العملة الإيرانية تفقد 15% من قيمتها أمام الدولار خلال أسبوع

غرفة تجارة طهران: انخفاض قيمة العملة سيقوض استقرارنا المالي

قال محللون إن زيادة معدل ارتفاع صرف العملات سيجعل الحكومة الإيرانية تنظر على نطاق واسع لإيجاد خطة بديلة (رويترز)
TT

اعتبرت غرفة تجارة طهران أن الحكومة الإيرانية إن لم تتحرك بسرعة للحد من انخفاض قيمة العملة الإيرانية فسيضعف ذلك الوضع المالي للبلاد، فيما تشهد العملة الإيرانية انخفاضا مطردا خلال هذا الأسبوع وصل إلى 15% من قيمتها مقابل الدولار. وتشهد العاصمة الإيرانية ندرة في بيع العملات الأجنبية ترافقت مع مناوشات بين الصرافين ورجال الأمن على خلفية ارتفاع الدولار وعدم قدرتهم على شرائه بمعدلات أقل وفقا لوعود سابقة.

وأدت العقوبات الدولية التي نفذتها الإمارات مؤخرا على إيران إلى انخفاض حاد خلال الأسبوع الماضي في قيمة العملة الإيرانية (الريال)، إضافة إلى تعطيل الأسواق في البلاد، مما دفع الحكومة الإيرانية إلى التدخل للحد من ارتفاع أسعار صرف العملات الصعبة.

وتعرضت الإمارات، خصوصا دبي، التي تعتبر مركزا لتجارة الجمهورية الإسلامية في الأشهر الأخيرة، لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة لخلق عراقيل أمام التجارة والخدمات المالية والتجارية المتجهة إلى إيران، تطبيقا للعقوبات الدولية.

ومع بداية الأسبوع المنتهي، توقفت البنوك الحكومية الإيرانية في الإمارات عن إعطاء العملة الأجنبية، كما توقفت المراكز المالية الإماراتية عن تسهيل التحويلات المالية للإيرانيين بالعملة الإماراتية (الدرهم).

ويستخدم رجال الأعمال الإيرانيون ما يعرف بالحوالة المالية، لتجاوز عقوبات صارمة على نحو متزايد بسبب العقوبات المفروضة على إيران.

ويقول محللون إن زيادة معدل ارتفاع صرف العملات سيجعل الحكومة الإيرانية تنظر على نطاق واسع لإيجاد خطة لزيادة دخلها من خلال تعزيز السيولة لديها بواسطة العائدات النفطية، لكن وزير المالية الإيراني، شمس الدين حسيني، قال في وقت سابق إنه «إذا استمر هذا الحال في تراجع قيمة العملة أمام العملات الأجنبية فإن الحكومة ستتصدى له»، لكنه لم يذكر التدابير المزمع اتخاذها في سبيل ذلك، وما إذا كان البنك المركزي الإيراني سيقوم بعملية بيع للعملات الأجنبية في محاولة لخفض أسعار الفائدة أم لا.

وخسر الريال الإيراني، الذي عادة ما يرتبط بالدولار، نحو 15% من قيمته مقابل العملة الأميركية منذ يوم الأحد. ونشبت مناوشات بين الصيارفة وقوات الأمن أمام مقر البنك المركزي في طهران يوم الثلاثاء، بعد أن علم الصيارفة أنهم لن يكونوا قادرين على شراء الدولار بمعدلات أقل وفقا للوعود التي قدمت لهم من قبل المصرف المركزي.

ونفى محافظ البنك المركزي محمود بهماني أن يكون الدولار غير متاح في إيران، قائلا «ليست هناك مشكلة». وقال للصحافيين «أي شخص يحتاج إلى العملات الأجنبية فيمكن له شراؤها من البنوك ومكاتب الصرافة». لكن على أرض الواقع، وفي شارع الجمهورية الإسلامية في طهران الذي يعج بمحلات الصرافة، كان الصرافون يرفضون أن يبيعوا الدولار أو اليورو أول من أمس. وقال أحد الصيارفة «لا أحد يبيع العملات الأجنبية بعد الآن، لذلك أنا ممسك بما لدي من العملة الأجنبية في الوقت الراهن».

وقال صراف آخر، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته «ربما سيقوم البنك المركزي بضخ الدولار يوم الخميس (أمس).. ونحن ننتظر».

ويأتي انخفاض قيمة العملة الإيرانية في وقت تشهد فيه العاصمة الإيرانية إغلاقا لمحلات بيع الذهب لليوم الخامس على التوالي، احتجاجا على تنفيذ ضريبة 3% على القيمة المضافة.

ويقول محمد طاهري، المتحدث الرسمي باسم غرفة تجارة طهران «إنه ما زال من الممكن أن ترسل الأموال إلى الخارج»، لكنه أشار إلى أن «الحكومة الإيرانية إن لم تتحرك بسرعة للحد من انخفاض قيمة العملة الإيرانية فسيكون هناك اندفاع وإقبال كبير على العملات الأجنبية، الأمر الذي سوف يقوض ويضعف وضعنا المالي».