مخالفات لشركة إسبانية تعطل تسلم أول محطة مصرية لتوليد الطاقة من الرياح

بعد أن أسند لها تنفيذ مرحلة تقدر تكلفتها بنحو 280 مليون يورو

TT

تعكف وزارة الكهرباء والطاقة المصرية حاليا على عقد اجتماعات مكثفة لاتخاذ إجراءات سريعة ضد شركة «جاميسا» الإسبانية والمنفذة للمرحلة الثانية لمحطة توليد الطاقة من الرياح بمنطقة الزعفرانة بمحافظة البحر الأحمر، إثر اكتشاف الوزارة مخالفات جسيمة قامت بها الشركة خلال تنفيذها تركيبات محركات توربينية بقيمة 280 مليون يورو.

وتقدر القدرة المبدئية لهذه المحطة بنحو 85 ميغاوات تصل إلى 160 ميغاوات عند استكمال مراحل المشروع الثلاث، التي تقوم بإنشائها شركات ألمانية ودنماركية وإسبانية ومصرية، منذ عام 2001، وعلى بعد 120 كيلومترا جنوب السويس على ساحل البحر الأحمر.

وقال وكيل وزارة الكهرباء والطاقة المصرية الدكتور أكثم أبو العلا لـ«الشرق الأوسط» إن المحطة كان من المقرر استلامها في أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2003 في حين تمتد فترة الضمان 3 سنوات أخرى من الاستلام، إلا أن إنشاء المحطة تأخر إلى فبراير (شباط) 2009، وخلال الاستلام وجدت الوزارة تشققات سطحية في 25 ريشة من إجمالي 300 ريشة، ضمن مائة توربينة، تقوم الشركة الإسبانية بتركيبها في المحطة، وهو ما أخر استلام المحطة حتى وقتنا هذا، لحين معالجة العيوب.

وأضاف أن الوزارة اكتشفت أيضا عيوبا فيما يخص وحدة امتصاص الصدمات الخاصة بصندوق التروس في المحطة، مما اضطر الوزارة إلى مخاطبة الشركة لمعالجة تلك العيوب ومد فترة الضمان للمعدات، التي تم استبدالها لفترات تفوق سنوات الضمان المتفق عليها قبل اكتشاف العيوب.

وعلى صعيد متصل، كشف مصدر بوزارة الكهرباء والطاقة، رفض ذكر اسمه، أن المخالفات ارتكزت على وجود شروخ خطيرة في عدد كبير من (ريش) توربينات المحطة، التي ترفض هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة تسلمها حتى الآن، منذ فبراير 2009، وذلك بعدما أظهر تقرير تفتيش قام به فرع الشركة الإسبانية الرئيسي بمدريد، ورود شكاوى من وزارة الكهرباء والطاقة المصرية تم إبلاغها للمسؤولين الإسبان يعترضون فيها على المخالفات الجسيمة التي تشوب المشروع حاليا، وعطلت تسلمه أكثر من عام، مع اقتراب انتهاء فترة الضمان، مما سيعرض الهيئة لدفع مبالغ طائلة بعد مرحلة التشغيل لمعالجة العيوب.

وقال المصدر إن الوزارة لن تتسلم المشروع قبل أن تتم معالجة العيوب بشكل سليم فنيا، وحملت الشركة الإسبانية تبعات ذلك طوال فترة الضمان. وأوضحت مصادر مطلعة بالهيئة أن (أخطر العيوب شمل شروخا في الريش، وهذه الشروخ لاحظها مهندسو وفنيو الهيئة، وأنه تمت مخاطبة الشركة بهذا الأمر، فأرسلت مندوبا وقام بتصوير الريش بواسطة تليسكوب مكبر، وظهرت هذه الشروخ بوضوح، ومنها شروخ طولية وأخرى عميقة، وأن الشركة أرسلت للهيئة هذه الصور وأقرت بأنها كانت على علم بوجود الشروخ قبل التركيب، ومع ذلك قامت بتركيبها. وأضافت المصادر أن الشركة ادعت أن السبب في هذه الشروخ وجود عمليات التحميل بالميناء والموقع، مع أن هذا الأمر لم يحدث من قبل مع الشركتين السابقتين «نوردكس» و«فيستاتس» الدنماركيتين. وتابعت المصادر أنه لمعالجة هذا العيب قامت الشركة بلحام هذه الشروخ بمادة معينة، وأرسلت صورا بذلك، وهذا الحل قد يكون مقبولا من الناحية النظرية، لكنه سيقلل من عمر الريشة في فترات التشغيل، فكان لا بد من تغيير كل الريش. يذكر أن مشروع الزعفرانة لمزارع توليد الطاقة ينجز تدريجا على ثلاث مراحل، بحيث انتهت الشركة الألمانية «نوردكس» لتصنيع مولدات الرياح من المرحلة الأولى، في حين تولت أعمال المرحلتين الثانية والثالثة لتوسيع المشروع شركتان اتحدتا في تقديم العروض، «فيستاتس دويشتلاند» وشركة «إيه بي بي نيو فينشر جي إم بي إتش»، وتصل تكلفة المرحلة الأخيرة من المشروع لنحو 75 مليون يورو.