كلام مضحك..

علي المزيد

TT

استمعت لتعليقات عدد من الكتاب في الصحافة السعودية حول محاباة وزارة الخدمة المدنية للبعض في مجال التوظيف مستدلين بتوظيف أربعة من عائلة واحدة وبتوظيف عدد آخر من قبيلة واحدة. وأتساءل هل المطلوب كوتة لكل عائلة؟ أو قبيلة؟ ولو افترضنا أن الأربعة أبناء أحد الكتاب وجميعهم ناجحون بامتياز وعين واحد كما يطالب بعض الكتبة وعين بعد ذلك من هو أقل درجات ماذا سيكون موقف الكاتب؟!! ولن أعلق أكثر من ذلك، ولقد عملت في الخدمة المدنية منذ عام 1984 ميلادية حتى 1989 حينما كانت ديوانا، ويشهد الله إني رأيت نزاهة ما بعدها نزاهة في التوظيف، وحتى نحن حينما كنا موظفين كنا لا نعلم نتائج المسابقة حتى تعلن!! ومن المعروف أن وزارة الخدمة تعلن قواعد على ضوئها يتم التوظيف، منها: مجموع درجات المتقدم للوظيفة، الخدمة التي لديه، التدريب. وعلى ضوء النقاط يرشح للوظيفة ترشيحا لا خلل فيه أو محاباة أو واسطة.

وللحق فنحن كمراقبين سعيدون بهذا التنظيم الجيد في الوزارة، ودلالة أن لا توسط أن ينجح أربعة من عائلة واحدة بعيدة عن الرياض. ولو كان الأمر بـ«الكوتة» لما لعب عيال عطيف في نادي الشباب (ناد سعودي في الدرجة الممتازة يلعب له أربعة أشقاء هم علي وأحمد وعبده وصقر عطيف) والكتبة يريدون الكوتة لنفقد المواهب الباقية.

تدرون لماذا كتبت عن هذا الموضوع لأنه النعش الأخيرة في حفظ المجتمع، لأن الشاب إذا شعر أنه مستحق وتقدم عليه غيره ممن لا يستحق فسيتجه لطريقين؛ إما العمل السري الخطير أو إحداث الفوضى عبر السرقة والشغب وتخريب المنشآت الاقتصادية ليضيع الأمن؛ المظلة الحقيقية لقيام أي اقتصاد، فعدم العدالة في التوظيف سيجعل الشاب يقوم بالتخريب بضمير مرتاح لأنه حاول أن يكون مواطنا صالحا يبحث عن وظيفة ولكن الواسطة حرمته مما يجعله يحقد على المجتمع وينتقم منه بضمير مرتاح يجد مبرراته.

وللحق فإن الوظائف العادية تخضع لقواعد صارمة غير قابلة للواسطة ولكن يجب إعادة النظر في الوظائف المستثناة التي كانت تخدم حقبة معينة ولكنها الآن لا تخدم سوى الواسطة، لذلك يجب دراسة وضعها من جديد لا سيما مع كثرة الخريجين وأظن أن الوزارة قادرة على إعادة الدراسة ورفع التوصيات. ودمتم.

* كاتب اقتصادي