تدوير ياباني

علي المزيد

TT

ذهب ابني عبد الملك إلى استراليا صيفا، لدراسة اللغة هناك، التحق بمدرسة للغة، والتقى عددا من الشبان من مختلف الجنسيات، منهم الشاب الياباني «مكوتو»، حينما اقترب انتهاء كورس اللغة أهدى مكوتو ابني مجلة أطفال يابانية شهيرة وقال: إنها مجلتي المفضلة، وهي رخيصة الثمن.

ما يلفت الانتباه في هذه المجلة أنها دسمة ومصنوعة من «الورق المعاد تدويره»!؟ في عالمنا العربي نعاني من أمية في القراءة على مستوى جميع أفراد المجتمع وإذا أتينا إلى الطفل فستكون المعاناة أكثر، لأن الكتاب المخصص للطفل غالي الثمن كما أنه جهد فردي تشوبه النواقص باستثناءات بسيطة مثل مجلة «باسم»، وقد عملت محكما للبرامج الاقتصادية وبرامج الطفل في مهرجان الخليج الذي شاركت فيه جميع الدول العربية، وشاهدت نقصا ملحوظا في الإعداد إذ إنه يعتمد على أشخاص لا على فرق عمل مما يجعل فيه نقصا ملحوظا في المعلومات أو القيم التربوية.

فلو استفدنا من التجربة اليابانية واستخدمنا الورق المعاد تدويره لحصلنا على كتب رخيصة موجهة للطفل أو حتى الكتب الجامعية فحينما نوفر طبعة اقتصادية ورخيصة فإن ذلك يعني انتشار الكتاب.

ونحن في السعودية سنشهد انتشار شبكة قطارات مما يعني ساعات من الانتظار التي يجب القضاء عليها، فبدلا من التحدث مع الجالسين حولنا أتمنى أن تتبنى مراكز التفكير!؟ في المجتمع بل دعني أقول في الجامعات على الأقل - فأنا لا أعرف إن كانت هناك مراكز تفكير في عالمنا العربي أم لا - إذن فلتتبن الجامعات والمكتبات العامة توفير كتاب على ورق معاد التدوير لطبعه طبعة شعبية لنقضي على أمية القراءة ولننشر ثقافة القراءة بدلا من ثقافة التحدث.

فالوضع الاقتصادي في العالم العربي لا يساعد على اقتناء طبعات فاخرة وغالية الثمن فلو اهتممنا عبر مؤسسات المجتمع بدراسة هذا المشروع وتوافرت جهود عربية عبر الجامعة العربية فلربما وفرنا طبعات اقتصادية ونشرنا الثقافة وسجلنا للجامعة نجاحا يمسح إخفاقاتها السياسية.. ودمتم.

* كاتب اقتصادي