«أرامكو» السعودية تحول أنظارها إلى الغاز الصخري والتنقيب البحري

يدعمها برنامج استثماري قيمته 130 مليار دولار

TT

أشارت شركة «أرامكو» السعودية إلى توجهات توسعية جديدة تشمل إنتاج الغاز، بما في ذلك الإنتاج «غير التقليدي»، مثل الغاز الحجري؛ علاوة على النفط البحري، بما في ذلك التنقيب داخل المياه العميقة؛ وإنتاج أكبر يشمل التكرير والبتروكيماويات.

وتأخذ هذه الاستراتيجية، التي يدعمها برنامج استثماري قيمته 130 مليار دولار، الشركة إلى مرحلة جديدة في إطار تطورها.

وجاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو» السعودية، خالد الفالح، في تصريحات لصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، قائلا: «سيغير ذلك من محفظة (أرامكو) السعودية بصورة مهمة، سواء من حيث الحجم أو التعقيد أو النطاق».

ويحظى مهندسو الشركة منذ وقت طويل بسمعة كبيرة، ولكن داخل مجال محدد بصورة إدارة حقول المملكة البرية.

ولدى السعودية 4 ملايين برميل يوميا من الإنتاج النفطي غير المستخدم، في إطار التزامها بالحدود التي وضعتها منظمة الأوبك، وذلك بسبب ضعف الطلب العالمي خلال الركود الاقتصادي.

وفي الوقت الذي يتعافى فيه الاقتصاد العالمي، وبينما تطلب الأسواق الناشئة المزيد من النفط، سوف يتم استخدام هذا النفط غير المستخدم. وسيعتمد المستهلكون على السعودية لاستيراد المزيد من النفط، في الوقت الذي يصبح فيه الإنتاج أكثر صعوبة، ويتزايد الطلب الداخلي بصورة قوية. ولهذا السبب، وعلى الرغم من أن إنتاج «أرامكو» السعودية من الغاز سوف يستهدف السوق المحلية، فسيكون لذلك أثره في الأسواق العالمية.

وقد كان لـ«أرامكو» السعودية بعض النجاح مع الغاز التقليدي، وأضافت 45 تريليون قدم مربع إلى الاحتياطي لديها خلال الأعوام الخمسة الماضية. وسوف يضيف مصنعا غاز جديدان داخل «واسط» و«كاران» 4.3 مليار قدم مربع في اليوم، أي نحو 50 في المائة من إنتاج الشركة.

ولكن، سيكون عليها النظر إلى أول عملية استكشاف لها في المياه العميقة، بالتنقيب داخل البحر الأحمر المقرر البدء فيها عام 2012. وسوف تبحث أيضا عن موارد غير تقليدية، ومن بينها الغاز الصخري، الموجود داخل صخور لا يمكن أن يتدفق منها بسهولة، والغاز الحامضي الذي توجد فيه معدلات مرتفعة من كبريتيد الهيدروجين. ولمواجهة هذه التحديات، دشنت «أرامكو» السعودية برنامجا تدريبيا يرعى 1500 طالب داخل جامعات أجنبية.

وعلى الرغم من أن الشركات الأجنبية لا تزال بعيدة عن مجال إنتاج النفط داخل السعودية، ولن تشارك حتى في عمليات التنقيب داخل المياه العميقة، فإننا نجد أن «أرامكو» السعودية متحمسة للدخول في شراكات مع مجموعات دولية فيما يتعلق بتكرير البتروكيماويات، وستشكل شراكة مع «سينوبك» الصينية و«سوميتومو» اليابانية و«دو» و«إكسون موبيل» الأميركية و«رويال دويتش شيل» و«توتال»، من أوروبا. ويقول الفالح: «بغض النظر عن قدرتنا وكفاءتنا، فلا يمكن أن نتولى أجندة طموحة عالميا بمفردنا، وعلينا العمل مع آخرين ونحن منفتحون في القيام بذلك».

واستشهد بعملية الاستكشاف «الواعدة جدا» لحقل كيدان في الربع الخالي مع «شيل»، حيث من المتوقع أن يعلن خلال ما بين ستة إلى تسعة أشهر عن اتفاق بشأن تقدم أكبر.