سعود الدويش لـ«الشرق الأوسط»: 30% من إيراداتنا من الاستثمارات الخارجية.. ونركز على الخليج فالشرق الأوسط

رئيس مجموعة «الاتصالات السعودية»: 3 عوامل أثرت على إيرادات شركات الاتصالات.. ولدينا البديل

سعود الدويش
TT

في الوقت الذي تعيش فيه سوق الاتصالات السعودية تحولات عدة مع تغير عادات المستهلكين بما يتعلق بخدمات الاتصالات واستراتيجية الشركات العاملة، كشف سعود الدويش، الرئيس التنفيذي لشركة «الاتصالات السعودية»، عن الخطوط العريضة لمواكبة شركته للتحولات الحالية في السوق؛ حيث أكد في حوار مع «الشرق الأوسط» طموح «الاتصالات السعودية» وتطلعها إلى دعم وضعها التنافسي، ودمج الخدمات التي تقدمها الشركة في السوق المحلية.

واعترف الدويش بأنه كان هناك انخفاض حاد جدا في إيرادات المكالمات الدولية، أدى إلى تأثر إيرادات معظم المشغلين في دول الخليج، خاصة المشغلين الأساسيين؛ لأن لديهم دخلا كبيرا جدا من هذه الخدمات، مؤكدا أنه من الطبيعي أنه عندما تنخفض الأسعار أو تكون بالمجان تتأثر تلك الشركات.. فإلى تفاصيل الحوار..

* عادة، لكل شركة استراتيجية تعمل وفقها، ما الاستراتيجية التي تعتمد عليها مجموعة «الاتصالات السعودية» خلال الفترة المقبلة؟

- تتمثل استراتيجيتنا في العمل على تنفيذ استراتيجية طموح وهادفة لدعم موقفها التنافسي وتعزيز مكانتها، وتلبية كل متطلبات واحتياجات العملاء؛ حيث نقود السوق المحلية من خلال تقديمنا خدمات اتصالات متكاملة، وستعتمد خطتنا المستقبلية، بصورة أساسية، على تقديم خدمات الجوال والهاتف وخدمات النطاق العريض «البرودباند» بشكل متكامل ومدمج وبصورة احترافية، كوننا الشركة الوحيدة القادرة على تقديم جميع هذه الخدمات من خلال باقة واحدة وفاتورة واحدة. وهذا يؤكد تطلعاتنا الاستراتيجية في تقديم كل خدمات الشركة لعملائنا بأسلوب فريد ومميز ومناسب لهم.

وستعزز خطتنا الاستراتيجية، على سبيل المثال، قيادتنا لخدمات النطاق العريض في المملكة، ومواجهة الطلب المتزايد على هذه الخدمات وانتشارها الواسع، خصوصا أننا أحدثنا مؤخرا طفرة هائلة ونقلة نوعية في خدمات (البرودباند) بإطلاقنا لأول مرة، على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خدمة الألياف البصرية المنزلية، والتي تعتبر من أفضل تقنيات (البرودباند) بالعالم بسرعاتها العالية جدا في التصفح ونقل البيانات وتحميل البرامج، والتي تصل إلى 100 ميغابايت في الثانية، كما تبنت الشركة برنامجا متكاملا لتطبيق هذه الاستراتيجية من خلال إعادة الهيكلة الداخلية للشركة، وتأهيل وتطوير موظفيها ودراسة متطلبات واحتياجات عملائها بصورة متكاملة، بالإضافة إلى التركيز على تقديم الخدمات الجيدة وخدمة العملاء بشكل مناسب، خصوصا خدمات ما بعد البيع، وننفرد، مع عدد محدود من الشركات العالمية في مجال الاتصالات، بتطبيق استراتيجية (شبكات الجيل المقبل NGN)، وهي تقنية حديثة.

* هناك مراقبون يشيرون إلى أن قطاع الاتصالات في المنطقة تأثر بالمنافسة وحرب الأسعار أكثر من الأزمة المالية، وظهر ذلك في النتائج المالية الماضية، ما رأيك في ذلك؟

- بطبيعة الحال السوق في المنطقة سوق تنافسية وتأثيرات هذه السوق متعددة ومتنوعة على الجميع، فمثلا كان من المتوقع أن يكون هناك تغير في السوق، خصوصا في الإيرادات التقليدية من الخدمات الصوتية، بداية من الإيراد الدولي ثم المحلي، وكان من المتوقع أن يأخذ ذلك وقتا أطول وبشكل تدريجي، ريثما ترتفع الإيرادات الأخرى، وتعتاد السوق على الخدمات الجديدة المتطورة. وما حدث خلال هذا العام، وبالتحديد في دول الخليج، أنه كان هناك انخفاض حاد جدا في إيرادات المكالمات الدولية، أدى إلى تأثر إيرادات معظم المشغلين في دول الخليج، خاصة المشغلين الأساسيين؛ لأن لديهم دخلا كبيرا جدا من هذه الخدمات، ومن الطبيعي أنه عندما تنخفض الأسعار أو تكون بالمجان تتأثر تلك الشركات، بسبب 3 عوامل، منها: تقديم بعض المشغلين أسعارا منخفضة جدا للمكالمات الدولية أو مساوية للمحلي، تقديم التجوال المجاني، وكذلك استخدام خاصية الاتصال عن طريق بروتوكول الإنترنت. هذه العوامل كلها أدت إلى انخفاض حاد في الدخل أو الإيرادات الدولية، خصوصا أن تلك الإيرادات في بعض الشركات تمثل نسبة كبيرة لا تقل عن 18% من دخلها، فكان التأثير واضحا لدينا في شركة «الاتصالات السعودية» في الربعين الأول والثاني، وعلى الرغم من هذا الانخفاض، فإنه كان لدينا في الوقت نفسه ارتفاع في إيرادات الخدمات غير التقليدية، مثل البرودباند المتطور، وكذلك الخدمات اللاسلكية وخدمات المعطيات، والتي ترتفع بنسبة كبيرة أكبر من الانخفاض. ولكن لأنها بدأت من الصفر ستأخذ وقتا أطول، لتعوض الإيراد المنخفض من المكالمات الدولية، ونحن نرى الآن أن تلك الخدمات غير التقليدية ترتفع بنسبة 30%، بينما هناك انخفاض في الخدمات التقليدية في حدود 10 إلى 9%.

* تباطؤ نمو معدل استهلاك الفرد يضغط على هامش الربحية، ويعتبر من أهم المخاطر التي تواجه القطاع، ما الحلول التي انتهجتموها لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف؟

- نعتقد أن الفرد، مستهلك الاتصالات، يستخدم الاتصالات أكثر مما مضى، لتنوعها وتعددها وأنها أصبحت ليست فقط مكالمات، وإنما هناك خدمات تقدم للعميل، أولا: الدخول على الإنترنت، ثانيا: خدمات كثيرة لقضاء حاجياته اليومية، كالخدمات المالية والخدمات الصحية، وخدمات المعلومات، فلذلك الكم الكبير من الخدمات ما زال ينمو. من جهة أخرى، ما يقلل الإيراد: انخفاض الأسعار، وهذا يساعد في زيادة الاستخدام، والتعويض هنا يكمن في الإبداع، يجب على معظم المشغلين الإبداع في الخدمات الجديدة التي تلبي حاجة المستخدم، وبالتالي تشجع الاستخدام الأمثل. وهذا طبعا ما نهتم به في شركة «الاتصالات السعودية»؛ حيث لنا تعاون كبير الآن لتطوير الخدمات والإبداع مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع جامعة ساندييغو الأميركية، كذلك لدينا عدة برامج محددة، مع عدة جامعات معروفة، منها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الملك سعود. وهذا التعاون يهدف إلى تطوير خدمات جديدة يحتاجها العميل. كذلك نحن بشركة «الاتصالات السعودية»، كما يرى المستخدم في المملكة، سباقون لتطبيق التقنيات الحديثة، سواء أكان في قطاع الأفراد أم القطاع السكني.

* التوسع الجغرافي من خلال الاستحواذ على الرخص الجديدة كان الحل لتنويع الموارد في السنوات القليلة الماضية، مع شدة المنافسة وكثرة المشغلين، هل سنرى حلولا كالاندماجات مثلا؟

- نعم؛ لأن جميع الأسواق تقريبا ظروفها متشابهة، وتأثير الاستخدامات متقارب، على الرغم من تنوع العالم، لكن جميع مستخدمي الجوال حول العالم لديهم نفس الاحتياجات وطبيعة الاستخدام، وبالتالي كل الأسواق تأثرت بما تأثرت به سوق السعودية. فكما كانت الفترة التي مضت فترة فتح السوق وإعطاء الرخص أو زيادة المشغلين في كل الدول، فإن الفترة المقبلة التي سنراها هي فترة الاندماجات، وذلك لتقليل التكلفة وزيادة الربحية، وبالتالي تستطيع هذه الشركات الاستمرارية، مثلا سوق كسوق الهند، لا نتوقع أن يستمر فيها هذا العدد الكبير من الشركات المتنافسة والتي تجاوزت 15 شركة؛ حيث أتوقع أن تكون هناك اندماجات وقد ينتهي الأمر بأن تكون هناك 5 شركات عملاقة. والهند، كما هو معروف، من الأسواق الكبيرة الواعدة في العالم، في الوقت الذي تتواجد فيه شركة «الاتصالات السعودية» في الهند، بالإضافة إلى إندونيسيا، وكذلك في السوق التركية أيضا، ونتوقع أن تكون الاندماجات على مرحلتين: اندماج داخل الدول نفسها، وتوجه الشركات لدمج بعض عملياتها، أما بالنسبة لشركة «الاتصالات السعودية»، فاستراتيجيتنا للتوسع الدولي مستقبلا ستركز بصورة أساسية على الأسواق التي تدعم سوق السعودية، خاصة مناطق الخليج، والمناطق التي حولنا في الشرق الأوسط.

* مجموعتكم تعتبر لاعبا كبيرا في سوق الاتصالات في المنطقة، وأي توجه تتبعه شركتكم يرسم خارطة الطريق لهذا القطاع، ماذا عن الشركات من القطاعات المختلفة التي لها علاقة بالقطاع؟ هل سيكون لها التوجه نفسه، وهنا أتحدث تحديدا عن الشركات الإعلامية لخدمات المحتوى وشركات القطاع المالي لتطبيق خدمات مالية؟

- أنا ذكرت أن الخدمات التقليدية في انخفاض، والخدمات غير التقليدية ستكون في ارتفاع، من الخدمات غير التقليدية هي التطبيقات، بما فيها التطبيقات المالية والتطبيقات التعليمية والتطبيقات الصحية، أو التطبيقات الإعلامية. بالنسبة للإعلام أعتقد أن الإعلام وعالم الاتصالات شريكان، والآن نرى شركات إعلامية اشترت أو اندمجت مع شركة اتصالات، والعكس كذلك. وشركة «الاتصالات السعودية» واعية لمثل هذه التحولات في قطاع الإعلام والاتصالات، وبالتالي أنشأنا شركة «أنتيغرال» في دبي، وهي شركة تعاون بين شركة إعلامية وشركة «الاتصالات السعودية»، وستقدم هذه الشركة خدمات متميزة، كانت باكورتها خدمة التلفزيون التفاعلي «إنفجن»، وهذه الشركة ستقدم خدماتها على الشاشات كلها، سواء أكانت شاشات المنزل مثل خدمة «إنفجن»، أم على شاشات الجوال أم شاشات الحاسب الآلي، وسنرى المنتجات التي ستقدمها الشركة تباعا خلال العام المقبل بإذن الله. وشركة «الاتصالات السعودية» تملك تطبيقات مالية جاهزة من تحويلات مالية للعملاء أو عملية الشراء والبيع من جهاز الهاتف المحمول. وطبعا هذه التطبيقات لها إجراءات وقوانين تحتاج للتطوير، فالشركة من الناحية التقنية جاهزة 100%، ونحن ننتظر فقط التراخيص والقوانين لتكون واضحة وجاهزة لتطبيقها. ونعتقد أن هذه التطبيقات ستكون واعدة جدا، أولا: لتسهيل حياة الناس، وثانيا: لزيادة إيرادات الشركة.

وقطاع الجوال سيكون لاعبا رئيسيا في الخدمات المستقبلية كلها، وأعتقد أنه سيكون الأداة التي تعمل فيها الخدمات المصرفية؛ حيث سيستغني الفرد عن البطاقات البنكية أو الائتمانية، وسيستخدم الجوال للتسديد وشراء الحاجيات، فبذلك سيستغني عن حمل محفظة النقود، وسيعتمد الجوال طبعا على وسائل وأجهزة حديثة أو ما يُعرف بالهواتف الذكية، فالجوال سيكون وسيلة تقديم خدمات متعددة لقطاع الأعمال، منها: قراءة العدادات، كما ستكون له استخدامات في قطاع الغاز والبترول، وهناك استخدامات كثيرة بدأنا في تطبيق بعضها، كبرنامج صحتك، هذا البرنامج اشترك فيه ما يقارب 450 ألف مشترك حتى الآن.

* دعني أنطلق من إشارتكم إلى التركيز على دول الخليج من حيث موقع استثمارات المجموعة، لأسألكم: لماذا ركزتم على دول الخليج على الرغم من انخفاض عدد السكان ووجود منافسين لهم خبرة في هذه الأسواق؟

- نحن عندما دخلنا الأسواق الخليجية ذكرنا في وقتها أن شركة «الاتصالات السعودية» بحكم موقعها الجغرافي والترابط الاجتماعي الأسري بين هذه الدول لها فائدة مميزة عن غيرها، والحمد الله نرى النتائج طيبة. ففي الكويت لدينا 17% من السوق، ونتوقع أن نصل إلى نقطة التعادل خلال وقت قريب إن شاء الله، كذلك في البحرين. وعلى عكس توقعات الآخرين ستكون العمليات كلها مربحة، ونتوقع في البحرين خلال فترة قصيرة أننا سنكون المشغل الثاني وليس الثالث. فمن هذا المنطلق دول الخليج لها خاصية وترابط مع المملكة ككثرة الحركة والسياحة، والذهاب إلى العمرة والحج، كل ذلك كان ذا فائدة لشركة «الاتصالات السعودية».

* تتواجد شركة «الاتصالات السعودية» في 11 دولة خارجية، ما الحصة المالية التي تقدمها هذه الاستثمارات في ميزانية الشركة؟ وهل بالفعل تم تعويض ما يفقد داخليا بسبب تشبع السوق وقوة المنافسة؟ ودعني أتوسع في السؤال لأسأل: هل هناك توسعات جديدة خارجيا تنظر لها الشركة؟

- تشكل إيرادات الاستثمار الخارجي في شركة «الاتصالات السعودية» ما يقارب 30% من إجمالي الإيراد، ولا ننسى أن الدول الكبيرة التي نستثمر فيها، كالهند وإندونيسيا، تتم فيها عمليات جديدة وتتطلب استثمارات كبيرة أيضا، وبالتالي هناك نمو في الإيرادات. ولكن بالنسبة للعائدات ستأخذ وقتا لتكتمل الشبكات، وبعد ذلك نجني العائدات وتضخم قيمة هذه الشركات التي هي في مرحلة نمو وتتطلب استثمارات رأسمالية كبيرة، وهي الآن في مرحلة التطور والاستثمار. وبما يتعلق بالتوسعات المستقبلية، فإن شركة «الاتصالات السعودية» ستركز على منطقة الشرق الأوسط بالذات، والشركات المكملة لخدماتنا في السوق المحلية.

* السوق السعودية تعتبر محطة مهمة لكل الشركات في المنطقة، وهدفا استثماريا لكل الشركات الاقتصادية على مستوى العالم، ما القيم الإضافية التي قدمتها شركة «الاتصالات السعودية» من دعم للقطاع الاقتصادي بالمملكة؟

- شركة «الاتصالات السعودية» لها مكانتها وأهميتها في دعم قطاع الأعمال بالذات؛ حيث نملك أضخم شبكة حديثة من الفايبر وشبكات الجيل المقبل، وبالتالي نحن نقدم سرعات عالية جدا لربط الشركات العالمية؛ لأننا ملاك في معظم الكابلات البحرية، ونملك أكثر من 7 كابلات بحرية، تربط بين قارات الأرض بأكملها من الشرق إلى الغرب. وحديثا انتهينا من تشغيل خط رئيسي يربط برا آسيا بأوروبا، وهو الأول في التاريخ، الذي يربط القارتين عن طريق الشرق الأوسط، وهذا الخط يمر عبر الأردن وسورية وتركيا، وبدأ العمل به وتم تشغيله، وثلث حركة أوروبا نأخذها عن طريق هذا المسار. وبالتالي أصبح لدينا مسار بديل، لو حدث عطل، لا سمح الله، في أحد المسارات التي تمر عبر قناة السويس. محليا لدينا أكثر من 80 ألف كيلومتر من الفايبر الذي يربط أنحاء المملكة، بخلاف الفايبر داخل المدن، وبالتالي باستطاعتنا أيضا نقدم المزيد لكل قطاعات الأعمال.

وفي قطاع الأفراد والقطاع السكني لدينا في خدمة النطاق العريض 3.1 مليون عميل بين الخدمات السلكية واللاسلكية، وبالتالي شركة «الاتصالات السعودية» صاحبة الريادة في هذا المجال، كوننا الوحيدين الذين نستطيع أن نقدم، خصوصا للمنازل، سرعات عالية تصل إلى 20 ميغابايت و100 ميغابايت للأحياء التي وصلتها الألياف البصرية. أما بالنسبة لخدمات الجوال المتطور، فقد قمنا بتجربة تقنية الجيل الرابع؛ حيث تعتبر شركة «الاتصالات السعودية» أول شركة بالمملكة تعمل تجربة لتقنية الجيل الرابع في 4 مدن بالمملكة وبسرعات عالية جدا، وهذه التقنية سيتم تطبيقها عندما يتوافر عاملان أساسيان، الأول: تحديد الترددات وترخيصها من قبل هيئة «الاتصالات السعودية»، والعامل الآخر تطوير الشركات الموردة للأجهزة اليدوية التي تستخدم هذه التقنية، ويتوقع أن تتوافر تلك الأجهزة في نهاية العام المقبل 2011.

* ذكرت في إحدى إجاباتك أنكم تسعون لتقديم خدمات الاتصالات في فاتورة واحدة، وبحكم أن شركتكم هي الشركة الوحيدة التي تملك جميع الخدمات بخلاف الشركات الأخرى، وهو ما تراهنون عليه، متى ستقدَّم جميع الخدمات للعميل في فاتورة واحدة؟ وهل للهيئة دور في عدم إطلاق مثل هذه التطبيقات؟

- بطبيعة الحال، الجهة التنظيمية عليها دور الترخيص لهذه الخدمات، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لديها تاريخ جيد في تطوير القطاع في المملكة، وما كنا سنصل إلى ما وصلنا إليه من دون الجهود التي قامت بها الهيئة بسوق الاتصالات السعودية، وبالتالي أصبحت السوق قادرة على تقديم خدمات جيدة ومنافسة ورخيصة للعملاء. ونتوقع من هيئة الاتصالات أن تستمر في تطوير المستقبل وأن تسمح بتقديم هذه الخدمات المتكاملة للعملاء. فشركة «الاتصالات السعودية» بدأت في تجربة خدمة «معاك»، وهذه الخدمة تقدم الصوت والإنترنت في المنزل والإنترنت الجوال، وهي خدمة يقدمها القطاع السكني لدينا، وعليها إقبال كبير، وهي خدمة تقدم لأول مرة في فاتورة واحدة، توفر هذه الخدمة للعميل إنترنت في المنزل وفي الجوال وكذلك توفر هاتفا لإجراء اتصالاته إلى كل أنحاء المملكة وكل الشركات، وفي فاتورة واحدة، وهذه الخدمات تنتقل حاليا يدويا. ولكن مستقبلا ستكون آليا إن شاء الله، بمعنى: إذا كنت تشاهد برنامجا تلفزيونيا في المنزل، سينتقل معك عندما تنتقل أنت بهاتفك الجوال ويستمر معك، وهذا ما نتحدث عنه، عندما تكون لديك مكالمة في الهاتف الجوال وتدخل المنزل فإن المكالمة تنتقل أوتوماتيكيا إلى الشبكة الأرضية وتنخفض التكلفة إلى ما يقارب 90%، هذه الخدمات هي خدمات مدمجة وستكون بقيمة معقولة وسهلة جدا على العميل.

* السوق السعودية تشهد توسعا في خدمات الهاتف الجوال والإنترنت أو النطاق العريض، كيف ترون واقع السوق حاليا في هذه الخدمات؟ وعلام تراهن «الاتصالات السعودية» لمواصلة قيادتها لهذا المجال؟

- أتوقع أن يكون مجال البيانات وقطاع النطاق العريض هو المجال المهم وهو الواعد والذي سينمو مستقبلا وستقدم عليه كل التطبيقات، شركة «الاتصالات السعودية» الآن تقود السوق، وسنستمر في القيادة بالاعتماد على الكفاءات السعودية المؤهلة؛ لأننا أكبر موظِّف للشباب السعودي، حاليا أصبحت لدينا أنظمة عملاء ذات موثوقية، وتعطينا مرونة في تقديم خدمات متطورة. وكما يرى الجميع، طرحنا مؤخرا خدمات الباقات الجديدة للجوال والتي تقدم لأول مرة، وهذه الباقات توفر الكثير على العميل؛ حيث بإمكان العميل أن يتصل بمركز العناية بالعملاء أو بالدخول لموقع الشركة على الإنترنت، ليقيموا مصروفاته وحسب مكالماته تحدد الباقة التي تناسبه من خلال معرفة مصروفه الشهري، وذلك سيوفر له أكثر من 20% من مصاريفه.

ونحن من الرواد في سوق النطاق العريض وغيره من خدمات البيانات؛ حيث تبلغ حصتنا السوقية نحو 70% من النطاق العريض؛ حيث نمت الإيرادات من هذه الخدمات وتمثل 20.5% من إيرادات المجموعة بالمملكة مع نهاية النصف الثاني للعام الحالي 2010، متفوقة على أقرب المنافسين لها بأكثر من 2.5 مرة في حجم الإيرادات المتعلقة بخدمات البيانات ومتخطية لها في نسبة مساهمة تلك الخدمات في إجمالي الإيرادات.

* تقديم الإنترنت عبر الجوال وانتشاره، هل يمثلان الانتشار نفسه على «الدي إس إل» أو الأرضي؟ وهل نستطيع أن نحدد حصة المشغلين من خدمات النطاق العريض؟ وهل لديكم تخوف من أن يؤثر على الخدمات الصوتية؟

- النطاق العريض يأتي في شقين، الأول: في المنزل والآخر: المتجول، وفي المتجول لا بد من وجود الهاتف الجوال، فقطاع الجوال ينمو بشكل كبير جدا، أما بالنسبة للمنزل فالأفضل طبعا التوصيل الأرضي للمنزل؛ لأنه يوفر سرعات عالية ويضمن الجودة وتصل سرعاته إلى 100 ميغابايت، وهو ما لا يمكن الوصول إليه عن طريق النطاق العريض المتجول. ولكن البشر في حالتي حركة وسكون، وبالتالي هم بحاجة إلى الشقين من النطاق العريض. حاليا لدينا في شركة «الاتصالات السعودية» 3.1 مليون عميل في الجيل المتطور الثالث «كويك نت»، والذي يعطي سرعات عالية تصل إلى 42 ميغابايت، ونحن الشركة الوحيدة التي تقدم توصيل فايبر للمنازل يصل إلى 100 ميغابايت، وبالنسبة للمنازل لدينا 1.4 مليون عميل، على افتراض أن الآخرين لديهم 1.3 مليون عميل. ونتوقع نموا كبيرا جدا في هذا القطاع، كما يوجد نمو كبير جدا في انتقال العملاء إلى شركة «الاتصالات السعودية»، فعملية نقل الأرقام خلال الـ4 أشهر الأخيرة سجلت لدينا نموا كبيرا لصالح الشركة، وهذا بفضل تكامل الأنظمة لدينا ووجود الباقات الجديدة التي توفر للعميل في قيمة مصروفاته، فبعض عملائنا عملوا على تجربة الغير وعادوا إلى مشغلهم الرئيسي، كوننا في تطور مستمر وقد شهدت الـ4 أشهر الماضية نموا كبيرا جدا في عدد العملاء؛ حيث وصل عدد عملاء الجوال والثابت إلى 27 مليون عميل.

* ذكرت أنكم وقعتم اتفاقيات مع جامعات محلية ودولية لتطوير الخدمات، هل لنا بأرقام توضح مدى ما تضخونه سنويا لتطوير الخدمات؟

- شركة «الاتصالات السعودية» معروفة بقوتها تقنيا، فنحن نستثمر، باستمرار، في التقنية، خصوصا في التقنية الحديثة والنطاق العريض، وللاستدلال على ذلك، فقد استثمرنا ما يقارب 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار) سنويا، في هذا المجال، أيضا استثمرنا في التعليم والتدريب واستقطاب الشباب الجيد لدينا، نملك أكثر من 600 مهندس متخصص في التقنية ونعمل مع شركات مطورة لتجرب خدمات ستطلق في الأعوام الثلاثة المقبلة أيضا. وكانت عدد من الدول تطلب تبادل المعلومات معنا لمعرفة تجاربنا واكتساب الخبرة، ومثال على ذلك زارنا وفد من الصين قبيل انطلاق أولمبياد بكين عام 2008 لمعرفة مقدرة شركة «الاتصالات السعودية» في كيفية التعامل مع أعداد ضخمة مثلا في الحج من خلال الشبكة، فشبكة «الاتصالات السعودية» تشكل ما يقارب 90% من الشبكات الموجودة في المملكة من حيث القدرة الاستيعابية.

* في السعودية، هل تحقق القوانين التشريعية توازن السوق، وتضمن عدم الدخول في حروب أسعار؟

- أعتقد أن هذا دور رئيسي لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وهنا أشكر الهيئة على ما وصل إليه قطاع الاتصالات في المملكة من تطور، إلا أنه يجب ألا نقف عند هذا الحد، فمثلما تتطور التقنية ويتطور القطاع، يجب أن تتطور التنظيمات، وشركة «الاتصالات السعودية» تتفادى الوقوع في حرب أسعار، وعلى هيئة الاتصالات واجب، حتى نضمن عدم تقديم خدمات بأقل من التكلفة، وتؤثر على القطاع، كالأسعار التي تقدم على المكالمات الدولية حاليا، المستفيد منها هي البلدان الأخرى، وليست المملكة.

* «الاتصالات السعودية» توزع أرباحا عالية على مساهميها؛ حيث تعتبر التوزيعات الأكبر في المنطقة، هل يعني هذا أن الشركة لا تجد أمامها فرصا تستثمر فيها لزيادة نمو الشركة وبالتالي توزع أرباحها على المساهمين؟

- الشركة درجت على توزيع أرباح مجزية؛ حيث إن نسبة الربح الموزع للسهم 7.9%، وهي نسبة عالية جدا، وللعلم فإن من أسهم في الشركة عند تخصيصها عام 2002؛ حيث كان سعر السهم وقت الطرح 25.5 ريال، تسلم حتى تاريخه 30.10 ريال توزيعات أرباح فقط. ولكن مع ذلك، السيولة النقدية لدى الشركة جيدة، وكذلك الملاءة المالية للشركة عالية جدا، ويمكن اللجوء للتمويل وخيارات أخرى لتمويل التوسعات والاستحواذات المستقبلية، فالشركة حاصلة على تصنيفات ائتمانية من وكالات عالمية تعكس الملاءة المالية العالية للشركة وقدرتها على الحصول على تمويل منخفض التكلفة في حال الحاجة إليه.