«تيسكو» البريطاني يربح 6 آلاف إسترليني كل دقيقة

من متجر صغير شرق لندن يبيع فوائض المواد الغذائية

TT

من متجر صغير لبيع فوائض المواد الغذائية في شرق لندن تحول سوبر ماركت «تيسكو» البريطاني إلى شركة عملاقة في بريطانيا لبيع المواد الغذائية والاحتياجات العائلية الأخرى، وباتت الشركة تأخذ حصة جنيه إسترليني من كل ثلاثة جنيهات إسترلينية ينفقها المتسوقون البريطانيون في متاجر السوبر ماركت الغذائية، حسب إحصائيات التسوق الأخيرة عن حصص شركات السوبر ماركت الكبرى في بريطانيا. وكشفت شركة «تيسكو» في بيان أول من أمس عن أرباح بلغت 1.6 مليار جنيه إسترليني في الأشهر الستة حتى أغسطس (آب) الماضي، أو أنها أصبحت تربح 6 آلاف إسترليني كل دقيقة.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، سير تيري ليهي، الذي من المقرر أن يتقاعد قريبا، إن «تيسكو» بصدد التوسع أكثر خلال السنوات المقبلة، وستنشئ 9 آلاف وظيفة جديدة في بريطانيا هذا العام. وأشار ليهي في التصريحات التي أدلى بها عقب الأرباح إلى أن نمو الشركة المقبل سيأتي من عملياتها في آسيا، وقال: «السوق الآسيوية تحديدا مهمة بالنسبة إلينا، ولقد خرجت السوق بقوة من الركود، ونحن الآن نستفيد من استثماراتنا المعتبرة التي وظفناها في المنطقة خلال فترة الأزمة المالية». وكانت «تيسكو» قد افتتحت عدة فروع خلال الأعوام السابقة في دول جنوب شرقي آسيا.

وتعد «تيسكو» من الشركات البريطانية التي خرجت بسرعة من الركود، مستفيدة من قاعدة زبائن واسعة وتدفقات مالية ضخمة وتنوع في المنتجات. ويذكر أن «تيسكو» منذ مدة بدأت تنتج الكثير من الماركات التي تحمل علامتها التجارية في مجال المواد الغذائية والمشروبات الغازية. وقال ليهي في هذا الصعيد إن شركة «تيسكو» تمكنت من الصمود ومقاومة فترة ضعف الطلب التي سادت بريطانيا طوال فترة العامين الماضيين.

ويذكر أن سوبر ماركت «تيسكو» وظف لصالحه سخط الجمهور البريطاني وفترة عدم ثقة المستهلكين في البنوك البريطانية أيام فترة «الأزمة الائتمانية»، وأنشأ مصرف «تيسكو» لحسابات التوفير، واستغل بذلك قاعدة العملاء التي تكنّ له الولاء ولديها «بطاقات تحفيزية من تيسكو» تمنحها خصومات في دخول مجال المصارف. وذكرت الشركة في تصريحات أطلقتها مؤخرا أنها تتجه لدخول مجال الإقراض العقاري في النصف الثاني من العام المقبل، كما أنها تخطط لفتح حسابات جارية لعملاء بنك «تيسكو» وارتياد مجال التأمين في عام 2012.

وتعود قصة «تيسكو» إلى بدايات القرن الماضي حينما فتح جاك كوهين متجرا لبيع المواد الغذائية المتبقية من البائعين وعرضها بسعر منخفض على ذوي الدخل البسيط في شرق لندن. وحقق كوهين في اليوم الأول ربحا قدره جنيه إسترليني واحد من البضائع التي اشتراها بأربعة جنيهات إسترلينية، ثم بدأت الأرباح تتقاطر إلى أن تمكن من تحقيق شهرة وسط سكان أحياء شرق لندن. وظهر اسم «تيسكو» لأول مرة في عام 1924 حينما افتتح الشاب جاك أول محل كبير لبيع المواد الغذائية في حي بيرنت أووك شمال غربي لندن. وفي عام 1932 أصبحت «تيسكو» شركة محدودة، ثم تم تعويم أسهمها في بورصة لندن في عام 1947. وخلال السنوات العشر الأخيرة نجحت «تيسكو» في توسيع قاعدتها والتفوق على منافساتها الرئيسية في تجارة السوبر ماركت مثل متاجر سوبر ماركت «سينسبري» وشركة «آسدا» التي تملكتها مؤخرا شركة «وول مارت» الأميركية. وفي أعقاب الحقب التي تلت الثلاثينات من القرن الماضي بدأت الشركة التوسع الكبير من خلال تنفيذ صفقات لشراء المتاجرة المنافسة لها، حيث اشترت 70 متجرا من متاجر «ويليمز ستورز» ثم متاجر «تشارلز فيليبس» و«هارو ستورز».