«فيراري» تستدعي سياراتها الفاخرة بعد سلسلة حرائق

تراجع مبيعات السيارات في أميركا وأوروبا مع انتهاء الدعم الحكومي

«فيراري» سحبت سياراتها من طراز «458 إيطاليا» لاستبدال مادة لاصقة معرضة للانصهار بعد تقارير عن حوادث حريق (رويترز)
TT

قالت شركة «فيراري» إنها استرجعت أكثر من 1240 سيارة من سياراتها الفاخرة من طراز «458 إيطاليا»، لاستبدال مادة لاصقة معرضة للانصهار بعد خمسة تقارير عن حوادث حريق. وبدأت «فيراري» تحقيقا الشهر الماضي، بعد تقارير إعلامية عن حوادث حريق شملت خمسا من سياراتها في كاليفورنيا وباريس وسويسرا والصين، ومكان آخر لم يذكر. وبحسب «رويترز» قال متحدث باسم الشركة إن المشكلة تتعلق بمادة لاصقة تستخدم في تجميع غطاء الإطارات، التي يمكن أن تنصهر في بعض الظروف بسبب الحرارة الشديدة، ثم تشتعل. وأضاف المتحدث أنه نتيجة لذلك تطلب «فيراري» المملوكة لشركة «فيات» الإيطالية من أصحاب 1248 سيارة أنتجت قبل يوليو 2010، إعادتها، لاستبدال المادة اللاصقة بأجزاء ميكانيكية.

وتابع أن أصحاب السيارات الذين وقعت لهم حوادث حريق لهذا السبب سيحصلون على سيارات من الطراز الجديد.

من جهة أخرى تراجعت مبيعات السيارات في الولايات المتحدة وأوروبا في أغسطس (آب)، مما يعكس انتهاء الدعم الحكومي للمبيعات، ويبرز حالة عدم اليقين بشأن قوة انتعاش الاقتصاد الأميركي. والأرقام الشهرية لمبيعات السيارات هي أحد المؤشرات الأولية واسعة النطاق لطلب المستهلكين. وسجلت أغلب شركات صناعة السيارات الكبرى تراجعا يزيد عن عشرة في المائة في مبيعاتها في السوق الأميركية في أغسطس، وفي مقدمتها «تويوتا موتور كورب» و«هوندا موتور» اللتان سجلتا تراجعا بمقدار الثلث عن المكاسب التي جاءت بفضل الدعم الحكومي في أغسطس 2009. وقال محللون ومسؤولون بالصناعة إن أرقام المبيعات الأولية من شركات السيارات الكبرى تشير إلى معدل مبيعات في الولايات المتحدة عند نحو 11.5 مليون سيارة على أساس سنوي. ويمثل هذا ارتفاعا عن معدل 11.3 مليون سيارة، المسجل في الربع الثاني، وفي الوقت نفسه انخفاضا حادا عن معدل تجاوز 14 مليون سيارة في أغسطس 2009، عندما أحدثت برامج الحكومة الأميركية لدعم المبيعات طفرة قصيرة الأمد. وسجلت «جنرال موتورز» - التي تستعد لإصدار طرح عام أولي للأسهم بهدف تقليل حصة الأغلبية التي تملكها الحكومة - هبوطا بنسبة 25 في المائة في مبيعاتها في أغسطس، بينما انخفضت مبيعات «فورد موتور» 11 في المائة. وسجلت مبيعات شركة «نيسان موتور» انخفاضا بلغ 27 في المائة. وهبطت مبيعات «تويوتا» 34 في المائة، ومبيعات «هوندا» 33 في المائة. وحققت «كرايسلر» التي تعمل الآن تحت سيطرة «فيات» نموا في المبيعات قدره سبعة في المائة.

واعتمدت ثالث أكبر شركة أميركية لصناعة السيارات بشكل أكبر من منافسيها على مشغلي الأساطيل الأقل ربحية، وفي مقدمتهم شركات تأجير السيارات. ولم تتمكن السوق الأميركية من تحقيق الانتعاش المتسارع الذي تنبأت به معظم شركات صناعة السيارات في 2010، لكن الشركات الكبرى قالت إنها لا ترى بعد علامة على حدوث ركود مضاعف. وقال إل كاستينتي مدير مبيعات «نيسان» في الولايات المتحدة: «بناء على ما أراه في الصناعة، سأفاجأ جدا إذا حدث هذا». وذكر أن الشركة اليابانية مندهشة من عدد المستهلكين الذين يزورون معارض السيارات بنهاية أغسطس. وقال دون جونسون مدير المبيعات في «جنرال موتورز» إن الشركة تتوقع أن يظل المستهلكون الأميركيون «متحفظين» بالنظر إلى ضعف سوق الوظائف، لكن الصناعة ستواصل الانتعاش من مستوى 10.4 مليون سيارة المسجل في 2009. وفي إحدى علامات التحفظ قالت «فورد» إنها تتوقع إنتاج 570 ألف سيارة في الربع الأخير دون تغير عن توقعها لإنتاج الربع الثالث. وجاء هذا التوقع مخالفا للتقديرات بأن إنتاج الربع الأخير سيكون أكبر.

وقالت «فورد» إن هذه النظرة المتحفظة تعكس المعدل المتوقع لمبيعات الصناعة بالكامل، والحاجة إلى إغلاق خطوط إنتاج، للاستعداد لطرح سيارات جديدة مثل الطراز الجديد من السيارة «فوكاس».

وقد سجل مصنعو السيارات أضعف مبيعات لهم في الولايات المتحدة لشهر أغسطس في 27 عاما، وهو ما يبرز حالة عدم اليقين بشأن قوة انتعاش أكبر اقتصاد في العالم.

وهبطت المبيعات بنسبة 21 في المائة عن مستواها قبل عام عندما سجلت طفرة مدعومة بحوافز قدمتها الحكومة لإنقاذ الصناعة. وتمثل بيانات المبيعات الشهرية للسيارات أحد العلامات الأولى والأوسع نطاقا لطلب المستهلكين. وقال جيسي توبراك المحلل في «ترو كار دوت كوم» «عزوف المستهلكين عن إنفاق أموالهم التي اكتسبوها بصعوبة ما زال مستمرا». وعلى أساس سنوي، هبط معدل المبيعات بشكل طفيف مقارنة بشهر يوليو (تموز). وتتماشى أرقام مبيعات السيارات في أميركا في مجملها مع التوقعات الحذرة للمحللين، وجاءت بينما انخفضت مبيعات السيارات في أوروبا الغربية مع انتهاء حوافز قدمتها الحكومات في بعض الدول. وسجلت شركات صناعة السيارات الكبرى انخفاضا يزيد عن 10 في المائة في مبيعاتها في السوق الأميركية، وفي مقدمتها شركتا «تويوتا موتور كورب» و«هوندا موتور» اليابانيتان.