ابن معمر لـ«الشرق الأوسط»: سنعيد رسم خريطة الاستثمار في الطائف بشكل سياحي

بندر بن معمر
TT

دعا مستثمر سعودي في الطائف (جنوب غربي السعودية) المستثمرين في بلاده ودول الخليج إلى الاستثمار في المحافظة، التي تعتبر العاصمة الصيفية في المملكة، وذلك بحكم ما وصفه بتوافر الفرص الاستثمارية الملائمة، وامتلاكها للمناخ الاستثماري المطمئن، كاشفا عن أن حجم الاستثمار يقدر بنحو 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، الأمر الذي اعتبره مشجعا، ومن شأنه أن يكفل عائدات اقتصادية قيمة. وبين بندر بن معمر، العضو المنتدب لشركة «الطائف للسياحة والاستثمار»، في حوار مع «الشرق الأوسط» أن الطائف مدينة واعدة يشكل فيها الاستثمار السياحي نواة تحرك لدعم الاقتصاد المحلي، ومعولا مهما يخلق آلاف الفرص الوظيفية في قطاع السياحة والفندقة.

يأتي ذلك في وقت سيضع اليوم الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة حجر الأساس لمشاريع للشركة في محافظة الطائف بحجم يصل إلى 150 مليون ريال (40 مليون دولار). وهنا كشف ابن معمر عن أن هذه المشاريع سترفع استثمارات شركته في الطائف إلى نحو 500 مليون ريال (134 مليون دولار). إلى تفاصيل الحوار:

* تنوون الشروع في إيجاد مساكن للطبقات المرفهة مجتمعيا في منطقة الهدا، ترى لماذا استهدفتهم هذه الشريحة، ولماذا اخترتم المشاريع الإسكانية كباكورة لمشاريعكم المقبلة؟

- نقوم بتوفير الخدمات الإسكانية بشكل راق، ونسعى جاهدين نحو إعادة شريحة من علياء القوم كانت قد تغيبت عن منطقة الهدا، بعد أن اعتادت على ديمومة التوافد إلى العاصمة الصيفية، وتغيبت بسبب مباشر بسبب عدم توافر الفرص الفندقية والمجاميع الإسكانية الراقية، وانطلقت استراتيجية شركة «الطائف للاستثمار والسياحة» نحو خلق استثمارات سياحية تراعي رغبات القادمين والسائحين على اختلاف أنماطهم ومشاربهم، وطبقاتهم الاقتصادية، واستنتجنا من خلال دراسات استطلاعية واستشرافية حاجة السوق لتوفير تلك الأنماط السكنية، وتجلى لدنيا من خلال رصد ميداني الحاجة الماسة لاستيعاب متطلبات الأسرة الخليجية، التي ما فتئت تبحث عن مساكن مرفهة، يشعر فيها الخليجي برفاهية المسكن، واستيفاء كافة الضروريات اللازمة لاستمرارية قدومه.

* ألا ترون أن تحويل بوصلتكم لمشاريع الاستراحات الـ5 التي أعلنتم عنها في جنبات طريق الهدا - الكر، سيربك الحركة المرورية، وقد تكون المواقع المزمع عملها أتت على حساب السلامة الأمنية للمركبات وعلى حساب استثمارات تحتمل المخاطرة؟

- من خلال الرصد الإلكتروني المقنن، اتضح لنا أن أكثر من مليون مركبة تقوم بشكل شهري بعبور منطقة الهدا - الكر، وهذه النسبة تحمل مضامين اقتصادية محفزة، إذ تنضوي من خلالها الحاجة لخلق مشاريع ذات قيمة اقتصادية فاعلة، يعود ريعها للمساهمين بشكل عاجل، ونحن لا نعمل بمعزل عن الشركاء الحكوميين من وزارة النقل والإدارة العامة للمرور، والهيئة العامة للسياحة والآثار، وقد قررنا الخوض في هذا الاستثمار بعد مخاض عسير من ورش العمل واللجان المشتركة بمباركة الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، وخياراتنا ما زالت مطروحة في هذا الإطار، وقد استفدنا من تجربة مدينة جدة، سياحيا واقتصاديا، فهي مدينة تمتلك كل الخيارات، وبها جميع المتنفسات الترفيهية والمطاعم.

* إلى أي مدى ترون في الطائف بيئة محفزة للاستثمار، وهل شكلت بعدا جاذبا اقتصاديا؟

- مدينة الطائف واعدة اقتصاديا، وتمتلك فرصا استثمارية وافرة، وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك، أن الاستثمار فيها هو قرار صائب ونافذ، ويمكن أن يحقق ريعه الاقتصادي في سنوات قلائل متى ما عملت الدراسات الاستراتيجية، ويجب الوضع في الحسبان، أنها المدينة الأقرب لمكة المكرمة، التي يقصدها ملايين المسلمين، وتعتبر بوابة لمكة ترتبط فيها بخطين استراتيجيين، وبلغة الأرقام، فإن الطائف تمتلك الحافز والقابلية نحو تحريك دفة الاستثمار، وتعاقدنا في استثماراتنا مع «غلوبال سنتشري» وهي شركة عالمية في مجال الاستشارات والاستثمارات ونعمل معها بشكل متواصل يضمن لنا النجاح بعد توفيق الله.

* في ظل أزمات المقاولين في السعودية، ما هي الخطوات التي اتخذتموها للحيلولة دون تعثر تلك المشاريع؟

- الشركات التي ستقوم بتنفيذ المشاريع ستخضع للتصنيفات التي ستسنها شركة «الطائف للاستثمار والسياحة»، ومن شأنها أن تضع شروطها نحو الجودة، على الرغم من معاناة قطاع المقاولين في السعودية، وخذ على سبيل المثال المشروع الذي ننتهجه نحو إعادة قرية الكر، تعاقدنا مع شركة ستنفذ المشروع بمواصفات عالمية بعد أن رأينا بأم عيننا النماذج العالمية الفريدة التي قامت بعملها، وشركة «سيم ليجرز» هي إحدى الشركات العالمية المتخصصة في مجال تطوير المرافق والخدمات السياحية والترفيهية، وسنعمل على إنشاء مراكز للإرشاد السياحي لتوجيه الزوار وتزويدهم بكافة المعلومات.

* جنحتم نحو الاستثمار في ذراع التطوير العقاري لدى شركتكم، إلى أي مدى سيخدمكم تتعدد المشارب الاستثمارية، وهل تعني زيادة رأس المال للشركة؟

- في مجال التطوير العقاري، لدينا توجه لاستقطاب شركات عالمية للاستثمار في المشاريع التي ستحقق عوائد اقتصادية كبيرة، بل أننا سنجسر أذرعتنا الاستثمارية بالتعاون مع شركات داخلية ذات سمات عالمية، ولا أخفيك القول بأن تلك الشراكات هي في جوهرها، مثمرة اقتصاديا على كافة الأصعدة، واستراتيجية شركة «الطائف» هي أن تكون المطور الأساسي الوحيد للمشاريع الاستثمارية المختلفة في محافظة الطائف، مع الاهتمام بتحسين جوانب الحياة في المنطقة عبر الاستثمار، لأننا في الآخر شركة استثمارية، تعمل في قالب تطويري لخدمة وتنمية الإنسان.

* إلى أي مدى ترون أنكم ماضون قدما في كسر الحاجز الصيفي الذي عرفتم به الطائف، وهل تمتلكون مشاريع تربط السائح بالفصول الأربعة؟

- باستطاعتنا حين تتضافر الجهود والانتهاء من مشاريعنا الاستثمارية، أن نكسر الحاجز الصيفي العالق في أذهان الناس عن الطائف، حين تضع الطائف جغرافيا تحت المجهر تجد أن أجواءها على امتداد الـ12 شهرا ملائمة، فهي ليست بالباردة ولا بالحارة، تتسم باعتدالها، وغالبية المرافق السياحية تعمل بما نسبته دون الثلاثين في المائة، وحين تزرع استثماراتك الخدمية بطرق علمية وهندسية على جنبات الطريق، تستطيع حينها الاستفادة من مليون سيارة تعبر طريق الهدا - الكر، والسائح السعودي أو الخليجي أو العربي متى ما رأى أن المرافق الخدمية في أعلى مستوياتها، لن يتورع أبدا بالخروج عن النسق الصيفي، والعودة للطائف في كل الفصول.

* ظهرتم بحزمة مشاريع جديدة حصلتم على تمويلها من المساهمين، فكيف تعاملتم مع الممولين في ظل تأثر مشاريعكم جراء إغلاق طريق الهدا - الكر؟

- حلولنا التمويلية الراهنة تمثلت في زيادة رأس المال، وهذه الزيادة محدد اتجاهها، بين هدفها، وفق مخطط مضمون ومعروف.

* ما مدى الخسائر التي تعرضتم لها جراء الإغلاق للطريق، وكيف تعاملتم بعد افتتاحه؟

- إغلاق الجبل كان من الممكن استغلاله بشكل أفضل، والتلفريك كان من الطبيعي أن يكون وسيلة ترفيه، ولكن حين أغلق الجبل، وكان في آخر عام التحق فيه بالشركة إداريا، سعينا جاهدين لتحويله من وسيلة ترفيه لوسيلة مواصلات ونقل، وقمنا بدراسات مفادها، هل بالإمكان نقل المعتمرين وتفعيل وصولهم للعاصمة المقدسة بأقصر الطرق والتخفيف على طريق السيل، هل بالإمكان نقل المعلمين وطلاب المدارس من خلاله، وهو ما أحدث بعد ذلك مؤشرا بالارتفاع لمستخدمي التلفريك، والحلول الصعبة دائما ما تفرضها الظروف الصعبة، والمستثمرون الحاليون تنازلوا عما يسمى «حق الأولوية»، مع الأخذ في الاعتبار إمكانية دخول مستثمرين جدد للساحة.

* كيف ستستطيعون تسويق الطائف سياحيا وعقاريا؟

- المناخ الاستثماري في الطائف لا يختلف عن أي مناخ استثماري في أي مكان بالعالم، بيد أن القضية تظل نسبية، تحكمها معايير ومفاصل اقتصادية، من يتحدث عن انخفاض قيمة الاستثمار في الطائف، يجب أن يحمل البينة، فهي تحمل أبراجا وأسواقا تجارية، وتحمل في ردهاتها، فللا سكنية ومنتجعات سياحية كبيرة، وحدائق غناء، وفنادق عالمية، ومدينة الطائف في مجملها هي سوق خام، تتميز بموقع استراتيجي، تحتاج فقط لدراسة ماهية المشاريع المراد استثمارها بعناية، وهناك ميزات نسبية تتمتع الطائف بها، ولم نسمع البتة في يوم من الأيام عن إغلاق سوق بالطائف، وهذه الأطروحات تتداعى معها فكرة هل الأسواق التجارية بالطائف كافية؟ لا أعتقد أن أحدا سيقول نعم في ظل الأعداد المليونية التي تفد إليها سنويا، وهناك حاجة ماسة لذلك، لكن ذلك يتطلب فرض النماذج والنوعيات التي من الممكن الاستثمار فيها، ونحتاج لتسويق الطائف استثماريا، وشركة «الطائف» مهتمة كثيرا بإيجاد الموقع والدراسة والتراخيص، من أجل جذب رؤوس الأموال الخليجية والسعودية نحو سوق الطائف، وتوجيه بوصلتها نحو إنشاء مستشفيات عالمية خاصة ومدارس أهلية خاصة متميزة، ومرافق خدمية كذلك.

* تداولت مواقع إعلامية كبيرة خبر نفق الملك عبد الله الذي يشق طريق الهدا - الكر ببضعة كيلومترات، ألا يعتبر هذا تضادا مع المشاريع المزمع تنفيذها هذه الأيام؟

- نفق الملك عبد الله لا يؤرق مشاريعنا الجاري العمل بها حاليا على جنبات طريق الهدا - الكر، وفكرة المشروع نبعت من رحم الشركة، وقامت بعمل دراسة أولية للمشروع، وكانت الخطوة التي تليها هي وجوب عمل دراسات تفصيلية للدراسات الأولية، وهي دراسة مرهقة ماليا تكلف أكثر من 40 مليون ريال، وكان هذا الملف عند مجلس الإدارة حين تشكيله، وتم بعد ذلك تشكيل لجنة تأسيسية للنفق برئاسة أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وشركة «الطائف» ممثلة في هذا الجانب، وتم إسناد الدراسة التفصيلية لشركة «بن لادن» كأحد أعضاء اللجنة التأسيسية في هذا الصدد، بحكم الخبرات الكبيرة التي تملكها شركة «بن لادن»، وهي ضمن إحدى الشركات الاستراتيجية.