«بي بي»: مسؤولية كارثة التسرب النفطي في خليج المكسيك تقع على عدة جهات

القائمة تتضمن «ترانس أوشن» و«هاليبرتون» لمساهمتهما في العمل على البئر

TT

أصدرت شركة النفط البريطانية العملاقة «بريتش بتروليوم» (بي بي)، أمس، تقريرا حول حادث التسرب النفطي الضخم في خليج المكسيك الذي أدى إلى أسوأ كارثة بيئية بحرية في تاريخ الولايات المتحدة.

وقالت الشركة إنه لم يكن هناك عامل واحد وراء الحادث، ولكن القرارات التي «اتخذتها الشركات وأطقم العمل المتعددة» كانت مسؤولة عن كارثة خليج المكسيك. وقال بوب دودلي، الرئيس التنفيذي المعين لشركة «بريتش بتروليوم»: «قلنا منذ البداية إن الانفجار، كان مسؤولية مشتركة لعدد من الجهات». من المقرر أن يتولى دودلي منصبه الجديد الشهر المقبل.

بينما قال كارل هنريك سفانبيرغ، رئيس مجلس إدارة «بي بي» إن فريق التحقيقات اقترح 25 توصية بهدف منع تكرار هذه الكارثة. وتواجه «بي بي» تعويضات تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات للمتضررين من التسرب النفطي الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة.

وأظهر التحقيق الداخلي الذي أجرته الشركة بشأن التسرب النفطي وجود سلسلة من «الأعطال الميكانيكية» و«التقديرات البشرية» أدت إلى انفجار المنصة «ديب هواريزون» في 20 أبريل (نيسان) الماضي، مما أدى إلى مقتل 11 شخصا وتسرب كميات هائلة من النفط إلى مياه الخليج.

وذكر التقرير أن «بي بي» وشركات أخرى مشاركة في العملية «قبلت بصورة خاطئة» نتائج اختبارات الضغط السلبية التي سبقت انفجار المنصة.

كما ارتكبت أخطاء في استخدام الإسمنت لسد البئر النفطية المنفجرة. وذكر التقرير أنه كان من المفترض أن «مانع الانفجار» سيعمل بشكل آلي لسد البئر بعد انفجار المنصة.

ولكن هذا الجهاز لم يعمل بالصورة المناسبة لأن أحد مكوناته الأساسية لم يكن يعمل.

وقال الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته، توني هيوارد، إنه من الواضح تماما أن سلسلة أحداث معقدة هي التي أدت إلى المأساة، وليس خطأ أو خللا واحدا.

وتضم قائمة الشركات التي تتحمل مسؤولية الكارثة «بي بي» و«هاليبرتون» و«ترانس أوشن».

واستطاعت «بي بي» أن توقف التسرب يوم 15 يونيو (حزيران) الماضي، بينما تعمل الشركة على إغلاقه تماما خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وأشارت عملاقة النفط البريطانية في التقرير المكون من 193 صفحة الذي نشرته على موقعها على الإنترنت، أن القرارات التي أخذت من عدة جهات وعدة شركات مختلفة ساعدت على وقوع الحادث. وحدد رئيس الأمن الصناعي لـ«بي بي»، مارك بلي، في التقرير، 8 أسباب رئيسية أدت إلى الانفجار كان منها اختبار الأمان الذي شاركت فيه كل من «بي بي» و«ترانس أوشن»، وفهم بشكل خاطئ. وأشار أن عمال «ترانس أوشن» فشلوا لمدة 40 دقيقة في التعامل مع المرتجعات الكربونية في البئر التي أدت إلى الانفجار.

بينما انتقدت أيضا «بي بي» مانع الانفجار والإسمنت الذي وضع حول البئر، وهو العمل الذي قامت به شركة «هاليبرتون» الأميركية.

وتم انتشال مانع الانفجار من قاع خليج المكسيك الذي كان يتم الحفر فيه (ديب ووتر هورايزن)، وتم نقله إلى وحدة تابعة لوكالة أبحاث الفضاء «ناسا» في نيو أورليانز ليتم استبداله أمام العدالة الأميركية وفحصه يوم السبت الماضي. ولم تعلق كل من «ترانس أوشن» أو «هاليبرتون» على تقرير أمس. وارتفعت أسهم «بي بي» بعد أن نشر التقرير أمس في التعاملات الصباحية.

وقالت «بي بي» إن إجمالي التكلفة التي تكبدتها «بي بي» إلى الآن وصلت إلى ما يقارب 8 مليارات دولار، بالإضافة إلى 399 مليونا في هيئة تعويضات لأشخاص.