تقرير اقتصادي يحذر من اليورو والتباطؤ الأميركي ويصف نمو الأسواق الناشئة بـ«الجيد نوعا ما»

قال إن الإنتاج الصناعي ما زال موضع شك في أميركا وتوقع ارتفاع أسعار النفط

TT

دعا مسؤول مرموق في بنك الإمارات دبي الوطني، أكبر بنك في المنطقة من حيث الموجودات، إلى الاستمرار في توخي الحذر حيال اليورو وأسواق السندات المحيطة بمنطقة اليورو؛ وتدفقات رؤوس الأموال، محذرا من أن الأسواق العالمية تسودها حالة من عدم الرضا بخصوص الاستثمار لجهة تدفقات رؤوس الأموال، معتبرا أنه في وقت يستمر فيه القلق، حيال النمو في الأسواق المتقدمة الرئيسية، يستمر نمو الأسواق الناشئة وأداء الأصول فيها بصورة جيدة نوعا ما، لتسهم في الإضاءة على تراجع النمو في البلدان الصناعية السبع الكبرى.

وفي تقرير اقتصادي أعده غاري دوغان، الرئيس الأول للاستثمارات في الخدمات المصرفية الخاصة بالبنك، قال إن بيانات الأسبوع الماضي في أوروبا أظهرت أن ألمانيا تعاني من تباطؤ في النمو بعد مستوياته القوية السابقة، فضلا عن مخاوف جديدة من وصول أطراف أوروبا إلى أبواب تصعيد آخر، فيما ارتفعت عائدات السندات في البرتغال وآيرلندا مجددا إلى مستويات الذروة، فيما بدا المستثمرون باللجوء إلى التخلص من ديون أطراف أوروبا خلال أشهر الصيف.

ويشير التقرير إلى أن البنك المركزي الأوروبي «كما يبدو» سيعاود تقديم الدعم قريبا، كما يبدو الاقتصاد البرتغالي بصورة خاصة، وكأنه يعاني من مشكلات راهنة مع بعض العثرات في إقرار التحسينات المالية المطلوبة، وإعادة تقوية معايير الإقراض المصرفي، الأمر الذي يسهم في تراجع الأداء الاقتصادي إلى حد ما.

وتوقع التقرير أن يشهد الصناعيون في مجموعة البلدان الصناعية السبع الكبرى فترات من الازدهار والكساد، نظرا لصعوبة تحديد المستوى الطبيعي لنمو الطلب. أما بالنسبة للمستهلك المثقل بالديون، الذي يواجه ارتفاعا ضريبيا، فهو يسعى جهده لفهم كيفية إدارة الإنفاق في المستقبل، لا سيما فيما يتعلق بالأشياء ذات القيمة العالية، مثل السكن. وبدوره، فإن المستثمر تساوره الشكوك، بشأن النمو على المدى الطويل، فمع تقلب الأسواق والحذر العام حيال الأسهم، فإنه يبدو تحديد القيمة العادلة لأي أصول بعينها أمرا صعبا للغاية.

وفيما يتعلق بالولايات المتحدة الأميركية يتحدث التقرير عن عدد كبير من البيانات الاقتصادية الصادرة في الولايات المتحدة هذا الأسبوع من شأنها أن تسلط الضوء على طبيعة وقوة التباطؤ الحالي؛ متوقعا أن تحقق مبيعات التجزئة الأساسية زيادة متواضعة بعد الضعف الذي شهدته مؤخرا.

ووفقا للمسؤول في البنك فإن تقلب استطلاعات الثقة الصناعية الأخيرة يوحي بأن نمو الإنتاج الصناعي في شهر أغسطس (آب) ما زال موضع شك عميق. وسيكون عنصر استثمار رأس المال في الإنتاج الصناعي معيارا مهما لمدى استمرار الشركات في الاستثمار بمجالات أعمالها. مشيرا إلى أن نمو الإنفاق الرأسمالي في الولايات المتحدة جاء متقلبا تماما في الآونة الأخيرة، ليفرض المزيد من الحذر بين الشركات.

وعلى الرغم من الصورة غير المتفائلة التي يرسمها التقرير لمستقبل الاقتصاد العالمي في المدى القصير، فإن المسؤول في البنك يعبر عن دهشته من استمرار وجود فرصة كبيرة للنمو، من خلال ما يظهره تقرير صدر مؤخرا عن شركة «آي آي إف إل» (IIFL) في سنغافورة حول النمو المستقبلي لشبكة الخطوط الحديدية عالية السرعة في الصين، «فقد شهدت الصين تشغيل أول سكة من هذا الطراز في عام 2003، ومن المتوقع أن يصل طول هذه الشبكة بحلول عام 2014 إلى 28000 كيلومتر، وهو ما يصل إلى ضعفي طول الشبكات المماثلة في بقية دول العالم مجتمعة.

ويتوقف دوغان في تقريره عند أسعار النفط، التي تبدو «مرشحة لمعاودة الارتفاع مجددا بعد تعرضها للضغوط خلال الأشهر الأخيرة؛ فالتسرب الخطير في أحد خطوط الأنابيب الرئيسية في الولايات المتحدة، سيؤدي لتعطل الإمدادات؛ وقد تشهد أسعار النفط ارتفاعا قصير الأمد. ومع ذلك، فقد تحد المخزونات الكبيرة للنفط الخام والمنتجات النفطية من ارتفاع الأسعار».