المصريون يحجمون عن بيع الذهب رغم ارتفاع أسعاره بنسبة 30% سنويا

تجار أرجعوا السبب للأزمة الاقتصادية

TT

لم يُقبل حائزو الذهب بمصر على بيع ما لديهم من المعدن الأصفر الثمين كما كان متوقعا، لاستغلال الارتفاعات الهائلة التي شهدتها الأسعار في السوق المصرية، وهى الأعلى في تاريخه حسب تجار، والتي جاءت كاستجابة للقفزات العالمية المتلاحقة.

كانت أوقية الذهب عالميا قد لامست في المعاملات الفورية حاجز 1300 دولار يوم الجمعة الماضي، قبل أن تتراجع إلى 1293.50 دولار عند الإغلاق، مدفوعة بقلق المستثمرين بشأن الآثار المحتملة لمزيد من التيسير للسياسة النقدية في الولايات المتحدة على أسواق العملات.

وقال رئيس رابطة تجار الذهب شريف السرجاني، لـ«الشرق الأوسط»: «إن السوق المصرية في حالة ترقب شديد، وتشهد ركودا في عملية البيع والشراء»، معربا عن دهشته لأن الارتفاعات القياسية التي سجلتها الأسعار، والتي لم يشهدها منذ بدأ العمل في هذه التجارة قبل 53 عاما، لم تدفع المصريين لبيع ما لديهم من الذهب للاستفادة من هذا الصعود وجني الربح.

وفسر السرجاني ما سبق بأن شريحة كبيرة من المصريين تؤمن بأن الذهب «مخزن قيمة»، وأفضل استثمار، لذلك لا تلجأ للبيع، كما أن تلك الارتفاعات قد أدت إلى اتساع حالة الركود في الإقبال على الشراء، موضحا أن هناك بالطبع شريحة أخرى لا تؤثر عليها زيادات الأسعار وتقبل على الشراء.

وعن تقديراته لحجم استهلاك المصريين للذهب في العام الواحد، اعتبر السرجاني أنه من الصعوبة حصر حجم الاستهلاك، لأن التجار لن يفصحوا عن حجم مبيعاتهم.

وأعلنت مصر عن بدء تشـــــغيل أول مصنع لإنتاج الذهب بمدينة مرسى علم بمحافظـــــــة لبحر الأحمر، بطــــــــاقة إنتاج 200 ألف أوقية في العــــــــــــام، لتصل الإنتاجية إلى 500 ألف أوقيـــــــــة بعد ثلاث سنوات.

وحسب تصريحات وزير البترول المصري سامح فهمي فإن إنتاج المصنع سيعادل ما أنتجته مصر من الذهب خلال قرن من الزمان، وتقيم المشروع شركة «سانتامين» الأسترالية للذهب.

من جانبه، أرجع رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية رفيق عباسي حال سوق الذهب بمصر، المتراجعة في البيع والشراء، إلى الأزمة الاقتصادية، موضحا أنه دخل العام السابع على ركود شديد، زادته الارتفاعات الأخيرة للأسعار التي تقفز سنويا بما يقارب 30 في المائة.

وقال عباسي لـ«الشرق الأوسط»: «إن الذهب في مصر للادخار وليس للزينة»، واتفق في أن أغلب من يشتريه يكون للادخار أو للاستثمار، فمن الممكن أن يشترى فرد قطعة من الذهب بقيمة ألف جنيه (نحو 175 دولارا)، لكنه لن يذهب إلى بنك ليفتح حسابا بهذا المبلغ الضعيف.

ونبه عباسي في الوقت نفسه إلى أن هذه الارتفاعات في أسعار الذهب لم توجد سوقا للذهب الصيني، وهو نوع من الإكسسوارات اللامعة المطلية باللون الأصفر، وتنتجه الصين، ويشبه الذهب بشكل كبير، وانتشرت المحلات التي تبيعه بمناطق مختلفة.

ويبلغ سعر غرام الذهب بمصر للعيار 21 وهو الأكثر إقبالا من المصريين نحو 205 جنيهات، ما يوازي 35 دولارا، أما الجنيه الذهب فيبلغ سعره 1640 جنيها (نحو 288 دولارا).

ويتوقع مجلس الذهب العالمي زيادة الطلب على الذهب هذا العام مع إقبال المستثمرين على شراء المعدن النفيس، كمخزن آمن للقيمة، في ظل تقلب الأسواق المالية ومع اعتياد المستهلكين على الأسعار المرتفعة.

وذكر تقرير حديث للمجلس حول اتجاهات الطلب على الذهب في الربع الأول من عام 2010، أنه يتوقع أن يحظى الطلب على الذهب بدعم جيد هذا العام على الرغم من حدوث تراجع قدره 25% في ربع السنة الأول.