السعودية: تحليل العروض المالية للمرحلة الثانية من مشروع قطار الحرمين

الحقيل لـ «الشرق الأوسط» : حجم العروض المالية لن يقف حائلا دون ترسية المشروع

TT

أكد المهندس عبد العزيز الحقيل، الرئيس العام لمؤسسة الخطوط الحديدية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن حجم العروض المالية للمرحلة الثانية من قطار الحرمين لن تقف عائقا أمام ترسية المشروع على أحد الائتلافين المتنافسين «الشعلة» و«الراجحي».

وقال الحقيل لـ«الشرق الأوسط» حول ضخامة العروض التي كشف عنها أحد الائتلافات في فترة سابقة، والتي بلغت 46.8 مليار ريال (12.5 مليار دولار) أن العرضين الماليين يخضعان لتحليل دقيق من المستشارين الماليين للمؤسسة، في حين لمح أن العروض ليست بالضخامة المتوقعة، إلا أنه عاد وقال إن المشروع المنفذ ضخم وتكلفة المشاريع المشابهة له دوليا ضخمة أيضا.

وحول إعادة طرح المشروع مرة أخرى أو البحث عن طريقة أخرى للتنفيذ في حال كانت العروض المالية كبيرة جدا قال الحقيل «ليس لدينا وقت لنطرح المشروع مرة أخرى للمنافسة»، موضحا أنه كان يفترض ترسية المشروع منذ فترة ليتم إنجازه في الوقت المحدد.

وأكد رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن ترسية المشروع ستتم قبل نهاية العام الحالي، على الائتلاف الفائز بعد المصادقة على العرض المالي من قبل الجهات المختصة.

ومن المعروف أن مشروع قطار الحرمين الذي تنفذه الحكومة السعودية بتمويل من صناديق وزارة المالية، جاء لربط المدينتين المقدستين (مكة المكرمة والمدينة المنورة) بمدينتي جدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية في محافظة رابغ بقطار كهربائي بطول 570 كيلومترا، يسير بسرعات تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة، لنقل الحجاج والزوار والمسافرين بين هذه المدن في مدة لا تتجاوز الساعتين تقريبا.

وتم يوم أول من أمس فتح العروض المالية لمنافسة أعمال المرحلة الثانية لمشروع قطار الحرمين السريع بمقر وزارة النقل بالرياض بحضور الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية رئيس اللجنة المشرفة على المشروع، والمهندس عبد العزيز الحقيل الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، ومنصور الميمان أمين عام صندوق الاستثمارات العامة، وممثلين عن الائتلافين المتنافسين، (ائتلاف الشعلة، وائتلاف الراجحي)، حيث اعتبر الدكتور جبارة بن عيد الصريصري وزير النقل أن فتح العروض المالية للمشروع تجعل خطوات تنفيذ المشروع تسير وفق ما تم التخطيط لها وأنه تم الانتهاء من طرح جميع منافسات المشروع، متوقعا أن يتم الانتهاء من دراسة هذه العروض وترسية المشروع قبل نهاية هذا العام 2010.

من جانب آخر اعتبر المهندس الحقيل تأخر تخصيص المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، أحد أسباب بطء تنفيذ الخدمات التي تقدمها المؤسسة، وقال إن المؤسسة في حال التخصيص يمكنها أن تستقطب كوادر تتمتع بقدرات عالية لقيادة القطارات، دون أن تعرضها لمخاطر الحوادث، في إشارة منه إلى الحادث الأخير الذي تعرض له أحد قطارات المؤسسة والذي تسبب في وفاة 5 عمال، وإصابة سادس بإصابات خطيرة.

وتتعلق المرحلة الثانية من المشروع بتركيب القضبان الحديدية وأنظمة الإشارات والاتصالات ونظام كهربة الخطوط وتوريد قطارات الركاب ومعدات الصيانة، كما تشمل تشغيل وصيانة المشروع خلال مدة العقد.

يشار إلى أن من الاشتراطات الرئيسية لتأهيل أي ائتلاف وبقائه في دائرة المنافسة على المشروع، هو وجود شركة مصنعة للقطارات السريعة ضمن تركيبة الائتلاف تمتلك خبرة في تصنيع وتشغيل القطارات المطلوبة للمشروع، لضمان مستوى الجودة والتقنية لتنفيذ وتوريد المكونات الفنية والتقنية للقاطرات والعربات وأنظمة التشغيل.

يذكر أنه تم مؤخرا فتح العروض المالية لمنافسة بناء محطات قطار الحرمين السريع، حيث يتم إخضاع تلك العروض إلى الدراسة والتحليل ليتم إعلان الائتلافات الفائزة ببناء المحطات الأربع للمشروع في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ، كما سبق أن تمت ترسية أعمال المرحلة الأولى (الجزء الأول) التي تشمل الأعمال المدنية مثل أعمال الردميات والجسور والعبارات للخط أو الطرق المتقاطعة معه على ائتلاف الراجحي بقيمة 6.7 مليار ريال (1.8 مليار دولار) والتي تمت ترسيتها في فبراير (شباط) من عام 2009.