السعودية: عقد بقيمة 488 مليون دولار لتوفير الطاقة لقطار الحرمين السريع

تضمن إزاحة الخطوط الكهربائية التي تعترض طريق المشروع في الفترة الحالية

رسم تخيلي لمحطة لقطار الحرمين السريع («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، أمس، عن توقيع عقد بقيمة 1.83 مليار ريال (488 مليون دولار) لتوفير الطاقة الكهربائية لتشغيل قطار الحرمين، وذلك مع الشركة السعودية للكهرباء، والتي تتضمن إنشاء 6 محطات توليد.

ووقع العقد كل من الدكتور إبراهيم العسّاف، وزير المالية ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة «الجهة الممولة للمشروع»، والدكتور جبارة الصريصري، وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية.

وبموجب العقد ستقوم الشركة الموحدة للكهرباء بإنشاء 6 محطات توليد للطاقة الكهربائية، وتشغيلها وصيانتها، وربطها بخطوط نقل لتغذية الخط الحديدي ومحطات القطار، بحيث تكون مستقلة ومخصصة فقط لقطار الحرمين السريع، على أن تنتهي جميع المشاريع الكهربائية الخاصة بالمشروع قبل نهاية عام 2012.

يذكر أن العقد الذي تم الإفصاح عنه، أمس، يقع ضمن عقود المرحلة الثانية من المشروع الذي يربط المدينتين المقدستين «مكة المكرمة» و«المدينة المنورة»، بمدينتي جدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية بمحافظة رابغ، بخط حديدي مكهرب وسريع بطول 570 كيلومترا، وبسرعة تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة.

في حين أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن العقد نص على تعديل مسارات خطوط الكهرباء القائمة، التي كانت تعترض مسار مشروع القطار وثار حولها جدل في الفترة الماضية، وهو ما يعني مصالحة بين المؤسسة وشركة الكهرباء حول تعارض مشاريعهما في بعض المواقع التي يمر بها قطار الحرمين، حيث أشير إلى تعديلات في مسار المشروع بسبب ذلك، إلا أن العقد الأخير يضمن سير المشروع كما خطط له بينما ستعمل شركة الكهرباء على تعديل مسار خطوط نقل الطاقة الكهربائية التي كانت سبب الخلاف في الفترة الماضية.

من جانب آخر، علمت «الشرق الأوسط» أن ترسية المرحلة الثانية من المشروع ذاته التي يتنافس عليها ائتلافان فقط، والمتعلقة بتشييد الخط الحديدي وإنشاء نظام الإشارات والاتصالات وتوريد القطارات والمعدات والصيانة لمدة 12 عاما، ستتم في غضون الشهرين المقبلين، بعد أن كان مقررا لها أن تتم في نهاية الشهر الحالي بعد العودة من إجازة العيد، وعلقت المصادر ذاتها على أن التأخير جرى لأمور فنية بحتة ولن يؤثر على ترسية المشروع، أو مدة تنفيذه.

وقال الدكتور جبارة الصريصري في بيان بثته المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أمس، إن العقد يهدف إلى إيصال الخدمة الكهربائية إلى محطات تغذية المشروع بطاقة إجمالية مقدرة بـ(600) ميغا فولت أمبير، إضافة إلى توفير الطاقة اللازمة لتشغيل محطة الركاب بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومحطة المدينة المنورة وبناء 6 محطات مركزية وربطها بشبكة الكهرباء لتغذية أحمال المشروع ومحطات الركاب.

وأكد وزير النقل أن وزارته تركز اهتمامها في الفترة الحالية على إنجاز جميع الخطوات المطلوبة لتنفيذ مشروع قطار الحرمين السريع بأسرع وقت ممكن حسب توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

من جهته، أوضح المهندس عبد العزيز الحقيل، الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، أن نطاق الاتفاقية المبرمة مع الشركة السعودية للكهرباء يشمل إنشاء 6 محطات مركزية من النوع الداخلي المعزول بجهد 380 كيلوفولتا في المواقع المقترحة لمحطات تغذية مشروع قطار الحرمين، وأن تحوي كل محطة 12 قاطعا للتيار الكهربائي وعدادات قياس استهلاك الطاقة، ونظام تسجيل معامل القدرة والأحمال، وأجهزة لحماية الاتصالات ونقل المعلومات والمراقبة والتحكم عن بعد.

كما تشمل الاتفاقية إنشاء خطوط هوائية بجهد 380 كيلوفولتا مزدوجة الدائرة بطول إجمالي تقريبي 245 كيلومترا لربط المحطات المقترحة بالشبكة، وإزاحة أبراج الخطوط الهوائية المتعارضة مع مسار القطار، وتركيب معدتي تعويض القدرة غير الفاعلة الديناميكية في المحطتين الأولى والسادسة، بالإضافة إلى توفير العمالة المطلوبة للإشراف على التنفيذ ومراجعة التصاميم الهندسية وعمل الاختبارات التشغيلية والرفوعات المساحية لأجزاء المشروع.

ويتضمن أيضا توفير الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل محطة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وتحويل مسار الخط الهوائي المقابل لمحطة الركاب بالمدينة المنورة، وأبان الرئيس العام أن الاتفاقية نصت على أن تنتهي جميع الأعمال والخدمات وإكمال مرافق نقل الكهرباء لمنطقة المشروع مع ضمان أن تكون إمدادات الطاقة متاحة في المواقع المختلفة في نهاية عام 2012.

يذكر أن الحكومة السعودية وقعت في شهر فبراير (شباط) من عام 2009، عقدا مع ائتلاف الراجحي لتنفيذ الأعمال المدنية للمشروع بقيمة 6.7 مليار ريال (1.8 مليار دولار)، وبدأ التنفيذ باتجاهين: الأول من المدينة المنورة باتجاه جدة، والآخر من جدة باتجاه المدينة المنورة، أعقبها التوقيع على عقد بقيمة 360 مليون ريال (96 مليون دولار) مع شركة دار الهندسة للتصميم والاستشارات الفنية (شاعر ومشاركوه) بالتضامن مع شركة «جيتنسا» الإسبانية لتتولى مسؤولية الإشراف على تنفيذ المشروع، كما تم في وقت لاحق توقيع عقد آخر مع شركة «فوستر» وشركائها لإعداد التصاميم الهندسية لمحطات الركاب بقيمة 142 مليون ريال (37.8 مليون دولار)، ويهدف إلى إعداد التصاميم الهندسية لأربع محطات تتوزع في وسط مدينة جدة من مكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى محطة تخدم مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الاقتصادية في رابغ، إضافة إلى توقيع عقد بقيمة 89.8 مليون ريال (23.9 مليون دولار) مع شركة «سكوت ولسن» تتولى بموجبه إدارة مشروع قطار الحرمين السريع.