طرائف إعلانية

علي المزيد

TT

في أحيان كثيرة تلمح عيني أو تسمع أذني إعلانات طريفة أو غريبة، وفي رمضان الذي غادرنا، الخميس الماضي، لمحت عيني إعلانا ذكيا لأحد المخابز في مدينة الرياض العاصمة السعودية، يقول الإعلان المكتوب: «يوجد لدينا فطائر خالية من المواد الحافظة»، ذهبت لعامل المخبز وسألته كيف تكون الفطائر خالية من المواد الحافظة؟ العامل كان ذكيا وقال: «لا أعرف فنحن نأتي بها من محل آخر ونبيعها فقط»!! لم يجب عامل المخبز لأن الدقيق يأتي من الصوامع والغلال السعودية خاليا من المواد الحافظة، وقد رأى صاحب المخبز أن بعض الفطائر تباع بعد تغليفها وبها مواد حافظة وبتاريخ صلاحية يمتد إلى شهر استفاد من ذلك ليعلن إعلانه الذكي عن خلو فطائره من المواد الحافظة.

وفي إحدى المرات رأيت إعلانا عن الألبان يقول: «من يجد في عبوة ألباننا بودرة فله مليون ريال» طبعا لن يجد في عبوة اللبن بودرة لأن فائض اللبن يباع من هذه المزرعة لمزارع أخرى فلذلك لن يستخدموا البودرة في تصنيع لبنهم.

وأذكر حينما كنت يافعا كان في سوق السدرة (سوق وسط العاصمة السعودية الرياض أصبحت منطقتها تدعى منطقة قصر الحكم)، كان هناك شاب اشترى كرتونة من حلاوة التوفي وحاول بيعها، لكنه لم يستطع أن يصرف حلاوته وقت الصباح وكانت أسواق المدينة تغلق وقت الظهيرة وتفتح وقت العصر وفي العصر حضر الشاب وبدأ يسوق لحلاوته وافتتح نداءه بـ«حلاوة التوفي.. مغذية.. مفيدة.. ألين من الرطب.. وأحلى من العسل»، وما هي إلا فترة محدودة حتى صرف كرتونة كاملة، واشترى غيرها وأصبح يبيع كل يوم عددا لا بأس به ويقبض مكسبه، والسبب إعلانه لسلعته عن حلاوة التوفي التي أصبحت ألين من الرطب، وأحلى من العسل.

ومن غرائب الإعلانات ما اكتشفه زميلنا صالح الزيد مدير تحرير صحيفة «الرياض» قبل بضع سنوات، حينما اكتشف إعلانا عن إحرامات الحج والعمرة ومن يرتد هذه الإحرامات يرتد ملابس داخلية، والمحرم لا يلبس ملابس داخلية، وهذا جهل معلوماتي خطير في طريقة استخدام المعلن عنه، لذلك كان يجب الاستعانة بخبراء السوق. نحن في العيد والمادة الخفيفة عيدية جميلة لقرائي الكرام، ودمتم.

* كاتب اقتصادي