«بلوك باستر» تتقدم بطلب إشهار إفلاسها

عملاقة تأجير أفلام الفيديو المتعثرة تطمح إلى شطب الجزء الأكبر من ديونها

«بلوك باستر» المتعثرة تمكنت خلال السنوات الـ25 الماضية من الهيمنة على سوق تأجير الأفلام («نيويورك تايمز»)
TT

تقدمت شركة «بلوك باستر»، عملاقة تأجير أفلام الفيديو المتعثرة، أول من أمس بطلب حمايتها من مخاطر الإفلاس في مسعى للتخلص من ديونها المرهقة وإعادة تهيئة نفسها لمنافسة منافسيها غير المثقلين بالديون.

وقالت الشركة في الالتماس، الذي قدمته إلى محكمة الإفلاس الفيدرالية بمانهاتن، إن هذا الطلب الذي طال انتظاره سيؤدي إلى شطب الجزء الأكبر من ديونها البالغة نحو مليار دولار، وسيتم تسليم حصة ضخمة من الأسهم إلى كبار حملة السندات بقيادة المستثمر كارل سي ايكان، وسيتم شطب صغار حملة السندات.

وقالت الشركة إنها تتوقع أن يستمر عملها اليومي من دون انقطاع، ولكنها تخطط لإغلاق عدد كبير من منافذها كجزء من عملية إعادة الهيكلة والتنظيم.

وفي خلال السنوات الـ25 الماضية، تمكنت شركة «بلوك باستر» من الهيمنة على سوق تأجير الأفلام، لكنها سقطت إلى هوة مؤخرا بسبب تحول عملائها إلى بدائل أخرى.

وتعتبر شركة «نتفليكس» من أكثر المنافسين الناجحين لشركة «بلوك باستر». وتسمح شركة «نتفليكس» للمشتركين فيها بالحصول على الأفلام عن طريق البريد الإلكتروني أو مشاهدتها عبر الإنترنت. وقد ارتفع سعر سهم «نتفليكس» يوم الخميس إلى مستوى قياسي حيث بلغ 160.47 دولار للسهم مقابل 163.72 دولار، بزيادة قدرها 2.26%.

كما أن شركة «كوين ستارز ريدبوكس»، التي لديها منافذ بيع صغيرة في المتاجر الكبرى، تعتبر منافسا قويا في سوق تأجير الأفلام. ومن بين المنافسين الصاعدين الجدد في هذه السوق شركة «أبل»، التي تقوم خدمة «آي تيونز» الخاصة بها ببيع وتأجير الأفلام والبرامج التلفزيونية، ومحطات الكابل التي لديها بخدمة توفير الأفلام عند الطلب.

وتحاول شركة «بلوك باستر» التوسع في عروضها المقدمة من خلال البريد الإلكتروني والإنترنت. وبدأت الشركة في العام الماضي، في إقامة منافذ توزيع لها، أطلقت عليها اسم «بلوك باستر أكسبريس»، وذلك من خلال شراكة مع شركة «إن سي أر كوربورشن».

ولكن الشركة لا تزال تعتمد اعتمادا كبيرا على منافذها التي تزيد على 3300 داخل الولايات المتحدة، والتي تحقق هامش إيرادات أعلى ولكنها شهدت مؤخرا انخفاضا حادا في عملها.

وقال إدوارد وو، وهو محلل بشركة «بودبوش مورغان» للأوراق المالية بمدينة لوس أنجليس أول من أمس الخميس: «إنها ستكون نموذجا صغيرا جدا من وضعها الحالي».

وقد تقدم أحد المنافسين الأصغر لشركة «بلوك باستر»، وهي شركة «موفي غاليري»، بطلب إشهار إفلاسها في فبراير (شباط)، على أمل إعادة تنظيم نفسها - لكنها عادت بعد ذلك لتعلن أنه تصفية عملها.

وقد بدأت شركة «بلوك باستر» هذا العام حوارا مع كبار حملة الأسهم حول إعادة تنظيم ديونها في محاولة لتجنب الوقوع تحت طائلة البند رقم 11 من القانون. وقد كتب جيفرى ستيغنغا، كبير مسؤولي عملية إعادة الهيكلة في الشركة، في التماس إلى المحكمة أن الشركة دخلت في محادثات مع اثنتين من الشركات ذات الأهمية الاستراتيجية حول ضخ محتمل لاستثمارات جديدة في الشركة، ولكن تم وقف هذه المحادثات بعد أن بات من الواضح أن أي اتفاق لن ينجح في شطب قدر كاف من الديون.

وقد تم وقف التعامل على أسهم شركة «بلوك باستر» في بورصة نيويورك للأوراق المالية هذا الصيف وتم نقل تعاملاتها إلى السوق غير الرسمية.

وقد وافق كبار مقرضي الشركة على إقراضها 125 مليون دولار خلال فترة الإفلاس لتمكينها من مواصلة عملها.

وتقول الشركة إنها لا تزال تتمتع ببعض المزايا على منافسيها، بما في ذلك قيامها بتأجير العديد من الأفلام بمجرد صدوها في حين أن منافسيها يتعين عليهم الانتظار 28 يوما. وقد حصلت على دعم من استوديوهات السينما الرئيسية مثل شركة «توينتث سينشري فوكس»، وهي أيضا واحدة من أكبر الدائنين التجاريين لها حيث أقرضتها 21.6 مليون دولار.

وقال سايمون سوارت، وهو نائب الرئيس التنفيذي شركة «توينتث سينشري فوكس» للترفيه المنزلي، في بيان أصدره: «علاقتنا طويلة الأمد مع شركة (بلوك باستر) تتميز بتبادل المنفعة والربحية وستستمر على هذا النحو».

* ساهم في هذا التقرير سايروس ساناتي.

* خدمة «نيويورك تايمز»