أشتون في الصين لإطلاق أول حوار استراتيجي حول الشراكة بين الجانبين

الصين أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي

TT

بدأت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون زيارة إلى الصين أمس تستغرق 5 أيام، حسب ما أعلنت المفوضية الأوروبية ببروكسل. وستكون الزيارة فرصة لإطلاق الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين الطرفين أو ما يسمى حوار الشراكة. وسبق لأشتون أن زارت الصين أواخر أبريل (نيسان) الماضي.

وتشارك المسؤولة الأوروبية خلال زيارتها الحالية في لقاءات وزارية هامة تتناول تطوير العلاقات بين الجانبين في المجالات المختلفة. وحسب بيان أوروبي تكتسب الزيارة أهمية نظرا للجهود المبذولة من الجانبين لتطوير العلاقات في مجالات عدة، والدليل على ذلك وجود 24 لجنة للحوار من أجل تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والتعليم والثقافة والحوار السياسي وغيرها.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي أصبح أكبر شريك تجاري للصين على مستوى العالم، بينما أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي بعد الولايات المتحدة الأميركية وستبحث المسؤولة الأوروبية مع كبار المسؤولين الصينيين مواضيع تتعلق بالعمل المشترك من أجل إيجاد حلول للمشكلات التي تثير قلق الطرفين مثل كوريا وإيران، وكذلك التعاون لمحاربة القرصنة في خليج عدن. وفي هذا الصدد، أشارت المسؤولة الأوروبية من خلال بيان صدر ببروكسل إلى أن الصين والاتحاد الأوروبي يواجهان «تحديات مشتركة»، و«يتقاسمان الأهداف» نفسها في مواضيع تخص الأمن والسلم العالميين. وقالت «أتطلع إلى العمل مع المسؤولين الصينيين من أجل تطوير شراكة استراتيجية في عالم متغير». كما تبحث أشتون مع المسؤولين في بكين عدة مواضيع تتعلق بالتجارة والتغير المناخي وطرق الخروج من الأزمة المالية العالمية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يوي إن المجتمع الدولي يواجه تحديات خطيرة تتطلب استجابة عالمية عاجلة، فيما أصبحت قضايا مثل التغير المناخي والأزمة المالية والطاقة وأمن الموارد وأمن الغذاء وأمن البيئة والصحة العامة تزداد بروزا. أضافت أن التهديدات الأمنية غير التقليدية وتشمل الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل والجريمة المنظمة العابرة للحدود والأمراض المعدية الكبرى أصبحت محل اهتمام عالمي وكل هذه القضايا ستتصدر جدول أعمال الحوار المرتقب بين الطرفين. يذكر أن الصين والاتحاد الأوروبي أقاما علاقاتهما الدبلوماسية عام 1975 فيما اتفقا على إقامة علاقة شراكة استراتيجية شاملة عام 2003.

وقد أصبح الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للصين على مستوى العالم فيما الصين أصبحت ثاني أكبر الشركاء التجاريين للاتحاد الأوروبي بحجم تجاري بلغ في نهاية العام الأسبق 58.425 مليار دولار أميركي بارتفاع 19.5% على أساس سنوي، غير أن العجز في الميزان التجاري بين الطرفين بلغ نحو 170 مليار يورو في نهاية العام الماضي لصالح الصين.

ويذكر أن زيارة أشتون الحالية للصين تأتي ضمن التحضير للقمة الأوروبية الصينية التي تعقد في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، كما تأتي هذه الزيارة قبل موعد انعقاد القمة الأوروبية غير الرسمية منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل، حيث سيبحث زعماء أوروبا العلاقات مع الصين في أفق شراكة استراتيجية معمقة بين الطرفين. وقالت المفوضية الأوروبية إن الجيرداس سيميتا مفوض الضرائب والاتحاد الجمركي ومكافحة الاحتيال سيقوم بزيارة إلى الصين خلال الفترة من 1 - 6 سبتمبر، لتعزيز التعاون الجمركي بين الاتحاد الأوروبي والصين ومكافحة الاحتيال، وخلال زيارته سيشارك في افتتاح مؤتمر الجمارك الدولية في معرض إكسبو العالمي في شانغهاي عام 2010 وسيعمل المؤتمر على بناء الجسور لتسهيل التجارة مع حماية المواطنين، بمشاركة 140 شخصية اقتصادية من الجانبين لمناقشة أفضل السبل لتعزيز التعاون الجمركي وتسهيل التجارة وحماية كل من الاتحاد الأوروبي والمواطنين الصينيين من السلع المقلدة.