مدير معرض الطيران الدولي: أسعار الطائرات ستنخفض مع تقدم التكنولوجيا

نيكولاس واتسون لـ «الشرق الأوسط»: أسطول «طيران الأعمال» بالمنطقة العربية سيصل لـ730 طائرة

نيكولاس واتسون مدير معرض الطيران الدولي
TT

أعلن نيكولاس واتسون، مدير معرض الطيران الدولي، أن السنوات العشر المقبلة ستشهد انخفاضا لأسعار الطائرات المدنية ونفقات السفر الجوي مع تقدم التكنولوجيا، وكذلك زيادة المنافسة في مجال صناعة الطائرات وتجارتها.

وأضاف واتسون في حوار مع «الشرق الأوسط» أمس، أن المنطقة العربية سوف تشهد، بداية من هذا العام، تسليم 450 طائرة لرجال أعمال، مشيرا إلى أن أحدث البيانات تشير إلى ازدياد الإقبال على اقتناء الطائرات الخاصة بسبب ارتفاع عدد المليارديرات بالمنطقة وزيادة الثروات المحلية، وأن أسطول «طيران الأعمال» بالمنطقة سيتوسع ليصل إلى 730 طائرة بحلول عام 2019.

ويتولى واتسون مسؤولية إنشاء وتوسيع الكثير من الشراكات الاستراتيجية حول العالم، وكذا يشغل موقع مدير المبيعات العالمي بمجموعة «ناسيبا» الفرنسية، إلى جانب إدارته لمؤتمر قمة الطيران في الدوحة الذي ينعقد بنهاية هذا الشهر، ومعرض «أفيكس الدولي للطيران» بشرم الشيخ، وموعده مطلع الشهر المقبل.

وأوضح واتسون أن الهدف من قمة الدوحة للطيران (يوم 30 من الشهر الحالي) المساعدة على تخفيف القيود المفروضة على الإطار التنظيمي بمنطقة الشرق الأوسط والعالم، وتوسيع شركات الطيران بدول الخليج، لأن هذه الدول تتحول بسرعة إلى لاعب أقوى بكثير في عالم الأعمال والسياسة. وعن مؤتمر شرم الشيخ الذي سيشهد تواجد أول طائرة عملاقة تدخل قارة أفريقيا، من نوع «A380»، قال واتسون إن المؤتمر (الذي ينعقد في السابع من الشهر المقبل) سيعنى بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ويهدف إلى مساعدة الطيران الأفريقي للوصول للأسواق الدولية، خاصة أن أفريقيا تعتبر من الأسواق الناشئة سياحيا وتجاريا.

وتحدث واتسون أيضا عما سماه «تكنولوجيا متقدمة لا نراها أو نسمعها، ولكنها موجودة هناك لحمايتنا» من أي إرهاب في الطائرات والمطارات، كإجراءات احترازية يجري العمل عليها منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، ورجح أن تكتمل هذه الإجراءات لأمن الطائرات على مدى السنوات العشر المقبلة.

* ماذا يمكن أن تحقق قمة الطيران المقرر عقدها نهاية هذا الشهر في الدوحة؟

- الهدف من هذا الحدث هو المساعدة على تخفيف القيود المفروضة على الإطار التنظيمي بالنسبة للطيران وما يتعلق به في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك في جميع أنحاء العالم.. ومع توسع الشركات الخليجية أصبحت هناك حاجة كبيرة لتوسيع الشبكات الخليجية العاملة في هذا المجال، وتحسين العلاقات مع الأسواق الناشئة والأسواق الأخرى الخاضعة للوائح أكثر، مثلما هو الحال في أوروبا والأميركتين.

* كيف ترى صناعة الطيران حاليا في أفريقيا والشرق الأوسط والخليج؟

- في اعتقادي أن هذه الأسواق متفائلة جدا.. أفريقيا على سبيل المثال من الأسواق الناشئة، في حين أن دول الخليج تتحول بسرعة إلى لاعب أقوى بكثير في عالم الأعمال والسياسة، مما يمكن الطيران من الازدهار، أما وجود الطيران المنخفض التكلفة فأعتقد أنه يعبر عن وجود نموذج أعمال جيد يشتمل على الاستثمار بحكمة واختيار الطرق التي تدعم التكاليف المنخفضة وعدد الركاب العالي. لهذا أقول إنه يتعين على الحكومات أن تساعد في جلب التمويل لشركات الطيران الوطنية، والبدء في نفس الوقت بدعم الأعمال التجارية للحفاظ على نمو قطاع الطيران من خلال تقديمه إلى الأسواق الدولية التي لديها الخبرة ورأس المال لتطوير الأعمال الجديدة في قطاع الطيران.

* لكن كيف ترى مستقبل نمو قطاع الطيران المدني في أفريقيا؟

- كما قلت، أفريقيا تعتبر من الأسواق الناشئة القوية. كما أن القارة لديها أيضا بعض أعظم الوجهات السياحية والأنشطة التجارية المتزايدة، بطبيعة الحال هذا سيزيد من السياحة العامة وسياحة الأعمال، لدرجة أن الطيران المدني التجاري والخاص سينموان. مثل هذه الأنشطة ستقود قطاع الطيران المدني الأفريقي للنمو الحقيقي.

* يتردد أنه سيتم توقيع صفقات في معرض شرم الشيخ الذي تنظمه «أفيكس»؟

- نعم، سيتم توقيع صفقات في معرض «أفيكس للطيران» هذا العام، لكن المعرض لا يركز على ذلك، لأن هناك معارض طيران أخرى في المملكة المتحدة أو فرنسا أو دبي متخصصة في هذا الغرض. دور «أفيكس» محوري في المساعدة على نمو الطيران الأفريقي من خلال تقديم التمويل لشركات الطيران، والدعوة إلى تدريب أفضل للصيانة والإصلاحات والعمليات، وأطقم الضيافة.. وهذا على أي حال من ضمن جوانب أخرى متعددة. الهدف هو أن نتمكن من توفير المزيد من الفوائد لشركات الطيران الأفريقية التي تطمح في الوصول إلى الأسواق الأوروبية وغيرها من المواقع الدولية.

* هل ترى أن أسواق المنطقة تستوعب الأجيال الجديدة من الطائرات العصرية العملاقة وطائرات السفر منخفض التكاليف؟

- عندما تنظر للطائرات الكبيرة، فكل ما عليك التفكير به هو السعة. فالسماء كبيرة والمطارات يمكنها أن تستوعب طائرات مثل «A380» (وهي طائرة عملاقة ذات ثلاثة طوابق) على سبيل المثال.. الموضوع ببساطة هو استيعاب عدد كاف من الناس خلال الرحلة، والسوق هنا تزداد ثراء كل عام، وبالتالي يزداد عدد المسافرين. هناك الكثير من الطائرات الكبيرة اليوم تطير بشكل أكثر كفاءة من الأنواع الأقدم، حتى لو كانت فعليا أكبر في الحجم. لذا فهناك فرص هائلة للنمو، وهذه الأسواق تملك القدرة على استيعاب هذا النمو. وإذا تمكن معرض «أفيكس» من الوصول لأهدافه من خلال اعتماد مفهوم تمويل الطيران الأفريقي، فنحن نعتقد حقا أن السعر لن يهم. وستنخفض الأسعار مع تقدم التكنولوجيا، وستزداد المنافسة في السوق على الطائرات ذات الهيكل الضيق أو الواسع في العقد المقبل.

* ما توقعاتك لأنواع الطائرات التي سيكون عليها إقبال أكثر في منطقة الشرق الأوسط؟

- المعلومات المحددة في هذا الشأن سيكون بإمكان مصنعي الطائرات المدنية توفيرها. لكن بحوث شركة «بومباردييه» في السوق تشير إلى نمو قوي في طيران الأعمال. فسيتم تسليم 450 طائرة رجال أعمال بين عامي 2010 و2019 في المنطقة، مع توسيع الأسطول إلى 730 طائرة بحلول عام 2019 بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 8 في المائة. وسوف تستمر الطائرات الكبيرة في أن تحل محل الطائرات القديمة الطويلة، ومع ظهور رحلات أرخص سوف تجلب معها موجة جديدة من طائرات الشحن «الجامبو» لنقل البضائع في جميع أنحاء العالم.

* هل زاد الإقبال على اقتناء طائرات للاستخدامات الفردية في دول المنطقة؟

- أجل، لقد زاد الإقبال على اقتناء الطائرات الخاصة في السنوات الخمس الماضية نتيجة للزيادة في الثروة المحلية وإعادة تركز الكثير من الشركات الدولية في المنطقة. فعلى سبيل المثال، وفقا لتقرير «فوربس» في فبراير (شباط) 2010، ارتفع عدد المليارديرات في منطقة الشرق الأوسط في عام 2010 بنسبة 15 في المائة مقارنة بعام 2009. ولهذا نحن نسعى أيضا لوضع معرض «أفيكس» المقبل، في سنة 2012، على خريطة مبيعات الطائرات الخاصة والرحلات الشخصية في جميع أنحاء المنطقة.

* لكن ما تأثير التوتر السياسي والأزمة المالية العالمية على سوق الطيران بالشرق الأوسط؟

- أعتقد أن التوتر السياسي أثر على البلاد التي حصل فيها مثل هذا التوتر بشكل أو بآخر. وقد سمحت عملية السلام أيضا لمصر بإظهار قوتها في المساعدة على توحيد صفوف الدول بهدف إزالة العداء. ولم يكن للعقوبات على إيران أثر يذكر، وتأثيرها على السياحة كان ضئيلا، أما بالنسبة للأزمة المالية العالمية فقد تأثرت مصر مثل بلاد كثيرة أخرى أثناء الأزمة، ولكنها ما زالت تنمو في قطاعي السياحة والطيران المدني. وقد سجلت الشركة المصرية للمطارات نموا بلغ 30 في المائة من حيث نمو حركة المسافرين خلال الأزمة، مما يثبت أن الموقع الجيد والخدمات الجيدة قادرة على التغلب على تباطؤ الاقتصادي العالمي.. وما زالت مصر مستمرة في تطوير نطاق أعمالها وشبكاتها الدولية.

* وهل تعافت شركات الطيران من الأزمة المالية؟

- كما هو الحال مع جميع قطاعات الاقتصاد العالمي، أثرت الأزمة المالية على الشركات المصنعة للطائرات بالسلب. ومع ذلك، بدأنا نرى نشاطا ملحوظا في النمو العالمي المتوقع والتجارة والمنافسة بين شركات الطيران في الأسواق الحرة، وهذا سيكون له تأثير إيجابي على الطلب على الطائرات.

* وماذا عن تأثير التهديدات الإرهابية على صناعة الطائرات؟

- أي شكل من أشكال الإرهاب له تأثير على الصناعة. وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001، من الواضح أنه قد تمت زيادة الأمن إلى حد كبير لضمان وجود نظام النقل الآمن؛ سواء على الأرض، أي في المطارات، أو على متن الطائرات نفسها. وعلى مدى السنوات العشر المقبلة سنرى زيادة في أمن الركاب وراحتهم، ولكن من خلال استخدام التكنولوجيا المتقدمة التي لا نراها أو نسمعها، ولكنها موجودة هناك لحمايتنا.

* أخيرا.. هل أفادتك دراستك للعلوم البصرية في العمل بمجال الطيران؟

- لقد غيرت دراستي الجامعية للعلوم البصرية نظرتي إلى العالم. فعندما تصنع عالما ثلاثي الأبعاد على الكومبيوتر، فأنت تسمح لنفسك بأن تصبح غاية في الإبداع وتبحث عن طرق جديدة للتعبير عن رؤية أو فكرة. وقد ساعدني ذلك في رؤية ما وراء الحدث أو الشراكة، وسمح لي بتصميم أحداث أكثر نجاحا. ولو كان بإمكاني أن أشكر شهادتي على شيء، فسأشكرها على فتح ذهني لكل الأفكار والرؤى والفرص التي كانت أمامي. وأعتقد أن معرض «أفيكس» اليوم ما هو إلا مثال صغير ثلاثي الأبعاد على ما نستطيع أن نحققه في شركة «ناسيبا».