الدولار في أدنى سعر أمام الين منذ 8 سنوات

وسط تحذير من «فقاعة جديدة» في قيمة الموجودات

TT

انخفض الدولار أمس إلى أدنى مستوى له مقابل الين الياباني منذ 15 عاما، كما تراجع بمعدل كبير مقابل العملات الرئيسية العالمية وسط توقعات أن يقوم بنك الاحتياط (البنك المركزي الأميركي) بشراء مزيد من سندات الديون ضمن سياسات تنشيط الاقتصاد. وقال محللون إن العائد المنخفض على الموجودات الدولارية، إضافة إلى ركود الاقتصاد الأميركي وفشل الوصفات العلاجية النقدية التي قدمها بنك الاحتياط، تعد الأسباب الرئيسية وراء الانخفاض الكبير للدولار. وأطلقت تكهنات، أثيرت أمس أن مصرف الاحتياط الأميركي سيتدخل في الأسواق بشراء موجودات لمساعدة الاقتصاد على النمو، موجة مبيعات للدولار من قبل كبار تجار العملات في أسواق الصرف العالمية. وأثر التراجع الكبير في سعر صرف الدولار على سندات الخزانة الأميركية أجل 5 سنوات، حيث انخفضت في نيويورك أمس إلى 1.12 وسط بحث المستثمرين عن «ملاذ آمن» لاستثماراتهم في أسواق المعادن والسلع.

وفي نيويورك قال الاقتصادي العالمي الحائز على جائزة نوبل جوزيف ستيغلز إن سياسة مصرف الاحتياط الفيدرالي التي خفضت معدل الفائدة إلى قرابة الصفر كانت لها عواقب وخيمة في أنحاء العالم وجلبت مخاطر التضخم. وقال ستيغلز في لقاء مع تلفزيون «بلومبيرغ» كان يجب أن تساعد سياسة المصرف على تحريك الاقتصاد ولكنها لم تفعل وفي المقابل صدرت السيولة الضخمة إلى الخارج مما أدى إلى مشكلات في الكثير من الدول. وأعرب ستيغلز عن مخاوفه من أن يؤدي سيل التدفقات النقدية إلى فقاعة أشبه بفقاعة الأسواق الناشئة. ويذكر أن مصرف الاحتياط الفيدرالي منذ بداية الأزمة نفذ صفقات شراء لرهونات عقارية وسندات ديون فاسدة بلغت قيمتها 1.7 تريليون دولار. ونقلت «رويترز» عن تشارلز إيفانز رئيس مجلس الاحتياط في شيكاغو قوله إن البنك المركزي عليه أن يبذل المزيد لتحفيز الاقتصاد، مما عزز التكهنات بأن بنك الاحتياط سيستأنف برنامج «التيسير الكمي» في وقت قريب ربما خلال اجتماعه المقرر في نوفمبر «تشرين الثاني».

وتراجع مؤشر الدولار إلى 77.616 وهو أدنى مستوياته منذ 20 يناير «كانون الثاني» ومقتربا من مستوى دعم عند 77.60 - 77.61.

وأصبح الدولار مرتفعا بأقل من نصف ين عن أدنى مستوى له في 15 عاما البالغ 82.87 ين المسجل في سبتمبر «أيلول» وسط مخاوف من احتمال أن تتدخل السلطات اليابانية مجددا في سوق الصرف إذا عاود الين الصعود إلى المستوى نفسه بعدما تدخلت الشهر الماضي ببيع عملتها.

وقال محللون إنه من المرجح أن يستمر تراجع الدولار فيما تنقسم السوق فيما يبدو إلى مجموعتين من عملات متأثرة بالتيسير الكمي وعملات ليست متأثرة بالتيسير الكمي. وينتمي الين والدولار والجنيه الإسترليني للمجموعة الأولى، بينما اليورو هو أهم عملة في المجموعة الثانية. وارتفع اليورو إلى 1.3867 دولار بعدما سجل في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى في 8 أشهر عند 1.3874 دولار. وتراجع الدولار إلى 83.04 ين قبل أن يتعافى قليلا إلى 83.12 ين. كما عاودت العملة الأميركية الانخفاض إلى أدنى مستوى في عامين ونصف العام المسجل أول من أمس الثلاثاء أمام الفرنك السويسري عند 0.9645 فرنك.