع مع تنامي الآمال في التعافي بعد تراجع طلبات إعانة البطالة في أميركا

الذهب يستقر بعد صعوده لأعلى مستوى في 8 أسابيع > الين يواصل التراجع.. وترقب تدخل من اليابان

واصل الين تراجعه عن أعلى مستوى في 15 عاما أمام الدولار في ظل ترقب المستثمرين لاحتمال تدخل السلطات اليابانية للحد من صعوده
TT

واصلت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي ارتفاعها أمس بعد تقرير حكومي أظهر تراجع الطلبات الجديدة للحصول على إعانة البطالة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وهو ما جاء دون متوسط توقعات المحللين. وأظهرت بيانات حكومية أمس أن الطلبات الجديدة للحصول على إعانة البطالة في الولايات المتحدة تراجعت أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، لكن مقياسا للاتجاهات الأساسية لسوق العمل ارتفع إلى أعلى مستوى في تسعة أشهر. وقالت وزارة العمل إن الطلبات الجديدة للحصول على إعانة البطالة الحكومية تراجعت بمقدار 31 ألفا، إلى 473 ألفا، معدلة على أساس فصلي في الأسبوع المنتهي في 21 أغسطس (آب). وارتفع متوسط الطلبات الجديدة في أربعة أسابيع الذي يعد مقياسا أفضل للاتجاهات الأساسية لسوق العمل بمقدار 3250 طلبا، ليصل إلى 486750 طلبا، وهو أعلى مستوى منذ أواخر نوفمبر (تشرين الثاني). وكان محللون قد توقعوا في استطلاع أجرته «رويترز» تراجع طلبات إعانة البطالة الأسبوعية إلى 490 ألفا من 500 ألف في الأسبوع السابق جرى تعديلها بالزيادة إلى 504 آلاف في تقرير أمس. وقال مسؤول في وزارة العمل إنه لا توجد عوامل خاصة أثرت على التقرير. لكن في حين تراجعت الطلبات في الأسبوع الماضي عن الأسبوع الذي سبقه، فقد ارتفع متوسط الطلبات الجديدة في أربعة أسابيع إلى أعلى مستوى منذ 28 نوفمبر 2009. وكانت عقود الخام الأميركي مرتفعة بنحو 75 سنتا عند صدور تقرير طلبات إعانات البطالة، حيث حظيت بدعم في أوائل التعاملات من صعود أسواق الأسهم وتراجع الدولار. وفي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) ارتفعت عقود الخام الأميركي تسليم أكتوبر دولارا، أي 1.38 في المائة إلى 73.52 دولار للبرميل بحلول الساعة 1239 بتوقيت غرينتش مع تحركه في نطاق بين 72.54 دولار و73.76 دولار.

وارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني أمس في ظل عودة المستثمرين إلى الشراء بالسوق بعدما سجل النفط أدنى مستوياته خلال 11 أسبوعا، إلا أن محللين يقولون إن توقعات العوامل الأساسية لا تزال ضعيفة، وإنه من المتوقع أن يطغى أثر ارتفاع المخزونات على أي انتعاش في الطلب. وجاء انتعاش النفط مدعوما بتراجع نسبته 0.5 في المائة في قيمة الدولار أمام سلة من العملات، وفي ظل إشارات فنية على أن السوق تشهد مبالغة في البيع. وكثيرا ما يؤدي تراجع الدولار إلى دعم السلع الأولية إذ إن الكثير منها مقوم بالعملة الأميركية. كما ارتفعت أسواق الأسهم في التعاملات الأوروبية أمس، إلا أن صورة العرض والطلب على النفط لا تزال سلبية كما أن صورة الاقتصاد العام قاتمة. وارتفع سعر النفط الخام الأميركي الخفيف تسليم أكتوبر 55 سنتا إلى 73.07 دولار للبرميل وكان النفط قد صعد أكثر من واحد في المائة أول من أمس الأربعاء بعدما لامس أدنى مستوياته منذ أوائل يونيو (حزيران) عند 70.76 دولار. كما ارتفع مزيج برنت خام القياس الأوروبي 60 سنتا إلى 74.08 دولار. وقال إدوارد مير كبير محللي السلع الأولية لدى «إم إف غلوبال»: «يرجع الارتفاع على الأرجح إلى تحسن المراكز المدينة من أوضاع شهدت زيادة بالغة في البيع». ويتجه تركيز الأسواق المالية إلى طلبيات إعانة البطالة الأميركية التي تقرر صدورها في وقت لاحق من أمس الخميس، وبيانات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للربع الثاني والمتوقع صدورها اليوم الجمعة. من جهة أخرى استقر الذهب أمس بعد أن صعد لأعلى مستوى في ثمانية أسابيع في وقت سابق مدعوما بضعف الدولار، لكن تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة حد بشكل مؤقت من جاذبية الذهب كملاذ آمن. وارتفعت الفضة لأعلى مستوى في نحو شهرين حيث إنها أرخص سعرا بين المعادن الثمينة الأخرى مما يجتذب المشترين صائدي الصفقات قبل صدور بيانات طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة. وأدت بيانات اقتصادية ضعيفة من الولايات المتحدة أول من أمس الأربعاء تتضمن هبوط مبيعات المنازل الجديدة إلى مستوى قياسي متدن إلى تفاقم المخاوف لبعض الوقت من أن الانتعاش قد توقف، ودفعت بعض المستثمرين للتحول صوب الذهب. لكن المخاوف انحسرت بعض الشيء لاحقا. وبلغ سعر الذهب في السوق الفورية 1240.05 دولار للأوقية (الأونصة) مقارنة مع 1239 دولارا في أواخر التعاملات في نيويورك أمس. وارتفعت الفضة إلى 18.97 دولار للأوقية من 18.93 دولار أمس. وزاد البلاتين إلى 1528 دولارا للأوقية من 1527 دولارا. كما ارتفع البلاديوم إلى 495.98 دولار للأوقية من 492 دولارا.

من جانب آخر.. واصل الين تراجعه عن أعلى مستوى في 15 عاما أمام الدولار في ظل ترقب المستثمرين لاحتمال تدخل السلطات اليابانية للحد من صعود العملة بما يتجاوز مجرد الأقوال. وواصل اليورو انتعاشه من أدنى مستوى له في تسع سنوات أمام الين بعدما أظهرت بيانات أول من أمس الأربعاء تحسن مناخ الأعمال في ألمانيا إلى أعلى مستوياته في أكثر من ثلاث سنوات في أغسطس (آب) مما طغى على المخاوف بشأن بلدان منطقة اليورو الضعيفة ماليا. وارتفع الدولار 0.2 بالمائة من مستواه في أواخر التعاملات الأميركية إلى 84.71 ين بعد أن صعد إلى 84.89 ين في وقت سابق من الجلسة.

وكانت العملة الأميركية قد سجلت أدنى مستوى في 15 عاما عند 83.58 ين، على منصة «اي بي إس» للتداول الإلكتروني يوم الثلاثاء. وزاد اليورو 0.5 في المائة عن الجلسة السابقة إلى 107.55 ين. وكانت العملة الأوروبية الموحدة قد تراجعت إلى 105.44 ين يوم الثلاثاء الماضي مسجلة أدنى مستوى منذ عام 2001. وارتفع اليورو أمام الدولار 0.3 في المائة إلى 1.2695 دولار بعد أن انتعش من أدنى مستوى في ستة أسابيع البالغ 1.2588 دولار الذي سجله في وقت سابق هذا الأسبوع.

وفي طوكيو دائما ارتفع مؤشر «نيكي» القياسي للأسهم اليابانية 0.7 في المائة من أدنى مستوى له في 16 شهرا أمس، منهيا أربعة أيام متتالية من الخسائر، وذلك مع الإقبال على تغطية مراكز مدينة واستفادة السوق من انتعاش فني. وصعدت أسهم شركات التصدير مدعومة بعمليات شراء لتغطية مراكز مدينة بعد تراجعات في الآونة الأخيرة، مع هبوط الين قليلا عن أعلى مستوى في 15 عاما مقابل الدولار الأميركي الذي سجله في وقت سابق من هذا الأسبوع. وارتفع مؤشر «نيكي» القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 61.09 نقطة إلى 8906.48 نقطة. وصعد مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقا 0.6 في المائة إلى 811.79 نقطة.