الأعلاف المركبة تعوّض 20% من حاجة سوق المواشي السعودية

البرسيم يستنزف 7 مليارات متر مكعب من المخزون المائي للبلاد

TT

كشف الدكتور عبد الملك الحسيني، الرئيس التنفيذي لشركة «أراسكو» أن الأعلاف المركبة تغطي 15 - 20 في المائة من حاجة السوق المحلية من الأعلاف، التي تقدر بنحو 5 ملايين طن، معتبرا حصة الأعلاف المركبة من السوق جيدة ومقبولة في الوقت الراهن، لا سيما أن الخطة الوطنية لصناعة الأعلاف لم يمضِ على تطبيقها أكثر من 3 سنوات.

وبيّن الدكتور الحسيني أن استخدام الأعلاف المركبة لا يعني استبدال الشعير كوسيلة تغذية للمواشي فحسب، بل الاستغناء عن الأعلاف الخضراء (البرسيم) أيضا، واصفا أزمة الشعير بأنها أزمة عابرة، لكن الإشكالية تكمن في استهلاك الأعلاف الخضراء لما لها من آثار سلبية على البيئة المحلية.

وأكد الحسيني ضرورة أن تتجه السوق إلى انتهاج طريقة توفر الأمن الغذائي المستدام، وهذا لا يمكن أن يتم إن استمر توجه السوق الحالي، بعد أن توقفت كبرى دول العالم في إنتاج الشعير عن التصدير، في الوقت الذي تستحوذ فيه السعودية على نصف إنتاج سوق الشعير العالمية، إضافة إلى ما يتم من استنزاف للموارد المائية المحلية نتيجة استخدام الأعلاف الخضراء (كالبرسيم)، التي تأتي مكملة للشعير.

وفي الوقت الذي يستهلك فيه كل كيس شعير ما يقارب 50 كيلوغراما من البرسيم، فإن كل 50 كيلوغراما من البرسيم تستنزف قرابة 2500 متر مكعب من المياه، وهذا يشير إلى استنزاف ما يقارب 7 مليارات متر مكعب من المياه سنويا لزراعة حاجة السوق إلى البرسيم التي تقدر بـ3 ملايين طن سنويا.

وأشار الدكتور الحسيني إلى أنه من الصعب التغيير في ثقافة مربي الماشية الذي أمضى أكثر من 30 عاما في استخدام الأعلاف التقليدية، التي اعتمد فيها المربي على الدعم الحكومي القائم للشعير منذ 30 عاما، في ظل وجود ما يقارب 200 ألف مواطن يتخذون من تربية المواشي مصدرا أساسيا لكسب الرزق. وبيّن الحسيني أن معدل إنتاج المواد الرعوية الطبيعية (الأعلاف الخضراء) في السعودية يقارب 100 كيلوغرام لكل هكتار، وفي حين أن سوق المواشي تحتاج إلى 4 ملايين طن من الأعلاف الخضراء، فهذا يعني استغلال 20 في المائة من مساحة الأراضي السعودية لإنتاج الأعلاف الخضراء. ولم يغفل الدكتور الحسيني أهمية الاستثمار الزراعي الخارجي، الذي يأتي استغلالا لفرص توفر البيئة الخصبة لدى بعض الدول. وكانت السعودية قد أطلقت في وقت سابق عددا من المبادرات الاستثمارية في المجال الزراعي، وذلك في دول تتميز بجاذبيتها وتوفر موارد زراعية واعدة، وأنظمة وحوافز إدارية وحكومية مشجعة، على أن يكون تصدير المحاصيل المزروعة للمملكة بنسب معقولة، وأن تكون الاستثمارات طويلة المدى عن طريق التملك أو عقود طويلة الأجل.

وأعلن الرئيس التنفيذي لـ«أراسكو» أن الشركة تنتج حاليا ما يقارب 1.6 مليون طن من الأعلاف المركبة سنويا، وتوقع أن يصل إنتاج الشركة إلى 4 ملايين طن سنويا بحلول عام 2014.

ولم يخفِ الدكتور الحسيني ما يواجه إنتاج الأعلاف من مصاعب، فإلى جانب تعوّد مربي المواشي على الأعلاف التقليدية، أوضح الحسيني أن عملية إنتاج الأعلاف المركبة تمر بمراحل وعمليات إنتاجية معقدة.